الحوثي: القصف بصاروخ باليستي على هدف متحَرّك خارق للعادة وهو ما يقوم به الشعب اليمني
يمني برس || حوار:
أجرت قناة المسيرة الفضائية حواراً شاملاً وشيقاً ومهماً مع عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي تطرق خلاله إلى جملة من المواضيع والقضايا المهمة جداً .. ولأهمية ما ورد فيه.. موقع يمني برس يعيد نشر نص الحوار:
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: حَيَّاكم الله، أهلًا وسهلًا.
– مذيع قناة المسيرة: حَيَّاكم الله، أُستاذ محمد، استهلالًا نحن نجري هذا اللقاء في ظل عدوان كبير، غشوم، إجرامي، وحشي، يتعرَّضُ له أهلُنا في قطاع غزة، وبالأخص في العملية الأخيرة، نحن أمام واقع إجرامي حصد الكثير من المواطنين شهداء وجرحى، الإعلام الحكومي يتحدث عن قرابة 300 ألف نازح من الشمال إلى الجنوب في غضون 24 ساعة، برأيك كيف يمكن قراءة هذه العملية وهذه الجرائم الحاصلة؟ هل نستطيع القول، استهلالًا، بأن ذلك هروبٌ “إسرائيلي” إلى الأمام؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: في الواقع، أن النفسية اليهودية هي بهذا الشكل، عندما تنظر إلى النفسية اليهودية ستجد بأنها نفسية مقززة، تبحث عن الإجرام، وتعمل بالاستمرار بالإرهاب، ومن لم يخاف الله في قتل الأنبياء لا يمكن أن يتورّع عن قتل أبناء غزة؛ فاليهود معروفون بحبهم لسفك الدماء وإرهاب المجتمعات المدنية وغيرها، هذه الجرائم ليست غريبة عليهم، بل الغريب عليهم هو السلام.
– مذيع قناة المسيرة: نعم، في ذات الواقع، ونحن نشهد هذا التطور الكبير، نحن أمام قمة خارجية أمريكية عُقِدت، تريليونات إلى جيب ترامب ضُخّت، برأيك هل عجز (الأمريكي) عن الضغط على ترامب أَو في حال أن قدم لترامب هذه التريليونات أن يطلب منه، على الأقل لا يضغط عليه بل يطلب منه أن يوقف عدوانه على غزة؟ أَو أن يُدخِل البعض القليل من المساعدات لمئات الآلاف من الجوعى في القطاع؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هم قالوا كلمات على استحياء بأن السلام في غزة وأنه من ضروريات المنطقة أن تعيش بهدوء وسلام، وهذه على استحياء؛ لأَنَّهم ينظرون إلى ترامب بأنه وليّ النعمة لهم، وكان المفترض وينظر الجميع والعالم بأسره بأن كُـلّ هذه الأموال التي تذهب من الدول الخليجية إلى أمريكا أن يكون لها مقابل، وأقل شيء كان إدخَال المساعدات ووقف الإبادة على أبناء غزة. طبعًا، نحن لا نعوّل كَثيرًا على مواقف الدول والأنظمة العربية فهي معروفة منذ البداية وإلى اليوم، ونحن نمر بأيام النكبة، لا زالوا في حالة النكبة ولم يعودوا بعدُ من الهزيمة النفسية التي مُورست ضدهم، ولا يعتقدون بأنهم يستطيعون الانتصارَ على هذا العدوّ، هناك الكثير من الأشياء، وتحدث السيد القائد – حفظه الله – عن كثيرٍ من الأشياء، في أيديهم العرب أسلحةٌ بالإمْكَان استخدامها، ولكنهم لا ينظرون إلى استخدام مثل هذه الأسلحة، لا في الضغط على ترامب، بما قدّموه من أموال ولا بأي سلاح آخر، حتى على مستوى إيقاف التعامل الدبلوماسي مع الكيان الإسرائيلي.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، نحن أمام قمة خليجية أمريكية، وكذلك قمة عربية عُقِدت، قمة بغداد خرجت بمقرّرات لا تلبّي أَو لا تواكب حجمَ ما يجري من إجرام. هل لا تزالون في اليمن تراهنون على تطوُّرٍ في الموقف العربي من بوابة الجامعة العربية، التي تحتفي اليوم بمرور ثمانين عامًا على إنشائها؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: الجامعة العربية وُجِدت منذ فترة كبيرة ونحن قلنا بأنْ تُعرَضُ في المزاد، كما عُرِضَ المجلس الخليجي في إحدى المسرحيات الكويتية، تم عرضُ مجلس التعاون الخليجي للبيع، وهي بحاجة إلى أن تُعرَضَ مرة أُخرى للبيع؛ فهي لم تقدِّم أي موقف مشرِّف ولا أي موقف عربي ولا أي موقف يدلّل على الأُخوَّة العربية، سواءً مع غزة أَو مع غيرها، قد تكون مصدرًا للألم أَو مصدرًا للتآمر على العرب أكثر من أن تكون مصدرًا للحلول في الجامعة العربية.
