المنبر الاعلامي الحر

عضو اللجنة الثورية العليا أ. محمد مفتاح في حوار مع ( صدى المسيرة ) القرار 2216 لم يخول أي دولة إستخدام القوة ضد الشعب الـيَـمَـني.

دول التحالف التي أتت بجيوشها وطائراتها إلى الـيَـمَـن كانوا يظنون أن الـيَـمَـن لقمة سائغة لأنه شعب فقير ودولته هشة وضعيفة فكانت المفاجأة بأن الانتصار في الـيَـمَـن مُر وقد جلبوا على أنفسهم نقمة الشعب الـيَـمَـني.

الجيش السوداني يباع بالمال وهو عبارة عن تغطية للفشل والإخفاق الذي حصل للمخابرات السعودية الإماراتية والأجنبية بعد الاخفاقات والعجز عن مقدرتهم لضبط الأمور في عدن .

نحن نحترم إيران لأنها تقف في مواجهة الغطرسة الصهيونية الأمريكية.. ومن يتحدث ان الحرب على اليمن هي من أجل مواجهة التمدد الإيراني في الـيَـمَـن فهو كاذب .

الشعب اليمني لا يقاتل من أجل رئيس أو حكومة، بل يقاتل من أجل كرامته.. فالغزاة جاؤوا بكل كبر وغطرسة واستعلاء لإذلال هذا الشعب ونهب خيراته واحتلاله .

لم نرى موقفاً عربياً موحداً؛ لأن الصهاينة هم الذين يحكمون العرب الآن، عبر أذنابهم من مَشَايخ الجزيرة العربية وأذنابهم من الحُكام في أكثر من دولة والقضية الفسلطينية خيرشاهد .

 

الشعب اليمني لن يصبر أن يرى المعتدين وعملاءهم بدون عقاب وتداعيات العدوان ستصل إلى كل قصر في الجزيرة العربية

 

  • أكد عضوُ اللجنة الثورية العليا العلامة محمد أحمد مفتاح، أن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ومنذ 7 أشهر تلقى درساً قاسياً وأن دول العدوان تعيدُ التفكير مائة مرة في ما يسمى باجتياح صنعاء.

وقال العلامة مفتاح في حوار خاص لصحيفة “صدى المسيرة” إن الجيش السوداني يُباع بالمال؛ لأن النظام السوداني فاسد وهش وهزيل وأن الغرض من وصوله إلى عدن هو لتغطية الفشل والإخفاق الذي حصل للمخابرات السعودية والإماراتية والأجنبية في عدن.

كما أثنى العلامة مفتاح على صمود الشعب الـيَـمَـني في مواجهة العدوان والحصار، وقال إن المقاتل الـيَـمَـني والشعب الـيَـمَـني أذهلوا العالم بصمودهم وأن دماء الـيَـمَـنيين ومن يؤيد العدوان لا يمكن أن تمر بدون عقاب.. إلى نص الحوار

حاوره/ أحمد داوود:

– بداية.. نرحب بك أستاذ محمد في صحيفة “صدى المسيرة”.. ونبدأ معك من آخر المستجدات، هناك دعوات أممية للتفاوض ووقف الحرب.. لكن يلاحظ أيضاً إرسال الجيوش العربية إلى بلادنا لاحتلالها وآخرها الجيش السوداني.. ما الذي يحدث بالضبط؟

المتابع للعدوان يصل إلى نتيجة مفادها بأن هؤلاء القوم قد حسموا أمرهم بالحل العسكري وأنهم سيواصلون المعركة حتى الوصول إلى العجز المطلق أو الانتصار الذي يسعون إليه.. والحل السياسي في نظرهم هو مجرد خط رجعة، فعندما يصلون إلى مرحلة العجز والفشل يطرحون للناس بأنهم تكلموا عن الحل السياسي وما إلى ذلك.

وبالنسبة لتواصل الحشود والتضليل الإعلامي واستمرار العمليات الإجرامية وحرب الإبادة اليومية هي تعزّز النتيجة التي ذكرتها، وهي أنهم لديهم تصميم كامل على مواصلة الحرب إلى آخر نفَس.

