المنبر الاعلامي الحر

في مثل هذا اليوم.. 50 شهيداً وجريحاً في جريمتَي إبادة للعدو الأمريكي السعودي بمحافظتَي حجّـة وصعدة

في مثل هذا اليوم.. 50 شهيداً وجريحاً في جريمتَي إبادة للعدو الأمريكي السعودي بمحافظتَي حجّـة وصعدة

يمني برس- جرائم العدوان

واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي منذُ يوم 26 مارس آذار 2015م جرائمَه المنظَّمة ومجازرَه الوحشيةَ في قتلِ الشعبِ اليمني وإهلاكِ الحرث والنسل، واستهدافِ الأعيان المدنية والبنية التحتية، وكُلِّ مقومات الحياة، ومصالح المواطنين وخدماتهم الأَسَاسية، في ظل صمت ٍدولي وتواطؤٍ وتماهٍ أممي، ومتاجَرةٍ بمعاناة شعب طيلة 9 أعوام من العدوان والحصار.

ففي 24 إبريل نيسان خلال عامي 2017 و2018 م تركّزت جرائم العدوان على محافظتي حجّـة وصعدة، وقد استشهد على إثرها 29 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وجرح 21 مدنياً آخرين في استهداف لمحطة وقود بحَجّـة، وحفار مياه والخط العام بصعدة.

وفيما يلي أبرزُ الجرائم في مثل هذا اليوم:

24 إبريل 2017.. العدوان يستهدفُ الطريقَ العام في مديرية رازح بصعدة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها العدوان السعوديّ الأمريكي شريان الحياة بين المحافظات والمديريات والمناطق اليمنية، بل كانت الطرقات الرئيسية والجسور المهمة والحساسة، هدفاً استراتيجياً لغاراته الهادفة لقطع الإمدَادات الغذائية والدوائية وتأخيرها، ومضاعفة تكاليف وصولها، إلى المواطن اليمني في العديد من المناطق والمديريات الريفية والحدودية أَو القريبة من خطوط النار منذ بدأ عدوانه على اليمن.

في هذا اليوم 24 إبريل نيسان 2017م، استهدفت غاراتُ العدوان السعوديّ الأمريكي الخط العام بمنطقة بركان للمرة الثالثة بمديرية رازح في محافظة صعدة، وهي منطقة تربطها بمديرية شدا وبقية المناطق الحدودية الواقعة على خط الاشتباك المباشر مع مرتزِقة وجيش العدوّ السعوديّ في أكثر من جبهة.

أحد شهود العيان وهو يرفع الشظايا العملاقة من الحفرة الكبيرة، يقول: “بفضل الله ونحن في العام الثالث، كلما زاد العدوان من استخدام أسلحته التدميرية الفتاكة كلما زاد بأسنا وصمودنا وثباتنا على موقفنا وزاد نفيرنا العام ورفدنا للجبهات بقوافل المال والرجال، بل تزدادُ ثقتنا العالية بالله، وإيماننا الكبير بنصره، وعاقبتُه للمتقين”.

المشاهد التي تم توثيقها للطريق العام في جبال رازح المطلة على الحدود السعوديّة، تكشف أسباب استهداف العدوان لحركة السيارات والطريق العام، ويدرك الهدف الحقيقي لمحاولات العدوّ الفاشلة في قطع الإمدَادات الغذائية والدوائية عن الأهالي في تلك المناطق، وكيف يخطط العدوّ لمضاعفة المعاناة؛ بهَدفِ الضغط عليهم ودفعهم نحن النزوح من منازلهم ومزارعهم التي كان لها دور كبير في تعزيز صمودهم وثباتهم رغم حجم وفداحة التضحيات.

 وأسفرت غَـارَات العدوان عن تدمير حافةِ الطريق العام في منعطف ضيق، وسط جبل شاهق؛ ما تسبب بتوقف حركة النقل لأيام، وتأخر احتياجات المواطنين والمرضى، وتضرر سيارة أحد المواطنين، حسب ما أظهرته المشاهد لها وهي تسحب خلف سيارة أُخرى.

