المنبر الاعلامي الحر

ألم ير العدوان مما خُلق؟

بقلم/ مالك المداني

لقد خُلق العدوانُ من مشروع مهين حملته السعودية (فرحاً) وستضعه كرهاً والله يعلم متى سيكون فصاله!

في الحقيقة أن جلسنا مع أنفسنا لبُرهة من الوقت وأمعنا النظرَ في ماهية هذا العدوان، سنجد بأنه كان (نطفة) في أحد ملفات البنتاغون وبالتحديد ملف الشرق الأوسط الجديد!

نطفةً استقرت في الرحم الإسْرَائيلية ذات مرة ولكنها سَرعانَ ما أجهضت في تموز 2006م في جنوب لبنان.

لذا ظل هكذا مشروع قيد التعطيل لفترة ليست بالطويلة، ظل معطلاً ريثما يتم البحث عن حاضنة جيدة أَوْ أم حنون مستعدة لحمله وولادته وتربيته إلى أن يقوى عوده ويشب جسمه ويصبح قادراً على رعاية نفسه والاهتمام بمستقبله الذي يراد له أن يكون زاهراً وناجحاً ليليق بسمعة ابيه غير الشرعي (أمريكا)!

تسع سنين ونيف مضت لنكتشف في طيات (نيفها) أن (عانس الجزيرة العربية) أَصْبَـحت حبلى تحمل وسط أحشائها نفس الطفل الدنيء الذي أجهض سابقاً في جنوب لبنان.

ولا أدري فعلاً كيف وجدوا في عانس الخليج حاضنة جيدة أَوْ أماً حنون تكون محل ثقة قادرة على رعاية (شرقهم الأوسط الجديد)!

أجزم أنها لم تكن عمليةً مدروسة، إنما كانت نشوة سُكر أفضت إلى علاقة عابرة جمعت بين زير (النفط) الذي لم يكن حريصاً وقتها على غير العادة! بالعانس الخليجية في أحد أروقة البيت الابيض أَوْ أحد ممرات القصور الأوروبية أَوْ أياً كان من الاماكن أَوْ الزوايا التي شهدت على هكذا علاقة غير شرعية بينهما!

وعلى ما يظهر، لا بل من المؤكد أن هذه الاخيرة قد حملت منه بهذا الجنين المشوه الذي كان قد اختير له اسم منذ أن كان نطفة أمشاج وهو (الشرق الأوسط الجديد).

وها نحن اليوم نشهد ولادته في أرض اليمن ونتابع تكوينه من الليلة الأولى منذ أن كان نطفة ثم قصفاً فجعلوا القصف حصاراً ثم أحالوا الديار دماراً واتبعوا الدمار غزواً، فكسوا الغزو جيوشاً من كُلّ لون وأنشأوا كُلَّ هذا خلقاً جديداً يدعى (الشرعية) ولا تسألوني كيف لبائعة هوىً أن تحملَ من زير عربيد بعلاقة غير شرعية بمشروع يدعى (الشرعية)!!

ولكن اسألوا من تلطخت أيديهم بالمال السعودي هم يملكون الإجابة، هم يعرفون كيف للغزو والاحتلال أن يُدعى تحريراً، وكيف للخائن والمارق أن يدعى مقاوماً ومناضلاً شريفاً، لا يهم!

تسعة شهور نشاهد ونترقب متى ستضع السعودية مولودها.

شاهدنا تقلب مزاج الحامل في البدايات.

رأيناها تتقيأ على مطار صنعاء وعلى مساكن أبنائها.

رأيناها وهي تشتهي الدماء والأشلاء في صعدة وعمران ولحج وذمار وما نحوها من محافظات وقعت ضحية شهية الحامل ورغبتها الصاخبة في القتل والتهجير!

رأينا تخبطها في عدن واعتقدنا بأنها ستكونُ ولادة مبكرة، قصفت وضربت وصاحت وشدت على يد قابلتها (إسْرَائيل) وفي خضم كُلِّ هذا الجنون فوجئنا بأنه لم يكن مخاضاً (إنما كانت ركلة جنين على بطن أمه) أَوْ انذار كاذب بمصطلح الأطباء إن صحت التسمية، لم تضع حملها ولم تلد مولودها ولا هم يحزنون!

وها نحن في اليوم الثالث من الشهر العاشر، وما زلنا نشهد مخاضَها ونسمعُ صراخَها في الجوف ومأرب وإلى الآن لم تضع شيئاً.

ما زالت الولادة متعسرة والوضع خطر بالنسبة للمولود ولأمه، فحدودها الجنوبية تنزف ومضاعفات الولادة قد تصل إلى قلبها وعملية قيصرية في وقت متأخر كهذا لن تجديَ نفعاً، فقد نزفت كثيراً وباتت دماؤها تغطي يدَ الدكتور والقابلة وبقية الممرضات أَيْضاً!

وأكاد أجزم يقيناً بأن جنينَها قد توفي في بدايات تكوينه، وما يجري الآن هي محاولات لإنقاذ حياة والدته الدنيئة، محاولات ستنتهي إلى استئصال مشيمتها ورحمها في أحسن الظروف، هذا إن لم تتوفَّ أصلاً وتفارق الحياة برُمَّتها!.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com