 

– ولكن.. من وجهة نظرك هل وصل هؤلاء إلى مرحلة العجز؟

هؤلاء لديهم غباء مستحكم وَلا يستطيعُون تقييم الواقع لا السياسي ولا العسكري ولا التأريخي لا زالوا يراهنون بأن لديهم القدرة على هزيمة الشعب الـيَـمَـني، لم يدركوا بأن الحسابات كانت خاطئة منذ البداية وأن المعركة كانت خاطئة، وأنها معركة غير مبررة وأن حرب الإبادة الإجرامية البشعة لا معنى لها ولا تبرير لها أصلاً، وأن القرار 2216 هذا لم يخول أية دولة استخدام القوة ضد الشعب الـيَـمَـني، إنما تكلم عن موضوع سياسي ووصّف الموضوع السياسي وأعطى بعض الأشياء حول هذا الموضوع الذي يكون محور نقاش بين القوى السياسية الـيَـمَـنية ولكن أرادوا أن يوظّفوه لتبرير هذا العدوان.

 

– ولكن برأيك أستاذ محمد ما الذي يدفع الجيش السوداني وقبله القطري والإماراتي لاحتلال الـيَـمَـن.. هل هناك مثلاً خلافات بين الـيَـمَـنيين وهذه الدول؟

الدافع الأول هو الإيعازُ إليهم من قبل الأمريكان والصهاينة، بأن يكونوا الأداة التي تعاقب الشعب الـيَـمَـني على موقفه التأريخي من القضية الفلسطينية، وأيضاً سعي الشعب الـيَـمَـني إلى التحرر من الهيمنة والارتهان إلى الخارج، فهذا الدافع الأول، والدافع الثاني لدى هذه الدول التي أتت بجيوشها وطائراتها إلى الـيَـمَـن أنهم كانوا يظنون أن الـيَـمَـن لقمة سائغة ومن السهل أن يحقق أي نظام فاسد انتصاراً في الـيَـمَـن؛ لِأَنَّ الـيَـمَـن شعب فقير والدولة هشة وضعيفة بعد أحداث كبيرة جداً، والجيش تعرض لمؤامرة قذرة.. الدفاعات الجوية عُطّلت، وقيادة الدولة السابقة كانت   عميلة، فكل هذا أغراهم بأن يأتوا إلى الـيَـمَـن ليحققوا انتصارات، فكانت المفاجأة بأن الانتصار في الـيَـمَـن مُر، ويكاد يكون مستحيلاً، ولا يمكن لهؤلاء الأعداء أن ينتصروا في الـيَـمَـن، يمكن أن يقتلوا، أن يدمروا، أن يُبيدوا الناس، أن يوصلوا الشعبَ الـيَـمَـني إلى مجاعة، لكن لا يمكن أن ينتصروا، بل التداعيات ستأتي إلى قصورهم؛ لِأَنَّ الوضع اختلف عن الأوضاع السابقة، لم يَعُد الناس عاجزين عن التنقل والوصول إلى قصور هؤلاء المجرمين في أي مكان بالجزيرة العربية؛ لِأَنَّ الجزيرة العربية هي مساحة جغرافية واحدة، وسادتها وقادتها من أبناء الـيَـمَـن، فسَادَةُ الجزيرة العربية الفعليون هم الشعب الـيَـمَـني، وبالتالي هؤلاء الذين يعتدون على الشعب الـيَـمَـني ويقتلون الأطفال والنساء والمدنيين بل وشبابنا المسلحين بدون أي مبرر ولا ذنب، هؤلاء قد جلبوا على أنفسهم نقمة الشعب الـيَـمَـني، وأؤكد لك أن المواطنين الـيَـمَـنيين الذين يظهرون على وسائل الإعلام يتوعدون المعتدين بأنهم سيأتون إلى قصورهم، هؤلاء ليسوا كاذبين، هؤلاء يعنون ما يقولونه، وسيفعلون ما يقولون، وسيصلون إلى قصور هؤلاء، ولن يأمن أحد في الجزيرة العربية ممن أراق دماء الـيَـمَـنيين ما لم يبادروا إلى تحمل مسؤولياتهم وإلى حل سياسي.

 

– بالنظر إلى المواقف العربية والإسلامية من العدوان على بلادنا.. يُلاحظ انحيازُ عدد كبير من هذه الدول إلى جانب السعودية والبعض فضّل الصمت..