وعكست الغَـارَاتُ على الطريق العام بصعدة، مستوى التصعيد العسكري الذي وصل إليه العدوُّ في العام 2017م، في جبهات الحدود، والساحل الغربي، إلا أنه باءَ بالفشل والخيبة والخُسران أمام صمود وثبات وجهاد أبناء الشعب اليمني.

24 إبريل 2018.. 44 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان لمحطة الورقي بحَجّـة

في يوم 24 إبريل نيسان من العام 2018م، كان من بقي من أبناء مدينة شفر في مديرية عبس بمحافظة حجّـة، يواصلون صمودهم وثباتهم أمام غارات العدوان المُستمرّة عليهم للعام الرابع، فيما كان طيران العدوّ يرصد حركتَهم ويحصي أنفاسَهم ويتربَّصُ بهم الدوائر، وهم يتواردون بسياراتهم إلى محطة الورقي لتعبئة الوقود، واحدًا تلو الآخر.

اكتمل النصاب، ووصل عدد المواطنين جوار المحطة إلى المستوى المطلوب لشهية مجرم جبان عن المواجهة براً، فصب غاراته الجوية وحمم حقده على رؤوسهم وسياراتهم، فأضرمَ نيران الوقود بانفجارات صواريخه التي بعثرت سكون الليل بأجساد متطايرة في الهواء وأشلاء متناثرة في المكان وجثث مشوية مرمية هنا وهناك دون كساء سوى كساء النار والتفحم، على أنقاض ساحة من الدمار والحفر العملاقة والخراب المهول والغابر الممزوج بالدماء والنيران واللهب المتناسل يميناً ويساراً، وجموع من الجرحى يزحفون ببواقي أجسام مقطعة ومحترقة، ألقت بهم الصواريخ خارج المكان وحوله.

هذا جريح ينهض من تحت ركام وذاك ينهض زاحفاً بالكاد من تحت جثة ممزقة كانت على جزء منه، وذاك لا يزال بعض جسده عالق بسيارة تلتهب، من استرجع وعيه منهم، وقع نظره صدفةً على جثة لقريب أَو صديق، فيحاول الإسراع نحوه، منهم من وصل، ومنهم من أغمي عليه مجدّدًا، وآخر لم يستوعب المشهد فكان يركض بالكاد إلى دون وجهة فيقع وينهض ويقع ثم ينهض فيقع ويستسلم إن اقترب منه المنقذون!

 النيران وأعمدة الغبار والدخان التي لا تزال مُستمرّة وإن بدرجة أخف في المكان وحوله، ترعب المسعفين والمنقذين وتحد من حركتهم البطيئة نحو الجرحى، ما لم تأخذ شطر اهتمامهم في البدء بالإطفاء؛ كونها محطة وقود.

 ارتفعت أرقام وإحصائية الشهداء، مقابل تراجع أعداد الجرحى والمصابين، إثر تخوف المسعفين من النيران وهول سحب الدخان لوقود يحترق، ما لم تتضاعف الأرقامُ وتشهدُ حالةَ نزوح جماعية من قوائم الجرحى إلى قوائم الشهداء إن عاود طيران العدوان بغاراته مجدّدًا، على رؤوس المسعفين والجرحى والناجين، أَو بمُجَـرّد معاودته للتحليق في سماء الجريمة، وتسببه بابتعاد المسعفين عن مكان المجزرة، خشية تجدد الغارات عليهم، للحظات ودقائق أَو لساعات، تأخذ معها العديد من الأرواح التي كان من الممكن إنقاذها من النيران، أو من تحت الركام، وتقديم الإسعافات الأولية لها، كما حدث في أكثر من جريمة من جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي خلال 9 أعوام، التي أفقدت شعبنا اليمني الكثير من الأطفال والنساء كانوا أحياء لساعات تحت الأنقاض.

“أَسْعِفُوا أبي عاده حي فيه عرق…”.

إنه صوت طفل جريح بجوار والده الجريح أَيْـضاً وهو يطلب من المنقذين إسعاف والده؛ كون قلبه لا يزال يدق، والنفس متوقف.

