المنبر الاعلامي الحر

الغموض يكتنف مصير “إكسبو” دبي عقب إعصار اليمن.. النظام الإماراتي يبحث بصورة محمومة عن الأمن المفقود

الغموض يكتنف مصير “إكسبو” دبي عقب إعصار اليمن.. النظام الإماراتي يبحث بصورة محمومة عن الأمن المفقود

يمني برس:

 

أصبح مصير فعاليات “اكسبو” دبي المقرر الشهر القادم محاطا بالغموض فيما تحدثت وسائل إعلام عربية ودولية عن إمكانية تأجيل كل الفعاليات المصاحبة للحدث الاقتصادي الأبرز في العالم إلى أجل غير مسمى.

 

وتعيش دويلة الإمارات حالة من القلق والتخبط والارتباك ولم تستطع بعد استيعاب الصدمة إثر عمليتي إعصار اليمن في نسختيها الأولى والثانية واللتين نفذتهما القوات المسلحة اليمنية في ظرف أسبوع ردا على التدخل الإماراتي السافر في اليمن ومخططاتها المكشوفة لاحتلال اليمن والسيطرة على مقدراته وشواطئه وجزره ومنافذه البحرية.

 

الامتيازات تتهاوى

 

ويسود الشارع الإماراتي هلعا كبيرا إثر تزايد مخاوف السكان والمقيمين ناهيك عن المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال ممن كانوا ينظرون إلى الإمارات كواحدة من أفضل البيئات الاستثمارية أمنا واستقرارا على مستوى العالم، لكن هذا الامتياز تهاوى فجأة وأصبح مترنحا بفعل عمليتي إعصار اليمن خلال الأيام القليلة الماضية.. وقالت وكالة رويترز العالمية للأنباء: إن سكان العاصمة الإماراتية أبوظبي لم يعودوا يشعرون بالأمان بعد هجومين صاروخيين في غضون أسبوع من القوة الصاروخية والطيران المسيّر اليمني.

 

وأشارت الوكالة إلى أنه لطالما تمتعت الإمارات بصورة الملاذ التجاري الآمن لكن هذه الصورة تصدعت حينما أصاب أبوظبي هجوم صاروخي للقوات المسلحة اليمنية في 17 يناير وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في أول هجوم من نوعه على أراضيها، قبل أن يتبع ذلك هجوم آخر حمل اسم «إعصار اليمن» 2.

 

وقالت شايناز جوفيندا (31 عاما)، وهي خبيرة تصوير بالموجات فوق الصوتية من جنوب أفريقيا وتعيش في الإمارات منذ ثلاث سنوات، لدى تجولها في إحدى مراكز التسوق في أبوظبي “بالتأكيد نحن منزعجون
وقالت راندا رزق، وهي مصرية تبلغ من العمر 35 عاما وتعمل في مجال المبيعات والتسويق، إنها شعرت “بالقلق” لكنها أعربت أيضا عن أملها في توفير مكان آمن لعائلتها.

 

وبينما تحوز أبوظبي ثروة البلاد النفطية، فإن اقتصاد دبي المجاورة يركز على السياحة والأعمال التجارية الدولية، وهي أكثر تأثرا بالصدمات.

 

وقال محلل في بنك في دبي طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام وفقا للوكالة العالمية “الأمر يبعث على القلق.

 

وقال خالد مجيد مدير الصناديق في سام كابيتال في لندن إن الهجمات حتى الآن تبدو أقرب لإنذار للإمارات لكن بعض السكان يشعرون بالقلق من استمرار التصعيد في ظل تهور السياسات الخارجية للنظام الحاكم في أبوظبي.

 

وقالت طالبة الطب الأمريكية تاليا ريفيرا (19 عاما) “انتقلت إلى هنا اعتقادا مني بأن الوضع سيكون أقل فوضوية هنا. بشكل عام أشعر بالأمان لكني لا أعرف كيف سيتصاعد الوضع.

 

التعتيم لا يفيد

 

إلى ذلك استدعت النيابة العامة في الإمارات أمس الأول عددا من الأشخاص بعد تداولهم مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر لحظات استهداف القوات المسلحة اليمنية للعاصمة أبوظبي.

 

وحذرت النيابة العامة، في بيان أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام) الاربعاء الماضي، من أن “مثل هذه المقاطع تعرض منشآت حيوية وعسكرية للخطر ومن شأنها أن تمس أمن واستقرار المجتمع” حسب ما أوردته الوكالة الإماراتية الرسمية.