– مذيع قناة المسيرة: إذن، نستطيع القول بأَن الزعماء أَو القادة العرب الذين لم يحضروا قد فهموا أن الجامعة العربية لا تساوي شيئًا، هي عبارة عن غطاء -كما أسلفتم- ولذلك كان التمثيل لبلدانهم في الحضور لهذه القمة، البعضُ بوزير بل ودون مستوى الوزير.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: يمكن بعد الدول بهذا المستوى ولكن بعض الدول هي تتعمد أنه إذَا كانت القمة في غير بلدها ألّا تأتيَ وأَلَّا تحضر أَو أَلا تمثل الحضور إلا بحضور دبلوماسي ليس بالمستوى الذي المفترَض أن تكون ممثلةً له؛ فعلى أَسَاس أن تُظهِرَ الدولةَ مثلًا العراق أَو أية دولة بأنها لم تستطع أَو لا توجد لديها الحضورُ الكبير؛ فهي تحرصُ على أن يكون الحضورُ الكبير والحضور المبهر لديها.
– مذيع قناة المسيرة: نستطيع القول بأن الاستهداف هو للجامعة العربية وللبلد المستضيف حتى؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نعم.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، تعليقكم أُستاذ محمد على زيارة ترامب للسعوديّة، لقَطَر، للإمارات؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: زياراتُ ابتزاز، كما قال السيد القائد – حفظه الله – حلب فيها الدولَ الخليجية، لا إشكال في ذلك؛ فهو مُستمرّ في أخذ الأموال الخليجية والعربية على أَسَاس الاستفادة منها هناك، وكما قال الشهيد القائد – رضوان الله عليه – هم لا يأتون لتنمية البلدان، لا يأتون؛ مِن أجلِ الصناعة ولا مِن أجلِ التقدُّم لهذه البلدان العربية، ولو كان هناك نيّةٌ لدى هؤلاء لرأينا السعوديّةَ والإمارات وكل الدول التي ذهب إليها ترامب أَو لم يذهب إليها في قمّة التطوُّر الصناعي والتقدم في جميع المجالات، لكنهم لا يبحثون عن أن تتقدم، بل أن تظلَّ كما هي لتكون عُرضةً للابتزاز وعرضةً لأخذ الأموال.
– مذيع قناة المسيرة: ومن هذا الواقع المُخِل، والتعاطي الضعيف، والباهت، بل ودون المستوى في كُـلّ المجالات عربيًّا في مسار الإسناد لغزة لمواجهة الصهيوني المجرم والأمريكي الداعم والمموَّل، بالانتقال إلى اليمن. الكثير يسأل ما الدوافع والأسباب وفي ظل هذا الجو من الخِذلان لغزة، ما الدوافعُ والأسباب التي أبقت اليمن وحيدًا في موقف الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم حتى اليوم وما يزال حتى الانتصار؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: لو تلحظ في بعض الكلمات وبعض خطابات السيد القائد – حفظه الله – هو طالب من هذه الدول العربية بأن تقومَ بإزالة كلمة “إرهاب” عن “الجهاد” وكلمة “إرهاب” عن “حماس” من قوائمها داخل الأوطان العربية، ودعونا مرارًا إلى أن تقوم بإزالة تصنيف هذه الحركات المجاهدة من قوائم التصنيف بالإرهاب، هذا الحضور هو حضور يمثل القضية، رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- قال: إن اليمن هو المَدَدُ، وهو يمثّل هذا التوجُّـهَ الإيماني الإسلامي المشرّف والعروبي الذي يتألم. نحن تألمنا مما حصل، ونعرف المعاناة التي عانينا منها من قِبل العدوان الذي حصل على بلدنا، العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على بلدنا، رأينا أنينَ الأطفال، رأينا المدارس وهي تُقصَف، ورأينا المستشفياتِ وهي تُقصَف، كما نراها اليوم في غزة. فلذلك التحَرّك هو تحَرّك إيماني، تحَرّك ديني، تحَرّك قيمي، تحَرّك عروبي، تحَرّك في الاتّجاه الصحيح الذي يجب أن يتحَرّك فيه الناس جميعًا، وكما قال السيد القائد منذ اليوم الأول إننا لو توقفنا ونحن نملك القدرة لكان هناك ضربة من الله -سبحانه وتعالى-، وضربُ الله هو أعظم من أن تضربَنا أمريكا أَو أن يضربنا الكيان أَو غيره من هذه الدول التي تتآمرُ على بلدنا.
