المنبر الاعلامي الحر

ترامب باعنا لـ”اليمن”!!

ترامب باعنا لـ”اليمن”!!

يمني برس ـ تقرير // صادق سريع

على وقع لعنات عبارة: “ترامب باع ‘إسرائيل’ لليمنيين”، يشن الإعلام العبري هجوماً لاذعاً برسائل التخوين الملغومة بلهجة العتاب ولغة المصالح ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على خلفية الإتفاق مع اليمن.

يقول المحلل السياسي لصحيفة معاريف، أورييل داسكال: “ترامب باع حليفته ‘إسرائيل’ مقابل إبرام صفقات لتجنب أزمة اقتصادية داخلية تهدد رئاسته الثانية، على حساب تصاعد خيبة أمل ‘إسرائيل’ من إدارته”.

“إسرائيل تحت عجلات الحافلة”

يضيف: “الإذلال التاريخي للقوة العسكرية العظمى في العالم بالهزيمة الثقيلة من اليمنيين يُعدّ واحدة من أعظم الإهانات في تاريخ الجيش الأمريكي، وأكثر من مجرد حدث تاريخي… لقد تم إذلال الولايات المتحدة بالاتفاق مع اليمن”.

يوضح: “إن هدف اتفاق ترامب مع اليمنيين، لوقف الهجمات على سفن واشنطن ورفع الحظر عنها في البحر الأحمر، والحفاظ على استقرار أسعار النفط وتقليص أسعاره داخل الولايات المتحدة، في ظل بوادر أزمة اقتصادية خانقة”.

وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 6 مايو 2025، وقف العدوان على اليمن، مقابل رفع اليمن الحظر البحري والهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مع وقف الاستهداف بين الطرفين مستقبلًا، وذلك وفق اتفاق سياسي على ضوء معادلة صنعاء بوساطة عمانية كمخرج لواشنطن من مستنقع اليمن.

داسكال أكد أن ترامب، باتفاقه مع اليمنيين ألقى بـ”إسرائيل” تحت عجلات الحافلة، ليس فقط بسبب خلافاته مع بنيامين نتنياهو، بل لأن “إسرائيل” لم تعد أولوية في حساباته، وقد تحولت إلى ورقة تفاوض قابلة للتجاهل إن اقتضت المصلحة.

ومن وجهة نظره، فاللحظة التي فضّل فيها ترامب الاتفاق مع اليمنيين على حساب “إسرائيل”، تُعد نقطة تحوّل مفصلية تهدد الموقع الإستراتيجي للكيان وتضعه خارج اللعبة الجيوسياسية التي اعتاد أن يكون فيها طرفًا محوريًا.

لا دخل لنا بـ”إسرائيل”

ودافع السفير الأمريكي لدى الكيان، مايك هاكابي، عن اتفاق بلاده مع اليمن لوقف إطلاق النار بوساطة سلطنة عُمان، قائلاً “:”الولايات المتحدة ليست مُلزمة بالحصول على إذن من ‘إسرائيل’ لتوقيع اتفاق مع اليمنيين لحماية سفنها”.

وأضاف لقناة “12”: “إجراءاتنا ضد هجمات اليمنيين تعتمد على مدى إلحاقها الضرر بالمواطنين الأمريكيين، وما عدا ذلك لا دخل لنا بأحد”، في إشارة إلى “إسرائيل”.

ونقل موقع “NBC” عن مسؤول أمريكي ودبلوماسيين قولهم: “إن نتنياهو صُدم بإعلان ترامب وقف العدوان على اليمن، بينما كان يأمل أن يتعهد ترامب بالدعم لتنفيذ ضربة جوية على منشآت إيران النووية”.

من جهته، قال وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان لقناة “12”:”لم أذكر تدنياً كهذا في العلاقات بين ‘إسرائيل’ والولايات المتحدة… لقد أبرموا اتفاقًا مع اليمن ووضعونا في الخلف”.

وأضاف مخاطباً نتنياهو: “إذا كان ضميرك مرتاحاً، اذهب إلى أفضل طبيب نفسي وعالج نفسك”.

الرسائل المتقنة إلى الكيان

أقرَّت صحيفة “كالكاليست” بأن أنظمة الدفاع الجوية المتطورة للكيان والأمريكية لا توفر الحماية الكاملة، ووصفت الصواريخ اليمنية بـ”العادية”.

وأكدت نجاح “الصواريخ القادمة من اليمن” في إصابة أهدافها، بفضل رؤوسها الحربية القابلة للمناورة التي تخترق أنظمة الاعتراض.

وقالت القناة “12”: “بقينا وحدنا أمام التهديد البحري بعد اتفاق الأمريكيين واليمنيين، وأكثر من ذلك أمام الحظر الجوي.. لقد تمكن اليمنيون من فصل جبهتي ‘إسرائيل’ وأمريكا، وتمسّكوا بدعم غزة حتى وقف العدوان”.

وأضافت: “بعد إطلاق صاروخ من اليمن بالأمس، صرنا متأكدين أننا لسنا مشمولين بالاتفاق بين الولايات المتحدة واليمن”.

وتابعت: “وضع المطارات يزداد تعقيدًا، في ظل استمرار اليمنيين فرض الحصار الجوي على ‘إسرائيل’، ورسائل صواريخهم تأتي بصياغة متقنة في لغة الطيران وموجهة إلى شركات الطيران الأجنبية”.

ورأت، إقناع ترامب بالتدخل لدى شركات الطيران الأمريكية مع ضرورة اقناع كل شركات الطيران الكبرى لاستئناف رحلاتها إلى يافا (تل أبيب)، معتبرةً قرار تعليق الرحلات إلى مطار اللد (بن غوريون) حدثاً سياسياً – اقتصادياً يؤثر على حركة الطيران بأكملها.

مفتاح الحل هو غزة

وكانت صحيفة هآرتس قد نشرت تقريراً حول الضغوط المكثفة التي تمارسها الإدارة الأمريكية على حكومة نتنياهو، لدفعه نحو اتفاق مع حركة حماس لوقف العدوان على غزة، وذلك قبيل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في منتصف مايو الجاري.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر مطّلعة أن واشنطن تعتبر ملف غزة أولوية قصوى، محذّرة يافا “تل أبيب” من العزلة الدولية إن لم تتجاوب وتحرز تقدمًا في المفاوضات.

وتؤكد السردية الإعلامية العبرية، نقلاً عن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف: “إن ترامب يعتبر إنهاء حرب غزة هو مفتاح وقف الهجمات اليمنية على إسرائيل”، في إشارة إلى شرط صنعاء لوقف الحظر البحري والجوي على الكيان إسنادًا لغزة.

وأضاف ويتكوف في لقائه بعائلات الأسرى الصهاينة: “إن الضغط العسكري على غزة يعرض حياة أبنائهم للخطر، مؤكدًا أن ‘إسرائيل’ ستدفع الثمن الأكبر إذا استمر الأسرى في دفع ثمن عدم وقف الحرب”.

وتواصل شركات الطيران العالمية إلغاء رحلاتها إلى “إسرائيل” وفي ظل الحظر الجوي الذي تفرضه صواريخ اليمن المساندة لغزة، وقد أعلنت أكثر من 27 شركة من كبريات شركات الطيران في العالم إيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر.

يُشار إلى أن قوات صنعاء أطلقت منذ نوفمبر 2023، أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق “إسرائيل”، في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، نصرة لغزة وإسنادًا لمقاومتها ضد العدوان الصهيوني.

المصدر ـ السياسية

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com