المنبر الاعلامي الحر

من كسر الصمت إلى كسر الهيمنة

من كسر الصمت إلى كسر الهيمنة

يمني برس- بقلم-عبدالحكيم عامر

في ظلّ تصاعد جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، ووسط الدعم الأمريكي المفتوح سياسيًا وعسكريًا، تحرّك اليمن من منطلق المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، ليقدّم نموذجًا استثنائيًا في إسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة، تصدّر اليمن مشهد الإسناد عسكريًا وشعبيًا وحكوميًا، وقلب المعادلة بإغلاقه الملاحة البحرية والجوية أمام العدو، وشنّ حرب استنزاف كبّدت الأمريكيين خسائر فادحة، هكذا أعلن اليمن أن غزة ليست وحدها، وأن المعركة واحدة، والساحات مترابطة.
وقد برز اليمن في مرحلة مفصلية من تاريخ الأمة، ليتحرك ضمن محطة استراتيجية متقدمة في الرؤية القرآنية للمواجهة الشاملة، سواء في ميدان العسكري أو في إعادة تشكيل الوعي الجمعي للأمة، وتحديد بوصلة الولاء والعداء وفق مشروع قرآني شامل.
وقد كان اليمن دور لتطبيق ملامح الرؤية القرآنية المتكاملة لمواجهة المشروع الصهيوني- الأمريكي في مختلف المجالات: عسكريًا، إعلاميًا، اقتصاديًا، سياسيًا، وثقافيًا، داعيًا الأمة إلى الانخراط الكامل في معركة مصيرية ضد هذا المشروع الاستعماري التوسعي.
ولعل الدور اليمني كان الأكثر وضوحًا وجرأة في كسر حالة التيه التي صنعها الإعلام الصهيوني والغربي والأنظمة المطبّعة، ووجّه ضربة استراتيجية لمنظومة التضليل عبر ميدان الوعي أولًا، وميدان المواجهة العسكري ثانيًا، حين أعلن أن غزة ليست وحدها، وأن اليمن جزء من المعركة ضد العدو.
ولقد جسدت الضربات اليمنية النوعية ضد العمق الإسرائيلي، والإغلاق التام للملاحة البحرية والجوية للكيان، تحولًا نوعيًا في المعادلة، وأثبتت أن اليمن تحرك من واقع مشروع قرآني عملي تجسد في القرار السياسي والتحرك الميداني.
كما أن ضرب اليمن للقطع الحربية الأمريكية، وإخراجها من الخدمة، رسالة قوية بأن الحماية الأمريكية للعدو الصهيوني لم تعد مضمونة، وأن قواعد الاشتباك تغيّرت.
وفي مقابل هذا التحرك، برزت مفارقة مخزية: أنظمة عربية تمتلك من الوسائل والنفوذ أضعاف ما يمتلكه اليمن، لكنها اختارت الصمت والتواطؤ، فيما تحرك اليمن ليؤكد أن الانتماء إلى الإسلام الحقيقي يتجسد في العمل والتحرك لا في الصمت والتواطؤ، وفي الانحياز للمظلوم لا للجلاد.
وفي الأخير، تتجلّى معركة اليمن في دعم فلسطين كتحوّل استراتيجي فارق في مسار الصراع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية، حيث لم يكتفِ اليمن بالمواقف والشعارات، بل انتقل إلى التحرك العملي الميداني المؤثر، لقد أسقط أوهام التفوق الأمريكي، وهزّ أركان الكيان الإسرائيلي، وأثبت أن الإرادة القوية حين تتسلّح بالإيمان والوعي والبصيرة، قادرة على كسر المعادلات وفتح أبواب النصر، من اليمن إلى عمق فلسطين، يؤكد اليمن أن زمن الاستضعاف قد ولّى، وأن اليمن ومعه محور المقاومة وأحرار العالم بدأت تكتب فصلًا جديدًا من معركة التحرر من المشروع الصهيوأمريكي.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com