لا أستطيع القول بأن هناك دولاً انحازت إلى دول الشر، لكن هناك أنظمة حكم، وهذه الأنظمة فاسدة وعميلة وضعيفة وهشة، وبالتالي تُشترى بالمال، وتبيع الجنود بالمال، الجيش السوداني يباع بالمال؛ لأن النظامَ المسيطرَ على هذا الجيش وعلى مقدرات الشعب السوداني هو نظام فاسد وهش وهزيل، لم يستطع أن يحافظ على السودان.. مذابح متكررة في السودان، وانقسم السودان إلى شمال وجنوب ومشاكل سياسية وتنظيمية في هذا البلد، ثم يأتي هذا النظام العميل بمجموعة من الجيش السوداني ليؤّمن الـيَـمَـن، يا هذا كنتم ستؤّمنون جنوب السودان، أما جنوب الـيَـمَـن اتركوه لأبناء الـيَـمَـن.. نظام سوداني فاسد وفاشل ولم يستطع تأمين حتى الخرطوم.. ذات مرة جاءت قوةٌ من تشاد من المتمردين ووصلت إلى الخرطوم وكادت تسقط النظام، وكتبت أنا حينها مقالاً حول هذا.

إذاً هو نظام فاشل لم يتمكن من تأمين عاصمة بلاده، فجاؤوا بهذا النظام، وبأفسد ما لدى هذا النظام وهو الجنجويد وهم الذين رُفعت عليهم قضايا اغتصاب جماعي كبيرة جداً، وقضايا إبادة جماعية كبيرة وعرقية، وجاؤوا بهم إلى عدن ليؤّمنوها بهذه الشلة الفاسدة، وبهذا الجيش الفاسد تحت هذا النظام الفاسد.

 

– ولكن ما الذي يدفع السعودية والإمارات مثلاً للاستعانة بالجيش السوداني.. وهناك على الأرض مرتزقة تابعون لهم وعدد كبير من المسلحين؟

الجيش السوداني هو عبارة عن تغطية للفشل والإخفاق الذي حصل للمخابرات السعودية الإماراتية والأجنبية.. أخفقوا وأصبحوا عاجزين عن ضبط الأمور في عدن، فأرادوا أن يضعوا في الواجهة السودانيين؛ لأنهم يسترخصون السودانيين، فالجندي السوداني قيمته رخيصة، وليست مشكلة، إذا قُتل لأنهم سيأتون بجندي آخر، وعمر البشير احتقر الشعبَ السوداني وليس لديه مشكلة كم يقتل من الشعب السوداني، ولم أعرف منذ أن وصل البشير بانقلابه إلى الحكم إلى اليوم إلا والسودان في قتال مستمر وفي تجزّؤ مستمر وتفكك مستمر.

 

– ولكن هؤلاء الذين يسمون بالتحالف يقولون إنهم جاؤوا لمواجهة التمدد الإيراني في الـيَـمَـن.. لكن المستغرب أن دولة مثل قطر والتي تشارك في عدوان على بلادنا توقع اتفاقية تعاون عسكري مع إيران.. كيف تنظر إلى هذه التناقضات؟

العملُ الدعائي الذي أراده الأمريكان وأذناب الأمريكان في المنطقة وأذناب الصهاينة هو إيجاد انقسامات في المنطقة، عرقية بين عربي وفارسي، وعربي وكردي، وعربي وتركي، وانقسامات طائفية ومذهبية، بين سني وشيعي، وما إلى ذلك، هذا هو عمل دعائي، هم يعرفون حين يقولون إن معركتهم هي من أجل مواجهة التمدد الإيراني في الـيَـمَـن أنهم كاذبون، وهم يعرفون جيداً أن الشعب الـيَـمَـني لا يقبل بالارتهان، لا لإيران ولا لغيرها.

نحن نحترم إيران لأنها تقف في مواجهة الغطرسة الصهيونية الأمريكية ولكن لا يعني احترامنا لإيران وسعينا لإقامة علاقة ودية وأخوية مع إيران أننا سنرهن قرارنا السياسي لإيران، لكن هؤلاء الأغبياء لأنهم وُلدوا ونشأوا في حضن الارتهان لأمريكا وإسرائيل يظنون بأن كُلّ الناس مثلهم، يحبون الارتهان أو يدمنون الارتهان بالأصح، لذا كُلّ ما يقال بأنهم يواجهون التمدد الإيراني في الـيَـمَـن كلام غير صحيح؛ لِأَنَّهم يواجهون في الميدان الدمَ الـيَـمَـني.

