المنبر الاعلامي الحر

اليمنيون يفشلون المشروع الأمريكي في المنطقة

بقلم/ احمد ناصر الشريف

النتائج الأولية للعدوان البربري على اليمن والذي مضى عليه مايقارب العام اربكت الادارة الأمريكية قائدة هذه الحرب اللعينة لأنها تمخضت عن مشهد سياسي جديد بعكس ماكانت تخطط له امريكا وحلفاؤها ولذلك لم تعد امريكا وربيبتيها السعودية واسرائيل يخشون الهزيمة وهي واردة لامحالة بقدر مايخشون من تشكل مشهد سياسي سيخلق شرق اوسط جديد ويغير وجه المنطقة تماما بخلاف الرغبة الأمريكية المتمثلة في مشروعها القديم الذي اعلنت عنه كوندا ليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليوبوش حيث كان هذا المشروع يهدف الى تقسيم المنطقة واضعاف دولها والقضاء على جيوشها خدمة وحماية لاسرائيل..

وقد بدأ تنفيذ هذا المشروع مع بداية العام 2011 م من خلال ما عرف بثورات الربيع العربي التي اسقطت الأنظمة في تونس ومصر واليمن وليبيا واحداث الفوضى فيها عن طريق جماعات الاخون المسلمين ونقلها الى العراق وسورية.. وكاد هذا المشروع الأمريكي ان ينجح لولا ان الشعوب العربية التي انساقت في البداية وراء زعم جماعة الاخوان بأنها ستأتي بأنظمة ديمقراطية وعادلة تكفل المساواة للجميع تنبهت لحيلة الاخوان المسلمين واكتشفت سريعا بأن الاخوان هم عبارة عن أداة استخدمتها امريكا لتنفيذ مشروعها الهدام في المنطقة العربية وهو الأمر الذي جعل جماعات الاخوان يسقطون بسرعة البرق في كل الدول التي حققوا نجاحات فيها كما كان كذلك صعودهم الى السلطة والتي لم يستطيعوا ان يحافظوا عليها في مصر معقلهم الرئيسي حتى عام واحد بسبب سياستهم المكشوفة والتي كان هدفها الغاء الآخر والاستئثار بكل شيء للجماعة نفسها.

وحين خسرت الادارة الأمريكية هذه الورقة الرابحة عمدت الى فتح جبهات جديدة في اليمن وسورية علها تحقق اختراقا يعيد لها هيبتها ويحقق لها بعض المكاسب من تلك التي خسرتها عندما عجز الاخوان المسلمون المحافظة عليها ولكنها مرة أخرى اصطدمت بارادة شعوب صلبة تحطمت عليها كل مؤامراتها الدنيئة لاسيما بعد الصمود الاسطوري للشعب اليمني ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية في وجه العدوان الثلاثيني الذي تقوده امريكا واسرائيل والسعودية وتقف خلفه الامبراطوريات الثلاث: امبراطورية السلاح وامبراطورية المال وامبراطورية الاعلام وهو ما لم يحدث لأي شعب تم الاعتداء عليه ظلما وتجبرا عبر التاريخ مثلما حدث ويحدث للشعب اليمني العظيم ومع ذلك فقد استطاع قلب المعادلة وأثبت من خلال مقاومته للعدوان والتصدي له بأن ارادة الشعوب الحرة هي من ارادة الله لا تقهر ابدا رغم الحصار الشديد المفروض عليه من الداخل والخارج والقصف اليومي الذي تتعرض له مدنه ومناطقه على مدار الساعة حاصدة الألاف من الشيوخ والنساء والأطفال وتدمير كلما هو قائم من بنية تحتية وبيوت المواطنين والمساجد والمدارس والأسواق الشعبية واستخدام أسلحة محرمة دولياً وبعضها يجرب لأول مرة حيث يخرج من مصانع السلاح ليضرب به الشعب اليمني العظيم وتحريض عليه العملاء والمرتزقة من الداخل والذين يتم تزويدهم بالأسلحة الحديثة من الجو والبر والبحر الى عدة جبهات من مختلف الاتجاهات والاستعانة بمجرمي ومرتزقة العالم بمن فيهم بلاك ووتر والجانجويد وجيوش رسمية وصل عددها الى احد عشر جيشا يقودها كبار القادة في بلدانها.. لكن لأن الشعب اليمني صاحب قضية عادلة ومظلومية فقد نصره الله عليهم وتغيرت الموازين تماما لتصبح زمام المبادرة بيده حيث استطاع جيشه ولجانه الشعبية ان يتوغلوا داخل العمق السعودي مئات الكيلو مترات ويسقطوا مدن وقرى ومناطق مهمة ويستولوا على مواقع استراتيجية في جيزان وعسير ونجران وهي المناطق التي تعادل مساحتها الجغرافية ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية أي اكثر من اربعمائة الف كيلو متر مربع كان النظام السعودي بعد تأسيس مملكته الشريرة بعامين قد استولى عليها بقوة السلاح واحتلها بمساعدة بريطانيا عام 1934م مع انها اراض تتبع اليمن وقد جاء الوقت المناسب لاستردادها بعد ان فتح النظام السعودي نار جهنم على نفسه.

