المنبر الاعلامي الحر

الهجرة الدولية تكشف الستار عن جرائم السعودية بحق المهاجرين الأفارقة

الهجرة الدولية تكشف الستار عن جرائم السعودية بحق المهاجرين الأفارقة

يمني برس- وكالات/

نددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالجريمة التي ارتكبها حرس الحدود السعوديون بحق المهاجرين الأفارقة على الحدود اليمنية. و من جهتها اتهمت المفوضية السلطات السعودية باستهدافها المهاجرين الأفارقة بشكل مباشر على الحدود مع اليمن بهدف قتلهم.

 

كما كشفت المنظمة من خلال تقرير لها عن قيام فرقها بتسجيل 9 مجازر ارتكبتها السلطات السعودية و أودت بحياة أكثر من 189 مهاجراً و إصابة نحو 535 شخصاً آخر. وأشارت إلى أن اللاجئين الأفارقة قد تعرضوا شمال صعدة إلى الاستهداف المباشر من قبل حرس الحدود السعودية بالمدفعية و الرشاشات الثقيلة. كما رجحت المنظمة أن تكون أعداد الضحايا أكثر بكثير من ذلك. و ذلك على الرغم من اتفاق الهدنة إلا أن القوات السعودية واصلت ارتكاب جرائمها خلال الأشهر الماضية. وبينت أن 7 آلاف أسرة يمنية تمثل 43 ألف فرد، نزحت منذ مطلع 2022. وكشفت منظمة إنسان للحقوق والحريات في اليمن عن قتل حرس الحدود في السعودية 7 عمال مهاجرين يمنيين في منفذ الرقو بمدينة صعدة.

 

وقالت المنظمة في بيان إن وفاة العمال المروعة كانت ناجمة عن التعذيب بأسلاك كهربائية كما أثبتت تقارير طبية، وذكرت أن اعتداءات المهاجرين باتت من الجرائم المتكررة للنظام في السعودية، مبدية خوفها على آلاف العمال بمراكز الاحتجاز بالرياض.

 

و لفتت المنظمة في تقريرها إلى تزايد انتهاكات حقوق الانسان من قبل القوات السعودية ضد المهاجرين في اليمن في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين. وأشارت إلى أنه في العام الماضي ، دخل حوالي 27700 مهاجر أفريقي إلى هذا البلد من شرق اليمن ؛ كان هذا العدد 138 ألف شخص في عام 2019 ، والذي انخفض بشكل ملحوظ.

 

و يقوم حرس الحدود السعوديون بفتح النار على المهاجرين الأفارقة ما يسفر عن وقوع قتلى و اصابات بالعشرات. وفي شمال البلاد، أفاد وكلاء المنظمة الدولية للهجرة والمجتمع المحلي بأن أكثر من 1000 مهاجر هذا العام – بمن في ذلك نساء وأطفال – سقطوا بين جريح وقتيل بسبب الهجمات والاستهداف المتعمد على الحدود من قبل قوات الأمن السعودية. ويتلقى المئات من المهاجرين شهرياً العلاج من إصابات أعيرة نارية في مستشفى تدعمه المنظمة الدولية للهجرة بالقرب من مدينة صعدة الحدودية. وبالنسبة للناجين، فقد يفقد البعض أطرافهم ويصاب البعض الآخر بالشلل. وفي مأرب – على بعد حوالي 25 كيلومتراً من إحدى خطوط المواجهة – يوجد نحو 4,500 مهاجر تقطعت بهم السبل في المدينة المتضررة من الصراع، وأضحوا غير قادرين على مواصلة رحلتهم أو العودة.

 

من جانبها عبرت رئيسة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “كريستا روشينر” عن قلقها في هذا الصدد: “إننا قلقون بشكل متزايد بشأن سلامة الذين يعبرون الأراضي اليمنية. لأن فرقنا تتعامل كل يوم مع المهاجرين المصابين بسبب النزاع أو الذين ضلوا طريقهم في منتصف الرحلة.

 

و يعاني المهاجرون الأفارقة الهاربون من ظروف صعبة في بلادهم من رحلة محفوفة بالخطر إذ غالباً ما يعبرون مناطق يحتدم فيها الصراع ويواجهون انتهاكات جسيمة مثل الاحتجاز في ظروف غير إنسانية، والاستغلال، والنقل القسري إلى خارج مناطق السيطرة. و تتعرض الفتيات و النساء غالباً للعنف و سوء المعاملة و الاستغلال على أيدي المهربين و المتاجرين بالبشر.

 

هذا و لم تتوقف جرائم العنف في السعودية على الجنود السعوديين ضد الافارقة و إنما امتدت لتشمل المقيمين الأجانب من العرب و غير العرب، ففي الأونة الأخيرة على سبيل المثال تعرض صيديلي مصري للقتل بطلق ناري من سيدة سعودية لأنه رفض تسليمها الدواء من دون وصفة طبية ممهورة من الطبيب المختص، هذا كان مثالاً واحداً فقط على العمالة الأجنبية في السعودية للاستعباد والقتل و العنف الممنهج.

 

الانتهاكات المتكررة بحق المهاجرين الأفارقة

 

بدأت السلطات السعودية في احتجاز المهاجرين الأفارقة عندما ضربت جائحة كورونا البلاد ، وخشيت من أن يكون المهاجرون، الذين يقيمون في كثير من الأحيان في ظروف مزدحمة، بمثابة ناقلين للفيروس.