 

– منذ أواخر مارس الماضي والعدوان يمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين، ويقصف الأسواق ومنازل المواطنين وحتى الأعراس والمساجد وغيرها.. برأيك ما الذي يدفع دول العدوان إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم؟

هم يريدون تركيعَ الشعب الـيَـمَـني وإذلاله، وإعادته إلى بيت الطاعة للعائلة النجدية الخبيثة، وهذا لن يتم أصلاً.

بهذه البشاعة والخبث يظنون بأموالهم أن يغطوا الحقائق.. هذه جرائم كبيرة، جرائم حروب، لا يمكن أن يفروا من مواجهتها، هم الآن في حالة السكر، يظنون بأن ما يفعلون في الـيَـمَـن مجرد لعبة كرة قدم أو من هذا القبيل، لم يدركوا بأن ما حدث هي حرب إبادة لم تستثن شيئاً في الـيَـمَـن، الحجر والبشر والشجر.. أبادوا كُلّ شيء، ولا زالوا في هذه الحرب، حرب الإبادة، وأخطر ما في حرب الإبادة أنهم أوجدوا أخطرَ انقسام داخل الساحة الـيَـمَـنية وغذّوا هذا الانقسام وموّلوه، وهذا سيدفعون ثمنه باهظاً؛ لِأَنَّ الشعب الـيَـمَـني إذا حمل هذه المعاناة في هذه المرحلة، لن يتحمل بما لديه من ألم وجرعات وأسى كبير، لن يتحمل أن يرى هؤلاء المجرمين في المستقبل بدون عقاب.

 

تقصد العملاء والمرتزقة؟

العملاء والمرتزقة، وأسياد المرتزقة، الشعب الـيَـمَـني لن يصبر وهذا العدد الكبير من المتضررين، من أهالي الشهداء، من الأطفال، والنساء والمقاتلين، لن يصبروا أن يروا المجرمين من مَشَايخ وزعماء أنظمة الخليج، ومن إليهم وأذنابهم في الـيَـمَـن، أن يروهم بدون عقاب.

 

– كيف تقيّم صمود الشعب الـيَـمَـني في مواجهة العدوان والحصار المفروض عليه؟

هذا الشعب أعجوبة، لقد أذهل كُلَّ متابع بصموده وبطولته وبأسه، وهذه القوة العجيبة من التحمل.. عندما قال أهل سبأ لملكتهم (نحن أولوا قوة وبأس شديد)، كانوا يعنون ما يقولون، ولا زالت هذه الخاصية فيهم، هم أصحاب قوة وأصحاب بأس شديد، هذا ما أظهره الواقع.. تخيل: 10 من أسرة واحدة استشهدوا ثم يظهر آخر فرد في الأسرة لا يبكي ولا يصرخ ولا تنزل دمعة أمام الكاميرات، وهو يقول: أنا قادم وسوف آتي إلى عقر دار المعتدي.. البأس الشديد هذا أسطورة، أعجوبة، في حياة البشرية.. والذي يذهلني هو صمود المقاتلين في الجبهات، فالطيران على مدار الدقيقة والثانية يحلق ويقصف كُلّ شيء يتحرك، وترى هذا المقاتل في صبر وصمود وثبات عجيب، وكلما تقدم هجوم للأعداء بعد قصف وتمشيط رهيب للطيران كلما خرجوا إلى مواجهتهم بشراسة رهيبة جداً.. هذا المقاتل أسطورة عجيبة جداً.