 

وأكد حمد سيف الشامسي النائب العام للدولة أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة حيال من ينشرون هذه المواد، محذرا أفراد المجتمع مما أسماها مخاطر نشر وتداول هذه المواد على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ودعا الشامسي إلى الالتزام بالقوانين السارية في الدولة، منبها إلى أن مخالفتها من شأنها إثارة البلبلة في المجتمع.

 

وقال النائب العام “إننا نراهن على وعي أفراد المجتمع بعدم المساهمة في تداول مثل هذه المواد الممنوعة قانونا”.

 

كما نبه النائب العام إلى آثار ومخاطر ما اعتبرها الشائعات وما تلحقه بالدولة، من نتائج سلبية قد تصل إلى حد تهديد السلم المجتمعي وما يصاحبها من خلق حالة من الذعر والخوف بين الأفراد.

 

وزعم الشامسي أن مؤسسات الدولة تنتهج كافة أشكال الشفافية في إفصاحها عن الحقائق والمعلومات، موضحا أن النيابة العامة ستباشر مسؤولياتها في تطبيق القانون بكل حزم تجاه تلك الجرائم ومرتكبيها حرصا على المصلحة العامة وأمن أفراد المجتمع وحفاظا على النظام العام والسلم المجتمعي.

 

ويمارس النظام الإماراتي تعتيما إعلاميا كبيرا على خسائره والأضرار الكبيرة الناجمة عن عمليات «إعصار اليمن» في عمق أراضيه.

 

البحث المحموم من قبل دولة الإمارات عن السلام المفقود يتزامن مع تصعيد جنوني لعملياتها الحربية والعدوانية على اليمن وهو ما يجعلها وفق سياسيين ومحللين تخاطر بكل ما تملك وإنها بسياسة الغطرسة وعدم الجنوح للسلم ولصوت العقل والمنطق ربما تجد نفسها أمام خسائر وأضرار تفوق قدرتها وأن أفضل السبل المتاحة أمامها للحفاظ على مكاسبها وسمعتها إعلان الانسحاب الفوري والحقيقي من اليمن ووقف ممارساتها العبثية بأمن اليمن وسيادته ووحدته الوطنية ووقف دعم مليشياتها التخريبية.

 

وقال رئيس الوفد الوطني في مفاوضات السلام محمد عبدالسلام، الاربعاء الماضي إن دول التحالف العربي تعاني من أزمة أمن ذاتي.

 

وأكد عبدالسلام في تغريدة له على موقع تويتر، الاربعاء الماضي إن التحالف يعاني من أزمة أمن ذاتي كما هو حال الإمارات التي لا تستطيع الوقوف على قدميها إلا بعكازات أمريكية وتجهد في تسول الدعم الأمريكي”.

 

وأضاف عبدالسلام أن “الإمارات في غنى عن تسول الدعم الأمريكي بأن تخرج من المستنقع اليمني فعليا”.

 

مشيرا إلى أنه “لن يجدي الإمارات أي دعم ولن يتحقق لها أي أمن إذا استمر عدوانها على اليمن”.
وقررت الإمارات وقف نشاط الطائرات المسيرة للهواة والطائرات الرياضية الخفيفة لمدة شهر، عقب إعصار اليمن في إجراء اعتبره مراقبون أحد الإجراءات المرتبكة التي أقدم عليها النظام الإماراتي وستكون له خسائر كبيرة على القطاع السياحي الذي يعد من أهم مصادر الدخل القومي للدولة.

 

وأهابت بوقف عمليات الطيران لملاك وممارسي وهواة الطائرات بدون طيار.

 

وتتضمن مستخدمي الطائرات دون طيار والرياضية الخفيفة بمختلف أشكالها وأنواعها بما فيها ممارسة الرياضات الجوية والشراعية.

وطلبت من الجهات التي لديها عقود عمل أو مشاريع تجارية أو إعلانية تعتمد على التصوير الجوي التواصل مع سلطات التصريح لأخذ استثناءات.

 

ويرفع الهجوم على أبو ظبي التي تعد موطنًا لمركز التجارة والتمويل والسياحة المهيمن في المنطقة، مخاوف عديدة من قبل السلطات لذلك تسعى جاهدة من أجل التعتيم على الآثار الناجمة عن عملية إعصار اليمن.

 

ويؤكد ذلك تقرير نشرته شبكة ap news» “ الإنجليزية قالت فيه إن الإمارات سعت إلى إخفاء هجوم ما وصفته بالحوثيين على منشأة وقود ضخمة في أبو ظبي.