 

وعليه تم ترحيل ما يقرب من 3000 من قبل أجهزة الأمن السعودية إلى إثيوبيا في الأيام العشرة الأولى من أبريل الماضي.

 

وتمكنت “صنداي تلغراف” من تحديد الموقع الجغرافي لاثنين من المراكز؛ أحدهما في الشميسي، قرب مدينة مكة المكرمة والآخر في جازان، وهي مدينة ساحلية قرب اليمن. كما أن هناك مراكز احتجاز أخرى مكتظة بالنساء ولكنها منفصلة عن تلك الخاصة بالرجال، حسب الصحيفة ذاتها.

 

و كشفت الصحيفة عن الكثير من الانتهاكات التي تمارسها السعودية بحق المهاجرين الأفارقة في السعودية حيث تحدثت في تقرير لها عن حبس آلاف المهاجرين الأفارقة في السعودية في معسكرات شبيهة بمعسكرات العبيد و نشرت الصحيفة صوراً أظهرت عشرات الرجال بحالة هزال بعد أن أصيبوا بالشلل بسبب الحرارة العالية في الدولة العربية، التي تعد إحدى أغنى دول العالم. وقالت إنّ المحتجزين “مستلقون بلا قمصان في صفوف مكتظة بإحكام في غرف صغيرة ذات نوافذ بقضبان”. كما أظهرت إحدى الصور التي نشرتها “تلغراف” حينها جثة مغطاه، يقول المحتجزون إنها لـ”مهاجر مات من ضربة شمس” وصورة لجثة أخرى لشاب انتحر بعد فقده الأمل كما قال أصدقاؤه .وأشار المهاجرون إلى أنهم “بالكاد يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء على قيد الحياة”، ونقلت عن المهاجرين المحتجزين قولهم إنهم تعرضوا للضرب على أيدي الحراس السعوديين بالسياط و الاسلاك الكهربائية إضافة إلى الشتائم العنصرية.

 

و في تعليق من قبل آدم كوغل نائب مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط على الصور المنتشرة قال” إن الصور المأخوذة من مراكز الاحتجاز جنوبي السعودية تظهر أن السلطات هناك تُخضع مهاجري القرن الأفريقي لظروف مزرية ومزدحمة وغير إنسانية دون أي اعتبار لسلامتهم أو كرامتهم”.

 

وأضاف إنّ “مراكز الاعتقال المزرية جنوبي المملكة، لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية بالنسبة لدولة غنية مثل السعودية”، مشددا على عدم وجود أي عذر لاحتجاز المهاجرين في مثل هذه الظروف المؤسفة. وحسب تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية عن انتهاكات السلطات السعودية للمهاجرين “يتم تقييد كل اثنين منهم معاً، وإجبارهم على استخدام أرضيات زنازينهم مراحيض، وحبسهم 24 ساعة في اليوم في مساحة مزدحمة، كذلك النساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار محتجزون في نفس الظروف المروعة”

 

من جهتها تحاول السعودية تبرئة ساحتها بتأكيدها أن من تحتجزهم هم متسللون غير شرعيين. في حين تحدثت الكثير من التقارير الصحفية عن تعرض آلاف المهاجرين الأفارقة المحتجزين في السعودية للتعذيب حتى الموت حيث تحدث مهاجرون لصحيفة صندي تلغراف بأنهم عوقبوا وجُردوا من ملابسهم وكُبل بعضهم ببعض بسبب محاولاتهم للتواصل مع العالم الخارجي.

 

معاناة العمال الوافدين في الدول الخليجية

 

يعاني عدد كبير من العمال الوافدين في الدول الخليجیة لاستغلال سيء، ولا سيما في ظل انعدام أي حماية تقدمها قوانين تلك الدول وهيمنة ظاهرة “الكفيل” التي تمتهن حقوق وكرامة العمال. تقول النقابات ومنظمات حقوق الإنسان إن العمال الوافدين في الدول الخليجية يعملون في بيئة خطيرة ودون أي حماية قانونية و يتقاضون أجوراً متدنية تدفع إما متأخرة أو مجتزأة، وفقاً لمارييتا دياس من جمعية حماية العمال المهاجرين في البحرين. وعادة ما يبلغ متوسط الأجور 180 يورو، الذي لا يجب أن يكفي لتأمين متطلبات الحياة اليومية في الدولة المضيفة وحسب، بل أن يذهب جزء منه إلى العائلة التي تنتظر في الوطن الأم.

 

الغريب في الأمر أن الدول الخليجية الغنية لا يمكنها الاستغناء عن العمالة الوافدة، التي يشكل منها جزء صغير فقط عمالة مؤهلة، كالمديرين والأطباء والمهندسين. أما الباقون فيعملون في وظائف تتطلب جهداً جسدياً كبيراً، مثل تعبيد الطرقات وبناء المباني، إلى جانب قيادة سيارات الأجرة والشاحنات ووظائف لا يرغب أبناء البلد في القيام بها. ويأتي معظم هؤلاء العمال من الفلبين والهند ونيبال ودول آسيوية وإفريقية أخرى.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com