 

– التساؤل هنا.. ما السر في هذا الصمود وبلادنا لا رئيس فيها ولا حكومة؟

الشعب لا يقاتل من أجل رئيس أو حكومة، بل يقاتل من أجل كرامته.. الغزاة جاؤوا بكل كبر وغطرسة واستعلاء لإذلال هذا الشعب، والشعب عرف الرسالة؛ لِأَنَّهم يريدون تركيعنا وإذلالنا واستعبادنا، ولذلك خرج هؤلاء الشباب الأحرار ليقاتلوا المعتدين وأذنابهم والمرتزقة، والشعب تحمل الحصار الطويل، حصار بري وبحري وجوي وتضليل إعلامي وعمل تخريبي كبير ومتفجرات على الأرض، ومع ذلك الشعب متحمل وصامد؛ لأن الشعب عرف الرسالة، شعب يمتلك مخزوناً كبيراً من الإباء ومن رفض العدوان والظلم، ولهذا أخرج هذا المخزون ولا زال لديه مخزون هائل لم يخرج بعدُ، ولو أتيحت له الفرص لأذهل العالم، هذه حقيقة الشعب الـيَـمَـني.

 

– على ذكر الحصار.. هناك من يتهم الجيش واللجان الشعبية بحصار محافظة تعز ومنع وصول الماء والغذاء للمواطنين..

الواقع أن المعتدي هو الذي يحاصر تعز، هم الذين يمنعون دخول الغذاء، هم الذين يريدون أن يجعلوا المدنيين عبارة عن رهائن تحت أيديهم، لا يسمحون لهم بالخروج ولا يسمحون للغذاء بالدخول.. ويتمترسون بينهم ويطلقون القذائف من داخل الأحياء المدنية إلى أحياء مدنية أخرى تحت سيطرتهم ويدّعون بأنها قُصفت من قبل الجيش واللجان الشعبية.. هؤلاء عصابات إجرام، عندما أتيحت لهم الفرصة ليُظهِروا إجرامهم أظهروا أعجب العجب من الإجرام.. ذبحوا الخلق بالسكاكين، وعلّقوهم كما تعلق الخراف، أبادوا أسراً بأكملها، دمّروا البيوت، هؤلاء المجرمون هم عصابات إجرامية كثيرة ومتنوعة، يتلقون الدعم السخي من الأموال والأسلحة والذخائر ووسائل الاتصال بكثافة جداً لعمل هذه الفزاعة.

هذه الدعاية الحصار على تعز.. سمعناها من هؤلاء في دماج، وسمعناها في كتاف وعمران وفي أكثر من مكان.. الحصار وما الحصار، وهم الذين يقترفون هذه الجرائم.

الجيش واللجان الشعبية يأتون إلى المتضررين ليساعدوهم، ولكن يجدون الطيران، كلما أوصلوا شيئاً من المساعدات قصفوا القمح، والماء والدقيق والمواد الغذائية وقصفوا حتى شحن الأدوية، وحتى الدجاج والبيض.. لم يتركوا شيئاً، كلما تحركت شحنة قصفها الطيران المعتدي ويريدون أن يجعلوا ما بقي تحت أيديهم من مدنيين عبارة عن رهائن، لكن قريباً وإن شاء الله يتخلص هؤلاء الرهائن من عصابات الإجرام الذين يكتبون (كتائب الموت) على السيارات التي ينهبونها من المواطنين.. أي أنهم يريدون قتل الناس وإخافتهم.

 

خلال الأيام الماضية القليلة عقدت السعودية صفقات لشراء أسلحة بمليارات الدولارات من فرنسا وأمريكا.. ما الذي تريده السعودية من وجهة نظرك من هذه الأسلحة؟، وهل بالإمكان استخدامها في العدوان على بلادنا؟

أكبر فساد مالي على وجه الأرض هو في تحالف العدوان لأنها أنظمة غير مؤسسية.. لا يجدون رقابة على هذه الأنظمة ولا يوجد شعب يحاسب ولا صحافة حرة ولا شيء… أموال هائلة جداً في أيدي أنظمة فاسدة أسرية مستبدة، هذه الأموال تنفق بشكل سفيه و عبثي تُنفق لأذية الناس.. دمّروا سوريا والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا والجزائر سابقاً لفترة طويلة وانتقل شرهم إلى أماكن في أفريقيا.. قسموا السودان، هؤلاء يمتلكون عقلية تدميرية وتبعية للمخابرات الصهيونية وبالتالي هذه الصفقات لا يمكن أن تعزز قوة الجيش الذي تحت أيديهم ولا المنظومة الأمنية.. إنما عبارة عن ترضية للأنظمة التي يعقدون معها صفقات لكي تسكت عن جرائمهم لا أكثر، ليس لديهم مشروع، هم يزعمون أنهم سيقاومون إيران، هم غير قادرين على مقاومة أبسط تحرك، غير قادرين على تنظيم الحج، كيف يقدرون على مواجهة إيران التي فيها ترسانة صاروخية ركّعت أمريكا وجعلتها تدخل معها في اتفاق نووي تأريخي وتقبل بإيران نووية.