يتجمع المنقذون حول الجثة ويضغطون على صدر مضرج بالدماء للتأكّـد من الحياة فيعاود النفس وحركة طفيفة معه الأمل”.. إنها مشاهد تقشعر لها الأبدان.

هذا رب أسرة كان في محله التجاري جوار المحطة، وذاك عائد من سفر قصد محطة الوقود للتزود بكمية تعينه على العودة إلى أهله وأطفاله المنتظرين له محملاً بالحب والحنان والهدايا والألعاب والاحتياجات الضرورية، لكن طيران العدوان رصده في المحطة، ومنع عودته سالماً غانماً إلى أهلِه، ليعيدَه العدوُّ جثةً هامدةً أَو أوصالاً مقطعة، أَو معاقاً يحتاج لفترة علاج طويلة، الأمل لشفائه بعيد المنال، ومكلف ولا يوجد في اليمن بنية تحتية لمعالجته، وإن بقي أمل لتعود إليه صحته بعد مشقة ومعاناة وهول صدمة الخبر عند وصوله.

استنكر أبناء مديرية عبس في محافظة حجّـة جريمة العدوان بحق المواطنين، مؤكّـدين على أن تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم، ولن تثنيهم عن عيش حياتهم بحرية وكرامة واعتزاز، متوعدين مملكة العدوان بالرد في الميدان.

أسفرت غَـارَات العدوان على محطة فضل الورقي عن 26 شهيداً و18 جريحاً، وتدمير كلي للمحطة وعدد من المحال التجارية المجاورة لها وسيارات المواطنين، وحالة من الخوف الهلع والحزن الشديد بين أبناء حجّـة وأسر الشهداء والجرحى، وكل أحرار الشعب اليمني.

24 إبريل 2018.. 6 شهداء وجرحى في قصف العدوان لحفار مياه بصعدة:

في يوم 24 إبريل نيسان 2018م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي حفارَ آبار مياه في منطقة الجعملة بمديرية مجز بمحافظة صعدة.

رَكَّـــزَ العدوان السعوديّ الأمريكي غَـارَاته على المصالح العامة وخدمات المواطنين وأسس ومقومات الحياة في تخطيط منظم لاستهداف الواقع الزراعي ومنع المياه عن المواطنين؛ للدفع بهم نحو النزوح وفقدان الأمل في البقاء والصمود، وتمهيد عملي يهدف لشل الاقتصاد اليمني، واستهداف قطاع الزراعة ومنع دخول القطع والمعدات المتعلقة بالجانب الزراعي.

بعد منتصف الليل حلَّقت طائراتُ العدوان السعوديّ الأمريكي على المنطقة وألقت جامَ غضبها وحقدها على حفار المياه في المنطقة، وفتكت بحياة 6 من العاملين عليه، في استباحةٍ ممنهجةٍ للدم اليمني، واستهداف مباشر للأعيان المدنية، في ظل صمت أمم ودولي مطبق.

وأسفرت غَـارَات العدوان على منطقة مجزر عن استشهاد 3 مدنيين وجرح 3 آخرين، في جريمة إبادة جماعية منظمة سبقها عمليات رصد ومتابعة وإرسال إحداثيات بين الخونة وغرف القيادة في والرياض وواشنطن.

 كما أسفرت الغارات عن إتلاف عدد من السيارات وتضرر بيت الله المجاور وكتابه القرآن الكريم بين الرفوف، في انتهاك صارخ لقداسة كتاب الله وبيته الطاهر، إضافة إلى تضرر عدد من مزارع المواطنين وخلق حالة من الفزع والرعب والخوف في قلوب الأطفال والنساء.

وكشفت غارات العدوانِ مدى تعمد العدوّ قطعَ سبل الحياة عن الشعب اليمني، في ظل حصار خارجي ومنع لدخول المشتقات النفطية، ونقل البنك وانقطاع المرتبات؛ ما ضاعَفَ معاناةَ المواطنين، والنيل من صمودهم وثباتهم المُستمرّ في رفد الجبهات بقوافل المال والرجال.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com