المنبر الاعلامي الحر

مواطن يمني يوجه رسالة إلى رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أبو راس

مواطن يمني يوجه رسالة إلى رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أبو راس

يمني برس/

رسالتي الى
شيخنا الموقر صادق امين ابو راس
رئيس المؤتمر الشعبي العام
في البداية اسمحوا لي ان ارفع اليكم اسمى آيات التهاني بمناسبة المولد النبوي الشريف اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات وعلى بلادنا بالتحرير الكامل والنصر
شيخ صادق اكتب اليكم اليوم مستفسراً حتى أستطيع أخذ احتياطي وتجهيزاتي اللازمة في حضور مناسبة المولد النبوي الشريف
فقبل سنوات ليست ببعيده ولم يمر عليها الوقت لتُنسى ظهر رئيس حزب المؤتمر السابق لكم في خطاب حاد قبل المولد النبوي هاجم فيها شركاؤه في الحكومة وحرض عليهم وقال مثلما قلتم بأن الحرب انتهت… الخ، ووقتها قلنا جميعاً ان الاختلاف وارد بين شركاء أي عمل سياسي وان خطابه هذا مقتضاه المصلحة الوطنية العامة وذهبنا للمشاركة في المولد النبوي الشريف ككل سنه حاملين معنا اطفالنا ونسائنا ورافعين رايات المناسبة محتفلين مبتهجين بمولد خير البشر .
ولكن ونحن في طريق خروجنا من ساحة الفعالية “ميدان السبعين” واتجهنا سيراً على الاقدام مع اطفالنا ونحن ننشد ونردد اهازيج الصلاة على النبي ونعطر افواهنا بذكره، وكنا قررنا في ذلك اليوم الخروج من اتجاه شارع حده للوصول الى شارع الجزائر لشراء وجبه عشاء من مطعم امام المركز الليبي.
وفي غمرة تحركنا الفرائحي في مواكب وافواج يتقاطر المحتفلون بمولد رسول الله فوج تلو فوج ، وحين وصلنا إلى منتصف شارع الجزائر تفاجئنا بشابين مختبئان في احد الازقة الفرعية ويتخذان وضعية قتالية، ويصرخون فينا ” نزلوا الاعلام حق المولد نزلوا الاعلام حق المولد وغيروا الطريق”..
استنكرت انا وقتها هذا الطلب ولم افهم ما ورائه، كيف لإنسان سوي ان يطلب انزال اعلام مكتوب عليها اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعندها اقترب احد الشابين هؤلاء وهو يصيح فيني نزل اعلام المولد به قناصه فوق العمارات الي قدامك من خبرة عفاش يستهدفوا اي واحد خارج من المولد النبوي.
وقبل ان استوعب الموضوع، فوجئت بسقوط احد الشباب المحتفلين إلى جواري برصاص قناص، شاب في مقتبل العمر كان مبتسماً ويشدو ويلوح براية ذكرى خير البشر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، وقتها لم الحظ الا والدماء تتطاير من رقبة ذلك الشاب العشريني إلى جواري ورأيته وهو مرمي على الارض ينازع وعرفت لاحقاً من الاخبار بأن ذاك الشاب ارتقى شهيداً.

لم اعرف وقتها ماذا أفعل، رميت راية المولد جانباً وركضت مثل المجنون احتضن اطفالي داخل صدري احميهما من مجال رؤية القناص وانبطحت على أحد أرصفة شارع الجزائر وانا احاول ان ازيل اي مظاهر احتفالية بالمولد حتى لا نكون طريده قناص ما.
لم اعرف وقتها ماذا افعل على يميني شاب في عمر الزهور يلفظ انفاسه مرمي على الارض وتحت حضني اطفالي ترتفع اصوات بكائهم وامر بعيني على محيط المشهد من حولي، محتفلون بمولد رسول الله يتساقطون واحد تلو الاخر فجأة، بمنتهى الغدر والترصد، بدون ذنب يسقط واحد هنا ويصاب اخر هناك ويسحب آخر رجله المكسورة ورائه التي أصابتها طلقت قناص جبان، وأزيز الرصاص تتكثف اصواته من حولي واطفال يصرخون بهستيرية ونساء رمين بحقائبهن وكل واحده منهن تبحث عن ساتر تحتمي خلفه.
مواطن يرفع سبابته ويقول “حسبنا الله ونعم الوكيل “، واخر من اللجان الشعبية يقول لنا لا تقلقوا لا تخافوا خلوكم منبطحين على الأرض.. لحظات لا استطيع وصفها تجمد الدم في عروقي وشعرت ان الزمن من حولي توقف..
لم اعرف ماذا افعل وما هو الجرم الذي اقترفت انا وغيري من الابرياء في ذلك الشارع.. واستمريت بالزحف بهدوء ومعي اطفالي من على ذاك الرصيف حتى وصلنا إلى احد الشوارع الفرعية وقد تجرحت اقدامنا من الزحف وصارت تنزف دم، وانطلقنا نركض لمدة تتجاوز الربع ساعه حتى تقطعت انفاسنا، وظل اطفالي يعانون ازمة نفسية لشهور طويلة بعد تلك الحادثة.
عرفت يومها من التلفاز في وقت لاحق ان أكثر من 20 شخص بين قريب او جار او صديق من الذين كانوا في ساحة الاحتفال بالمناسبة استشهدوا او تعرضوا لإصابة ما من قناص كان ينفذ أوامر رئيس حزب المؤتمر السابق.
معالي الشيخ صادق ابو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام نائب رئيس الجمهورية
اكتب اليك اليوم لأعبر لك عن قلقي من تشابه ظروف مولد الامس بمولد اليوم، ولأكون صريح معك حضور المولد بالنسبة لنا عقيدة وحياة وسنحضر هذا العام ايضاً نحن وأطفالنا سواء عشنا او كتُبت لنا الشهادة، انما اردت ان استفسر منك هل نذهب للاحتفال بعين قريرة، ام تنصحنا ان نشتري خوذ ودروع ضد الرصاص هذا العام بدلاً عن الرايات والقبعات الخضراء، اذا كنت تعرف شيئاً ارجوا ان تنصحني لأجل اطفالي الابرياء في الحد الادنى.

شيخنا الفاضل صادق أبوراس ان كان حولك “طارق ما” يحاول ان يجرجرك والبلد معك إلى ما يحمد عقباه، أو مخططات خارجية ربما أمريكية أو إماراتية أو سعودية بعد عجزها في المعركة العسكرية فتحاول استخدام بعض من في الداخل لتحقيق انتصار..
فاقبل مني هذه النصيحة انا المواطن العادي الذي “لا يفهم في السياسية”
نحن
اليمنيون مهما كانت مشاكلنا وخلافاتنا نبقى قادرون على الجلوس في غرف مغلقة للتقارب وحل اي اشكال بشكل ودي داخلياً وانت رجل سلطة وسياسية وصاحب خبره وتعرف ذلك.
حاول أن لا تترك اذناً مفتوحه لأي طارق يحاول ان يورطك في عمل لا تحمد عقباه في الدنيا ولا في الآخرة، لقد عملتنا التجارب في اليمن ان ما استعان يمني بطرف اجنبي إلا وخسر مهما كانت الامكانات والوعود !
وما وقف احد في وجه المولد النبوي إلا وزال هو وزادت ونمت حشود المحتفلين بمولد خير خلق الله تعالى.

 

علي السفرجل

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com