المنبر الاعلامي الحر

كسر الاحتواء الشيطاني

كسر الاحتواء الشيطاني

يمني برس- بقلم-

د. محمد عبد الله يحيى شرف الدين

من قبلِ حِقبةِ بزوغِ فجرِ الإسلامِ وبعثة رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، واليهودُ يسعَون بجِدٍّ إلى احتواء مشروع الإسلام، وتوظيفه بما يخدُمُ مشاريعَهم الشيطانية، فتقاطروا من شتى النواحي في تجمُّعاتٍ سكنية متعددة حول يثرب، وكانوا يتوعَّدون العربَ بنبي آخر الزمان، وبه سيقاتِلون العرب.

لقد فشل اليهودُ فشلًا ذريعا في تنفيذ مخطَّطِهم الإجرامي في عهد رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، بل انقلبت مخطّطاتُهم في نحورهم، وتدبيرُهم في تدميرهم، بالإجلاء من جزيرةِ العرب.

ولم يكن فشلُهم ذاك هو نهاية المطاف؛ إنما استمروا في تنفيذ مخطّطاتهم بعد وفاةِ النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فسعَوا لاختراقِ الإسلام من الداخل، وكان أخطر عنوان وأكبر عنوان اختراق للأُمَّـة هو عنوان: حدِّثوا عن اليهود ولا حرج، وانداح عن ذلك العنوان تفاصيلُ تضليلية واسعة؛ مما سوَّغَ للأُمَّـة الإسلامية التفرق: اختلاف أمتي رحمة، وسمح بتسنم رأس الأُمَّــة من يجلد ظهرَها، ويسلب مالَها، ويقهرُها؛ فترسخ في واقع الأُمَّــة مفهومَ أن الذل والاستسلام والخنوع حالةٌ تعبدية يُتقرَّبُ بها إلى الله، وتوج ذلك التضليل بأن دجن حكام الجور والسوء الأُمَّــة لليهود، بحيث تتقبل الأُمَّــة اليهودية والنصرانية كديانات سماوية تشاطر دين الإسلام الشرعية الإلهية، وكأن القرآن الكريم لم يحذِّرِ اللهُ تعالى عبرَه المسلمين وبصورٍ متكرّرة ملأت ما بين دفَّتَي القرآن الكريم من خطورة أهلِ الكتاب (اليهود والنصارى).

لقد أفرزت تلك الثقافاتُ في واقع الأُمَّــة نتائجَ كارثية سهَّلت لليهود القدرةَ على احتواء الأُمَّــة الإسلامية؛ فاحتل اليهود فلسطين والأمة غارقة في مستنقع الذل والاستسلام والخنوع، وهي تحت سقف الاحتواء اليهودي الشيطاني الذي يسمح فقط بالتنديد والشجب والاستنكار لاحتلال فلسطين.

وفي الضفة الأُخرى عندما أعلن الرئيسُ الأمريكي فينةَ هجماتِ الـ ١١ من سبتمبر عام ٢٠٠١م تسنُّمَه قيادةَ العالم لحرب الإرهاب هرعت زعاماتُ العالم الإسلامي لمبايعته، والانضواءِ تحت لوائه، متعامين عن قوله: إنها حربٌ صليبية.

وانطلقت الزعامات الإسلامية لإسكات أي صوت إسلامي يتعدى سقفَ الاحتواء الأمريكي للأُمَّـة في موقفها من الهجمة الأمريكية على دول من العالم الإسلامي.

وتحت وطأة ذلك السقف الاحتوائي، وسيطرة ثقافة الاستسلام والخنوع، انطلق على يد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- مشروعُ الصرخة في ١٧/ ١/ ٢٠٠١م كاسِرًا لكل المعادلات المفروضة في واقع الأُمَّــة، وواكب الصرخةَ منظومةٌ متكاملةٌ من التوعية والبصيرة والإجراءات العملية، وتنامى مشروع ُالصرخة حتى صار اليومَ صواريخَ ومسيراتٍ تدُكُّ العدوّ الإسرائيلي والعدوّ الأمريكي، وتكسر معادلةَ الاحتواء، وتحطمها، في حين نجدُ العالمَ الإسلامي مع بعض الاستثناءات لم يتجاوز سقفَ الاحتواء الأمريكي والإسرائيلي تجاه طغيانهما على الشعب الفلسطيني المظلوم، حَيثُ حذّر العدوّ الأمريكي دولَ المنطقة من التدخل مع الشعب الفلسطيني حتى على المستوى الإنساني، ولا مانعَ لديه من بعض البيانات الفارغة.

أما الشعبُ اليمني فقد شَبَّ عن الطوقِ بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله-، فها هو يضرِبُ العدوَّ الإسرائيليَّ في عُمْقِ فلسطينَ المحتلّة، ويغلقُ البحارَ أمامَ العدوّ الإسرائيلي والعدوِّ الأمريكي، ويُطَمْئِنُ الشعبَ الفلسطيني، ويقول لهم: لستم وحدَكم.

فلو تخلَّى العالَمُ أجمعُ؛ فلن يتخلَّى الشعبُ اليمني عن إخوته، فهو شعبٌ حاضِرٌ لتقديمِ أغلى ما لديه منتصِرًا لقضية فلسطين، ولا يفُتُّ من عضده الترهيبُ والترغيب، كيف لا يكون كذلك، وهو شعبٌ يعتمد على الله، ويتوكل عليه، ويستنجز وعدَه بالنصر، هو شعبٌ يضعُ نصبَ عينَيْه قولَ الله تعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى، وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١١١]، صدق الله العظيم.

 

#اليهود#الصرخة في وجه المستكبرينمنذ ساعتين

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com