 

ربما هي تشتري هذه الأسلحة لمواجهة إسرائيل!.

هذه نكتة من أعجب النكت، سمعت أحد ملوك السعودية ومعه آخرين، كانوا يتكلمون عن قاعدة تبوك باعتبارها من أكبر القواعد الجوية والتي تديرها أمريكا لصالح السعودية، قال هذا الملك: إن هذه القاعدة هي لمواجهة إسرائيل.. لأن إسرائيل قريبة منا.. كيف أمريكا التي أتت بكل هذه الترسانة العسكرية إلى تبوك هي التي ستساعدهم لمواجهة إسرائيل.. أمريكا هي التي تتبنى إسرائيل وتصرح كُلّ يوم بأن أمن إسرائيل هو من أمن أمريكا.. وإسرائيل عند الأمريكان أهم من أمنهم أنفسهم، هؤلاء ليسوا سوى أداة للصهيونية.

 

– العدوان يتباهى في وسائل إعلامه بأنه سيجتاح صنعاء.. هل تعتقد أنه قادر للوصول إلى صنعاء بالفعل؟

الحقيقة أن العدوان قد فشل كعدوان عسكري في انجاز أي انتصار على الأرض، استطاع أن يقتل، أن يبيد، أن يدمر، أن يفسد في الأرض، استخدم الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، وأن يتجاوز كُلّ المواثيق والأعراف الدولية للحروب، ومع أنها حرب غير مبررة أصلاً، يبدو لي أن الدرس الذي تلقاه العدوان منذ 7 أشهر إلى اليوم هو درس قاسٍ وأنهم يعيدون التفكير 100 مرة في ما يسمى اجتياح صنعاء، ولكن لن ييأسوا في خلق بلبلة و”شوية مرتزقة يعملوا مشاكل” وهم يبذلون أموالاً سخية جداً في هذا الجانب ولكن أؤكد بأن صنعاء وغير صنعاء هي عصية على مثل هؤلاء الحشرات وأن الشعب سيأتي للرد عليهم إلى عقر دارهم.

 

– وثيقة الشرف القبلية.. كيف تنظرون إليها.. وما الغرض منها؟

أنا لي وجهة نظر في التسمية، أحب أن أسميها وثيقة الشرف الوطنية، باعتبار أنها تضم الشعب الـيَـمَـني بأكمله، الذين هم في القبائل والذين هم في المدن، أصبحت وثيقة وطنية تأريخية الغرض منها إحياء روح التضامن والتكافل.. النخوة العربية الأصيلة والشهامة الـيَـمَـنية والإباء الـيَـمَـني في مواجهة أذناب العدوان، أن يأتي شخص كان جارك أمس ويضع شريحةً في بيتك ويدمره.. هذه كارثة كبيرة، ثم يريد أن يكون غداً جارك، بعد أن قتل أهلك وأسرتك، من السخرية أن يكون هذا داخل المجتمع الـيَـمَـني، الذين قتلوا ودمروا البيوت وجاؤوا بالطائرات والصواريخ لقتل الـيَـمَـنيين وقصف المزارع والبيوت.. هؤلاء يريدون العودة للحكم، وليحكمونا غداً، فوثيقة الشرف الوطنية الـيَـمَـنية تجعل المجتمع يواجه هؤلاء الخبثاء.