 

وقالت الشبكة إن مسؤولي الإمارات لم يعترفوا بشأن الهجوم الذي تعرضت له أبو ظبي إلا بعد ساعات عديدة.

 

وذكرت الشبكة أن صور الأقمار الصناعية تظهر آثار الدخان يتصاعد فوق مستودع وقود لشركة النفط الوطنية في حي المصفح في العاصمة أبو ظبي.

 

اقتصاد هش ودولة غير آمنة

 

وأصبحت الإمارات أمام تهديدات حقيقية لاقتصادها القائم على الاستثمارات الأجنبية وحركة السياحة واستضافة الفعاليات الدولية، وهذه القطاعات جميعها تعاني من حساسية مفرطة إزاء أي مخاطر مهما كانت، وقد تغادر – الاستثمارات الأجنبية- دويلة الإمارات بصورة سريعة خاصة بعد نصائح القوات المسلحة للشركات الأجنبية بمغادرتها، كونها أصبحت غير آمنة .

 

وسجل مؤشر دبي خسائر كبيرة، إثر العملية العسكرية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة، حيث سجل المؤشر تراجعاً وصل إلى 1.5 %.

 

وبحسب وسائل إعلام غربية فقد سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا خلال الساعات الماضية ليصل سعر برميل خام برنت إلى ما يقارب 90 دولاراً بعد استهدف القوات المسلحة اليمنية دولتي العدوان الإمارات والسعودية.

 

ويرى خبراء دوليون أن استمرار عمليات القوة الصاروخية والطيران المسير على أبوطبي ودبي يؤثر على الأسواق المالية الإماراتية بشكل كبير؛ وما ينتظر الإمارات من خسائر في حال تكرارها سيكون هائلاً وفق خبراء، خاصة على صعيد الاستثمارات الأجنبية؛ فأصحاب رؤوس الأموال عادة يبحثون عن المناطق الأكثر أمناً حول العالم لضخ أموالهم فيها ويهربون فور حدوث أي توتر قد يؤثر على استثماراتهم.

 

وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في الإمارات- حسب أحدث الإحصائيات الرسمية- نحو 174 مليار دولار، يتركز معظمها في قطاعات النفط والغاز والاقتصاد الرقمي والعقارات والطاقة المتجددة والزراعة والابتكار والتكنولوجيا.

 

وحلت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً والـ15 عالمياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، بحسب نتائج تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2021م، الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، متقدمة 9 مراكز عن ترتيبها في تقرير العام 2020م غير أن كل هذه الامتيازات باتت على كف عفريت، بحسب خبراء الاقتصاد

 

وإضافة إلى التهديد الذي يواجه هذه الأرقام القياسية حال توسع عمليات الرد اليمنية فإن قطاع السياحة كذلك يواجه ذات التهديد.

 

وتفوقت الإمارات على أبرز 10 وجهات سياحية في العالم خلال النصف الأول من 2021م، مسجلة نسبة إشغال في المنشآت الفندقية والسياحية 62 %.

 

وقال مركز «ستراتفور» الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية “إن هجوم صنعاء على أبو ظبي قد يؤدي إلى سلسلة من الضربات التي تقوض سمعة الإمارات كمركز تجاري آمن”.

 

ونشر المركز -الذي يوصف بأنه مقرب من الاستخبارات الأمريكية- تحليلا في موقعه الإلكتروني يشرح فيه تداعيات الهجوم الذي تبنته صنعاء.

 

كما تحدث المركز الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية عن بعض المؤشرات التي تدل على أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ربما تدعم ضغطا عسكريا أكبر للتحالف على الحوثيين حسب زعمه.

 

وقال المركز: إن الإمارات نجت تاريخيا من معظم آثار عدم الاستقرار في المنطقة، وأن ذلك نتيجة سياساتها الخارجية غير التدخلية، إلا أن هذا النهج تغير بعد الربيع العربي.

 

وأوضح أن استمرار مثل هذه الضربات على الإمارات سيخيف السائحين والشركات والمستثمرين، وهي ركائز أساسية لاستراتيجيتها للتنمية الاقتصادية.

 

ويبقى القول إن ليس أمام الإمارات إذا أرادت الحفاظ على مكاسبها ومكانتها الاقتصادية غير الانسحاب من اليمن ورفع يدها عن كل شؤونه وبدون ذلك ستخسر كل شيء.

 

 

الثورة: تقرير / حمدي دوبلة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com