المنبر الاعلامي الحر

فلسطين نحو الإستقلال

فلسطين نحو الإستقلال

يمني برس- بقلم أ/محمد الورفي*

مع بداية التاريخ المعاصر ظهر التنافس الاستعماري الاوربي والغربي على العالم وخصوصا في المنطقة العربية فاحتلت بريطانيا اغلب الدول العربية واتسعت سيطرتها على مناطق مختلفة من العالم فعرفت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ،ومع ظهور الثورات العربية والحركات الجهادية نالت الدول العربية استقلالها.

المستعمر البريطاني قبل خروجه من المنطقة قام بإصدار الوعد المشؤوم الذي عرف باسم  وعد بلفور عام 1917 الذي يمثل بداية النكبة لفلسطين والامة العربية والاسلامية لتكون فلسطين وطن قومي لليهود؛ وبدأت الهجرة لليهود من أوروبا وغيرها الى فلسطين استمرت حتى اعلان قيام اسرائيل عام 1948 .

وحينئذ بدأت اسرائيل تفعل فعلها كغدة سرطانية استعمارية توسعية في فلسطين والدول العربية المجاورة وقامت باستخدام وتسخير كل عوامل البقاء بالقوة العسكرية والسعي لامتلاك اسلحة حديثة وانتزاع السلاح ان وجد من الفلسطينيين وقمع اي حركات او ثورات ضدها،  ولقيت الكيان دعم لا محدود من الدول العظمى في مجالات متعددة واهم تلك الدول التي خدمت الكيان المغتصب هي امريكا صانعة القرار الاممي الداعم للكيان الصهيوني والتي كانت تمثل الوجه الآخر لها.

وخلال 75عاما من الاحتلال عاثت اسرائيل في الارض الفساد كمحاولة للتهويد وفرض اللغة العبرية وغيرت اسماء مختلف المناطق والمدن الفلسطينية بمسميات عبرية وتهجير الفلسطينيين وطمس المقدسات والمعالم الدينية في فلسطين ومحاولة احراق المسجد الاقصى؛ وارتكبت المجازر والابادات الجماعية ؛ ومارست كل أشكال القمع والاعتقالات بحق المدنيين بحق الفلسطينيين وبصورة يومية، وسيطروا على كل ثروات وموارد البلاد الاقتصادية وعلت الصهيونية علوا كبيرا.

امريكا هي الأخرى لا تختلف عن اسرائيل في تركيبتها البشرية وكيف ظهرت كدولة وماذا فعلت بالسكان الاصليين بأمريكا اللاتينية علۍ رأسهم الهنود الحمر اثناء احتلالها للعالم الجديد.

فالأمريكان هم مجتمعات لقيطة جاءت من اوروبا وافريقيا واسيا وجلبوا معهم الإفاقة كعبيد لهم وبعد احتلالهم للقارة ابادوا الملايين.

لقد كانت امريكا ولا زالت تعمل على فرض هيمنتها من خلال القوة والعنف والاستكبار  والاستعمار والاضطهاد التي عانت منها دول وشعوب العالم ،وفي نفس الوقت سعت لتلميع صورتها من خلال رفع الشعارات المزيفة التي كانت تتغنى بها  باسم الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها  فكانت مجرد شعارات والواقع كان دمويا ديكتاتوريا استعماريا لتتربع عرش العالم وتستولي على كل مقدراته الاقتصادية والجغرافية ومياهه الاقليمية

وكذلك التحكم بقراراته السياسية وقد سخرت قوتها الكبيرة وامتلاكها للأسلحة المدمرة والاساطيل البحرية والقواعد العسكرية لتحقيق كل مآربها واوجدت حلفاء في المنطقة العربية وغيرها.

فضلا عن ذلك مهدت امريكا لدول التحالف  التطبيع مع الكيان الغاصب وكسب ولاءات بعض الانظمة و الزعامات العربية كالسعودية والامارات والاردن وغيرها حيث كانت هذه الانظمة العميلة قد وصلت الى أن تضع النقاط على الحروف عبر ما عرف بصفقة القرن؛ ومن ابرز نقاط هذه الصفقة نزع السلاح من حماس والاعتراف (بدولة) اسرائيل وعاصمتها القدس.

ونجحت الادارة الامريكية في تعديل المناهج التعليمية للدول العربية عبر حذف الآيات القرانية والدروس التي تتحدث عن الجهاد او العداء مع اسرائيل وتدعوا الىتناغم التعايش مع بنيصهيون واستخدموا الحرب الناعمة وحرب المصطلحات وتسخير الاعلام العربي؛ وكذلك لتفرض واقعا سياسيا واجتماعيا وثقافيا وجغرافيا ودينيا لخدمة امريكا واسرائيل.

واخيرا نقول للشيطان الاكبر امريكا وكذلك اسرائيل بذلتم كل طاقاتكم وسخرتم امكاناتكم  العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية والمادية  والاعلامية وغيرها.

كل هذه المقومات باءت بالفشل، وعاصفة حزمكم على اليمن دليل على ذلك.

وجاءت بعد ذلك عمليات طوفان الاقصى لتؤكد ايضا ضعف وهشاشة اسرائيل رغم دعمكم اللوجستي والمعنوي الذي خيب آمالكم؛ فلم تكن لكم ارض مسلوبة حتى تستعيدوها ولا حقوق مشروعة تدافعون عنها ولكنكم مجموعات همجية بربرية، نفسيات ومعنويات مقاتليكم منهارة لانهم مجرد وقود لحروب عبثية.

فشعوبكم الذي اتيتم بهم من انحاء العالم لايثقون بكم وبسياستكم الغبية والحمقاء فخرجت شعوبكم تدين وتستنكر جرائمكم الشنعاء بحق الانسانية في العالم ومايحدث حاليا في غزة.

وهنا نقول بأن مصير اسرائيل هو الزوال وبزوالها  ستتلاشى ربيبتها امريكا وما عملية طوفان الاقصى الا بداية النهاية للاستئصال الغدة السرطانية؛ وهي تجديد للأمل للامة العربية والاسلامية في استعادة اراضيها ومقدساتها الاسلامية؛ لأننا نؤمن بوعد الله لعباده بالنصر والله لايخلف وعده،  فكانت ولا تزال عمليات طوفان الاقصى اهم واكبر عملية خاضتها  المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها الجهادية  خلال ماحققته من نصر كبير وخاطف أربك العدو الصهيوني والحق بهم هزيمة بشرية ونفسية جعلهم يلجؤون الى قوات الاحتياط ،هزمت عسكريا ونفسيا ولجأت لارتكاب مجازر بشعة بطائراتها بحق الالاف من المدنيين رجالا ونساء واطفال في غزة؛ ورغم ذلك.

عجزوا ان يتقدموا خطوة واحدة برا لاحتلال غزة لأنهم يواجهون رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه؛ فالمعركة لازالت في بدايتها والطوفان القادم سيكون اكبر  ولن تكون غزة لوحدها فدول المحور كاليمن ولبنان والعراق وسوريا وايران الىجانبها في خندق واحد ومعهم كل احرار وشعوب العالم.

والله غالب على أمره.

ناشط تربوي وثقافي.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com