ولأن الانتصارات التي تحققت في سورية والعراق قد ساعدت على تبديد أمل الادارة الأمريكية في خلق شرق اوسط جديد بالطريقة التي تريدها امريكا يضمن حماية وبقاء اسرائيل كدولة تشكل خنجرا مسموما في خاصرة الأمة العربية فقد حاولت امريكا التخفيف من تدخلها في سورية بعد دخول الدب الروسي على الخط والذي اعلن بكل وضوح ان اسقاط نظام بشار الأسد خط احمر لا يمكن السماح به حتى لو اندلعت في المنطقة حرب عالمية بدليل ان الحملة الاعلامية التي صاحبت ما عرف بمناورة رعد الشمال التي جرت مؤخرا في الأراضي السعودية وشاركت فيها جيوش من اكثر من عشرين دولة وكان الهدف منها ارسالها الى سورية لاسقاط نظام بشار الأسد تحت غطى محاربة داعش والقوى المتطرفة قد خفت بريقها واصبح الحديث عنها وكأنها لم تكن بعد التهديد الروسي الصريح.. وعليه فقد ركزت امريكا وحلفاؤها على اليمن مطبقين ذلك المثل: الغريق يتمسك بقشة لمحاولة انقاذ نفسه من الغرق.. وهم كلما منو بالهزائم هنا وهناك وكلما ازداد انتحارهم من خلال الدفع بعملاء ومرتزقة جدد الى الجبهات وتكثيف الغطاء الجوي فيكون مصيرهم القتل والهزائم النكراء فزادهم ذلك ارباكا خاصة بعد فشلهم في المحافظات الجنوبية التي وعدوا ابناءها بأنهم سيحققون لهم فيها إنموذجا للدولة المدنية بعد انسحاب مليشيات الحوثي وصالح منها حسب زعمهم وها قد مرت اكثر من سبعة أشهر على احتلالها ولم يحققوا الا الفوضى وجلب القوى المتطرفة اليها مقتدين بالنموذج الليبي الذي كان الهدف منه ان يعمم على كل اليمن.. لكن الجيش اليمني واللجان الشعبية فاجأوهم عندما طردوا القوى المتطرفة من المحافظات الشمالية وحصروها تحت حماية قوات الاحتلال المتعددة الجنسيات في المحافظات الجنوبية ليتم تقطيع أوصالها وأصبحت الفوضى فيها هي السائدة التي منعت ما يقولوا انهم يحاربوا من اجل اعادة شرعيته العميل عبدربه منصور هادي من الاستقرار في عدن وكذلك نائبه ورئيس حكومته خالد بحاح ووزرائه حيث الكل يعيش داخل غرف مغلقة في فنادق السعودية والامارات العربية المتحدة وعواصم في دول أخرى مع ان عذرهم المتمثل في مليشيات الحوثي وصالح قد انتفى حيث لم تعد توجد في المحافظات الجنوبية لمنعهم من الاستقرار فيها وبناء دولتهم المدنية المزعومة.

اذا بعد مرور اكثر من احد عشر شهرا على العدوان البربري على اليمن اكتشف الشعب اليمني كذبتهم الكبيرة ولعبتهم القذرة وانهم ليسوا اصحاب مشروع دولة بقدر ما هم اصحاب مشروع فوضى تسهيلا لتحقيق هدف امريكا واسرائيل في تقسيم المنطقة وتحويلها الى دويلات ضعيفة لا تقوى على الدفاع عن نفسها وتسلم كل ثرواتها وامكانياتها للسيد الأمريكي والاسرائيلي وحتى السعودية التي جعلت نفسها في الواجهة وجاهرت بعدوانها وحقدها على اليمن واليمنيين داخلة في هذا المشروع وستكون اولى الدول التي سيتم تقسيمها وربما القضاء على النظام السعودي نهائيا بعد استخدامه أداة لتنفيذ ما هو مطلوب منه ثم يتم رميه الى سلة المهملات كما يتم التعامل مع اوراق التواليت عند الانتهاء من الحاجة منها.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com