المنبر الاعلامي الحر

الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) ثورة تتجدد

الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) ثورة تتجدد

 يمني برس- بقلم/ الاستاذ/ محمد الورفي

أحداث تاريخية تمر علينا سطر فيها آل البيت عليهم السلام أروع ملاحم الشجاعة والبطولة والتضحية والفداء, أحداث مؤلمة سقط فيها عظماء آل البيت شهداء  في شهر محرم الحرام ففي العاشر من محرم استشهد الحسين بن علي عليه السلام في الطف بكربلاء في سبيل الحق وإصلاح أمر أمة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن قبله استشهد أبيه الامام علي عليه السلام الذي واجه بنو أميه الطاه والمستكبرين ، وعلى هذا النحو ،ومع استمرار ظلم بني أميه وفسادهم واغتصابهم ولاية أمر هذه الامة ، ومع استمرار طغيان أمرائهم كان لابد أن يكون للحق جولة لإيقاف ظلم وفساد بني امية ،هذه الثورة الذي قام بها الامام الاعظم زيد بن علي بن الحسين مستشعرا المسؤولية تجاه الأمة فخرج بنفسه ثائرا يحمل العزة والمروءة، ولأن هذه الثورة لم تكن وليدة اللحظة بل لتحقيق الهدف الاسمى العمل بكتاب الله الذي لم يعمل به من تولوا الامر فظهر الانحراف الاموي من خلال القهر والجور ، فقد اصبح العدل غائبا والظلم عائما.

لقد كان الامام زيد بن علي عليه السلام عالما وزاهدا وبليغا وورعا عاملا بكتاب الله فهو القائل والله لا يدعني كتاب الله ان اسكت وهو القائل أيضا (من أحب الحياة عاش ذليلاٌ) فثوره جده الحسين ودماؤه لم تجف بعد، تلك الثورة التي غرست ثقافة الجهاد والاستشهاد.

وانتصار الدم على السيف بجهاده حفظ للأمة دينها  المحمدي الاصيل رغم محاولة طمسه وتغييبه ليظل دينا ونهجا  تتوارثه الأجيال. الامام زيد ايقظ مضجع بني اميه بعلمه وفصاحته وبلاغته قبل جهاده حيث كانوا يمنعون الناس من الحضور إلى مجلسه لكي لا يظهر أمره وصيته ، فاصبح خطرا داهما يهدد دولتهم و سهما نافذا في صدور هم ولأن الامام زيد كان بحرا زاخرا وتراثا وافرا استقاه من ابيه زين العابدين. ورسول الله رب العالمين، ولا زالت كتبه ومؤلفاته شاهدة على ذلك .

ببصرته اجتمع الناس حوله وبايعوه نهض الامام زيد عليه السلام، لبس درعه وسل سيفه. واعد للحرب اهبتها ،ومن معه من آل البيت والمؤمنين فأعلن جهاده وثورته  زاهدا عن الدنيا جاعلا من الموت عادة والكرامة من الله الشهادة في معركه غير متكافئة من حيث العدد والعدة ،ودارت رحى المعركة التي ابلى فيها الامام زيد والذين معه بلاء حسنا، فكان الواحد منهم يوازي مائه من النواصب الذين لاذ أكثرهم بالفرار.

لقد كان الإمام زيد ومن معه من الفتية المؤمنون الصادقون  مثالا في الشجاعة والشهامة ،اولئك الرجال كانوا من آيات الله عجبا لعشقهم الشهادة في سبيل الله ومحبه لله ورسوله وآل بيته ،فأحبهم الله واصطفاهم شهداء مع من احبوا ، وما إن علموا باستشهاد الامام زيد ، زادهم ذلك إقداما وتنكيلا بعدوهم ليتحقق فيهم إحدى الحسنيين النصر او الشهادة ،هذه الثورة التي استشهد فيها الإمام زيد وغيرها من الثورات تظل حّجه لمن تبعه وحجة ووزرا على من خذلوه من حمقى القوم الذين انقلبوا ضده كما فعلوا مع اجداده فاتبعوا شياطينهم في سبيل حفنه من المال او المنصب ، والبعض خوفا من ولاة بني أميه وغرتهم الاماني واطاعوا طواغيتهم رغبة فيهم ورهبة منهم وتركوا الجهاد في سبيل الحق ، وكان قد حذرهم الامام زيد وبين لهم عاقب خذلانهم محرضا لهم قائلا لهم (ما ترك قوم قط حر السيوف إلا ذلوا)فكانت النتيجة الحتمية ان أظلوهم وشردوهم وقتلوهم وسبوا نسائهم سلطوا عليهم امراء فاسقين ومجرمين ،نشروا الرذيلة وحاربوا الفضيلة.

ولنا ان نتصور المشهد الذي استبيح فيه دم الامام زيد نرى فيه الحقد الأموي لآل البيت عليهم السلام ، نالت سهام الغدر من جسده الزكية الطاهرة وقطعوا رأسه ومثَلوا به في البلدان (تلك هي الطريقة الداعشية) ونال الشهادة والوسام الإلهي، لم يكفهم التخلص منه وقتله بل صلبوه فنسجت العنكبوت خيوطها لتغطي عورته وكانت تنبعث من جسده رائحه كأنها المسك وما كان نسج العنكبوت وتلك الرائحة الطيبة الا معجزة تحققت ورعاية من الله لخاصة أولياؤه، بعد ذلك قاموا بإخفائه فأحرقوا جسده الشريف وذروه رمادا في النهر حتى لا يكون مزارا لأنصاره وشيعته ولكنهم لا يعلمون بإذن دولتهم مصيرها إلى الزوال وسوف يسود الحق والخير لا محاله  (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)ونحن حينما نحيي ذكرى استشهاد الامام زيد يجب ان نستحضره معنا في السلم او الحرب، والله معنا و قائد ثورتنا السيد العلم المجاهد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي،هذه الذكرى يحييها رجال الرجال في جبهات العزة والكرامة. لمواجهة بنو اميه العصر من الطغاة والمستكبرين رافعين علم الجمهورية اليمنية في سهول اليمن وجبالها وشعابها ووديانها، وبحارها ،وإن هذا الشعب الصابر وهذا البلد الطيب أثبت  برجاله بالفعل بأنه مقبرة الغزاة.

*ناشط تربوي وثقافي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com