 

– ما تقييمكم لدور العلماء والمثقفين والإعلاميين في مواجهة العدوان؟

الشرفاء من أبناء الشعب الـيَـمَـني والأحرار قاموا بدورهم العظيم والمشرف، وهناك من المرتزقة حتى وإن كان يحمل صفة عالم أو مثقف أو شاعر أو سياسي لكنه عميل، هؤلاء انحازوا إلى معسكر العدوان وتموضعوا تحت قيادة المعتدين، وحكمهم أكبر من حكم البسطاء من المرتزقة المغرر بهم، فكل الشكر والتقدير لكل مَن وقف في وجه هذا العدوان وسيسجل لهم ذلك تأريخياً، والعار والخزي لكل من تواطؤ أو تعاون مع العدوان أو كان ساكتاً لينتظر نتائج المعركة لصالح من.

 

زيارة وفد اللجنة الثورية إلى عدد من البلدان.. ما النتائج التي حققها؟

إلى الآن لم تظهر ثمار واضحة لهذه الزيارة، ولكنها على الأقل نقلت إلى البلدان التي تم زيارتها حقيقة الوضع داخل الـيَـمَـن وما الذي يدور في بلادنا؛ لِأَنَّ هناك امبراطوريات دعائية وتضليلية هائلة لم يسبق لها مثيل.. أموال تضخ بالمليارات لتضليل العالم، وللـيَـمَـنيين أنفسهم، عن الواقع والتغطية على الجرائم البشعة بحق الشعب الـيَـمَـني، فلا شك بأن هؤلاء الإخوة الأعزاء   قد نقلوا صورة الوضع في الـيَـمَـن وحقيقة ما يدور، وهذا مكسب جيد.

 

الواقع العربي مؤلم.. وفي فلسطين بالتحديد غطرسة صهيونية واعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وعلى المقدسات الإسلامية هناك.. برأيك هل ما زال هناك تعويل على الدول العربية للدفاع عن فلسطين وعن تلك المقدسات؟

أولاً، لن نرى موقفاً عربياً موحداً؛ لأن الصهاينة هم الذين يحكمون العرب الآن، عبر أذنابهم من مَشَايخ الجزيرة العربية وأذنابهم من الحُكام في أكثر من دولة، وبالتالي هؤلاء هم أدوات الصهاينة، والتعويل في كسر المعادلة القادمة هو على الشعب الفلسطيني وخَـاصَّـة إذا نجا من تدمير هؤلاء أذناب الصهاينة، هم الآن يكبلون الشعب الفلسطيني باستخباراتهم وعملائهم داخل الشعب الفلسطيني، ويحطمون الشعب الفلسطيني ويسعون لتركيع الشعب الفلسطيني للصهاينة؛ لأنهم هم أدوات الصهيونية.

والإشكالية الكبيرة بأن العدوان الصهيوني قد وصل إلى مرحلة غير مسبوقة، كان العدوان يستهدف الأراضي الزراعية وممتلكات الفلسطينيين وبيوتهم، والآن تجاوز كُلّ ذلك ووصل إلى محاولة السيطرة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وهم الآن يريدون إغلاقها في وجوه الفلسطينيين ومصادرتها لصالح الصهيونية.

هذا التطور الكبير   لم يصلوا إليه إلا بعد أن أشعلوا المنطقة بالفتن بحيث تصبح الشعوب كلها مشغولةً بذاتها، ونحن في الـيَـمَـن رغم غيرتنا على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الإسلامية، إلا أننا ننشغل أكثر بالجرحى والشهداء والمصابين والدمار والخراب والمصابين، والعدوان الذي يشن علينا يومياً، أصبحنا في كارثة أكبر من الشعب الفلسطيني لولا أن الشعب لديه قوة احتمال هائلة وتضامن اجتماعي كبير وإلا ما تم خلال 7 أشهر هو حصار مطبق من الجو والبحر والبر وحرب عدوانية.. وما شن علينا أكثر من 50 ألف غارة جوية، في كُلّ غارة مقذوفات هائلة جداً، وهو ما لم يحدث ربما في الحرب العالمية الثانية، شيء رهيب وهائل جداً، وأنفق على العمل الاستخباراتي والتضليل والدعاية في الـيَـمَـن ما لم يُنفق على حروب كبيرة وهائلة جداً، فالشعب الفلسطيني هو الذي يستطيعُ أن يكسرَ المعادلة ويدافع عن نفسه وعن مقدسات العرب والمسلمين، لم يبق معهم إلا السكاكين والخناجر لمواجهة الترسانة العسكرية الهائلة لإسرائيل.

نقلا عن صحيفة : صدى المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com