أمريكا وخداع الشعوب
شاكر عزمي
لا تدخل الولايات الأمريكية بلداً إلا وتنهب ثرواته، وتستذل أهله، لكن عن طريق الخداع لحكوماتهم ولشعوبهم، وهي أن ينتجوا لنا سيناريوهات وتبريرات يصنعونها، ونحن نصدقها ونوصلها إلى بعضنا البعض بسرعة.
لكن من حيث المبدأ ليس هناك أي مبرر لوجود الأمريكيين !! و هذا هو الأصل؟ فكل المبررات هي فرع على أصل فاسد،
فل نلاحظ كيف كان دخولهم إلى أفغانستان، دخلوا إلى أفغانستان وأوهموا الأفغانيين أنهم يريدون أن يصنعوا حكومة حديثة وعصرية, وتستقر في ظلها أوضاع البلاد، وتنقص أسعار المواد الغذائية ليسهل على المواطن شرائها.
وفي المقابل ماذا حدث: لم تستقر البلاد، بدأ الخلاف، بدأت الحرب بين الفصائل، وسمعنا أن تلك الحكومة لا تستطيع أن تحكم أكثر من داخل (كابول)، ولا يتجاوز نفوذها إلى خارج مدينة [كابول]، وما يزال الأعداد من الجنود الأمريكيين وأسبانيا ومن دول أخرى يتوافدون إلى أفغانستان من أجل أن يحافظوا على السلام، وأن يحافظوا على استقرار المنطقة, هكذا يقولون! يعملون قلاقل دائماً لتبرر لهم تواجدهم بصورة مستمرة .
وعندما نسقط هذا الكلام على واقعنا اليوم في بلادنا اليمن نلاحظ أن أمريكا تدخلت وسعت بكل وجاهتها وقوتها إلى المبادرة الخليجية وحولت الثورة الشبابية الشعبية إلى أزمة سياسية بين فئتين المعارضة والمؤتمر الشعبي العام وتجاهلت المكونات الأساسية في الثورة الشعبية وهم الحراك والحوثيون، والشباب المستقل وهدفها المعلن من هذا العمل هو نفس الهدف في أفغانستان، صنع حكومة حديثة وعصرية متوافق عليها من الجميع، واستقرار أوضاع البلد، وإعادة الكهرباء والماء والمشتقات النفطية، وإعادة أسعار المواد الغذائية إلى ما كانت عليه سابقاَ..
وفي المقابل لم يتحقق أي شيء من هذه الوعود إلا تقاسم “الكعكة” الحكومة بين اللقاء المشترك والمؤتمر، وحكم وإشراف السفير الأمريكي على جميع الوزارات وخير دليل على هذا أن السفير الأمريكي خلال العشرة الأيام الماضية التقى بعشرة وزراء ابتداءاً بوزير النفط وانتهاء بالداخلية والإعلام وعدهم بدعم الولايات المتحدة ونبههم إلى ضرورة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية.
وماذا وجد المواطن المسكين من هذه الخدمات..!! لم يجد شيئاً فبدلاً من إصدار الحكومة قراراً بإعادة الأسعار إلى سابقاتها اعتمدت السعر الحالي، وبدلاً من توفير الكهرباء أطفتها بالكامل، وبدلاً تحسين الوضع الاقتصادي اهتمت الحكومة بإصدار قرارها بتغيير إجازة الأسبوع من الخميس إلى “السبت” وسبب هذا التغيير هو أن البورصات العالمية تعمل يوم الخميس، بينما يوم يعطلون العمل السبت كونه إجازة لدى اليهود وهم مالكي البورصة، ورؤوس الأموال في العالم.
وهنا نتساءل.. متى كان اليمن يتأثر بالبورصة أو يتعامل معها، ومن أين له الأموال التي يستطيع أن يفتح بورصة، وإذا كانت الحكومة تنوي على دخول سوق البورصة في اليمن فالأولى بها أن تصرف هذه الأموال لتحسين الوضع المعيشي لدى المواطن البسيط الذي وصل في بؤسه وفقره إلى ما لا يتصوره عقل بشر.
بينما نسمع الكثير عن زنجبار والقاعدة، فقد نشرت بعض الصحف عن قيام بعض عناصر “أنصار الشريعة” بإعدام وقطع أيدي وأرجل العديد من المواطنين في زجبار بحجة أنهم يطبقون شريعة الله.
وكذلك نسمع العديد من المعارك بين الجيش اليمني بالتعاون مع جنود أمريكيين في قتالهم مع القاعدة،!! مع أننا لا نجد مبرراً للأمريكان أن يقاتلوا يمنيين حتى ولو كانوا متشددين، فهدينا القضاء ولدينا الجيش والدولة التي تستطيع أن تتدبر أمورها وتحاكم من خرج عنها.
ولا يوجد أي دخل لهؤلاء في قتل أبناء اليمن في أرضه وعلى ترابه، إلا أنهم يهدفون من راء هذه الأخبار تأكيد وجود القاعدة عند الشارع اليمني من خلال نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة الفضائية والسمعية والمقروءة.
ومن هذا كله يستنتج القارئ أن أمريكا لا يهمها مصلحة الشعوب أو موتهم أو فقرهم أوظلمهم وما يهمها أن مصالحها قائمة ولا خطر عليها..