– مذيع قناة المسيرة: ما الأمر أَو ما السلاح الذي لو استُهدِفتم به لانثنيتم عن موقف الإسناد لغزة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هو السلاح الذي ضربنا اللهُ به فقط، أما غيره فنحن لا نخشى أحدًا؛ لأَنَّ العزة لله ولرسوله، والسيد القائد – حفظه الله – هو ركّز على أننا “أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ”، بهذا المسار الذي هو مسار العزة الذي يمثله أبناء اليمن اليوم، هم يمثلون العزة والقيم والمبادئ والأخلاق، تراهم في كُـلّ الساحات، تجدهم في كُـلّ تجمعات القَبَليّة، في كُـلّ الأحياء، في كُـلّ الشوارع، وهم يهتفون بأنهم إلى جانب إخوانهم في غزة، بعنفوان، بعزة، بكرامة، بقيم، بمبادئ، وهذا هو الموقف الإيماني الذي يجب أن يكون عليه أبناء الشعوب العربية والإسلامية وغيرها.
– مذيع قناة المسيرة: التبدّل – برأيكم – في الموقف الأمريكي تجاه إسناد الصهيوني في مجازره بحق أهلنا في غزة، اليوم الأمريكي يحاول أن يرتديَ ثوبًا المسالم والوسيط والإنساني، فما السر؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن نقول إن هذه بتلك، هم قالوا بأنه توقفت جبهة الإسناد من حزب الله، نقول للإسرائيلي اليوم توقفت جبهة الإسناد التي كانت تساندك في مواجهة عملياتنا من اليمن؛ فبالتالي هذا هو انتصار؛ لأَنَّنا استطعنا – بفضل الله تعالى – من خلال التحَرّك القوي للقوات المسلحة، ونحن نشكر من هنا عبر قناتكم الإخوة في القوة الصاروخية وفي المسيّر وفي كُـلّ قواتنا المسلحة اليمنية على الدور الذي قاموا به والذي أجبروا فيه الأمريكي على أن يذهب ليطلب منا التوقّف عن هذه العمليات عليه، التصريحات الأمريكية واضحة، هناك تغيّر في مسار المعركة، هناك تغيّر في قواعد لعبة الاشتباك وقواعد الاشتباك في هذه الفترة، الجميع يعرف بأن ما يقوم به الشعب اليمني هو شيء خارق عما كان عليه بأن تذهب لتقصف بصاروخ باليستي على هدف متحَرّك، هذا كان شيئًا خارقًا، وهذا هو أول فعل يمني أن يتحَرّك بهذا المستوى؛ فالمعتاد أنه لا يتم بمثل هذه الصواريخ أن يُقصَف إلا أهدافٌ ثابتة؛ فهذا يعتبر تطوُّرًا نوعيًّا، تطوُّرٌ في العمليات وتطوُّرٌ في الإعداد لمواجهة الخصم.
– مذيع قناة المسيرة: سوف أتحدث وإياك عَمَّا يتعلَّقُ بتفاصيل بأسرار الاتّفاق بل وما سبق الاتّفاق من مراحلَ ممهِّدة أَو جلسات أَو نقاشات ممهِّدة بصورة غير مباشرة مع الأمريكي، ولكن في واقع الموقف اليمني، في مقاربة الموقف اليمني مع غيره عربيًّا وعالميًّا، يبرز على السطح الانطباع القائل بأن اليمنيين لا يحسبون للمعركة حسابًا، لا يعرفون فظاعةَ النتائج، يفسّرون صمود اليمن بأنه لا يبالي بالخسائر وعديد الشهداء. فإلى ما تعزون هذا التفسير الذي يُقيّم به الصامتون موقفَ اليمن المتحَرّك؟
– مذيع قناة المسيرة: وعلى ذكركم لهذه الجزئية، جزئية الاستهداف والخسائر المادية، استهداف المنشآت الحيوية، أُستاذ محمد، عندما يستهدف العدوّ المنشآت الخدمية للشعب اليمني، المطار، الميناء، مصنع الإسمنت، وما عداه، هناك من يريد أن يقدّم نفسه في صورة الحريص على البلد ومنشآته وخدمات أبنائه وهو في خارج البلد، للقول إن هذا الإسناد لا أوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولم يسلم اليمن من التأثيرات والتداعيات. فكيف تردون على هذا؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هذه هي التسريبات من المطابخ الاستخباراتية للدول التي ترى بأن الموقف اليمني فضحها، هذا الموقف الفاضح للأنظمة التي تملك الترسانة الكبيرة من الأسلحة، الجيوش التي تُنفق عليها مليارات الدولارات، الأموال التي تُدفع هنا وهناك؛ مِن أجلِ العلاقات الاستراتيجية، التطبيع الذي تحدثوا عنه بأنه عندما يقوموا بالتطبيع – سواءٌ أكانوا الإماراتيين أَو غيرهم – مع الكيان المحتلّ بأنه سيتوقف قتل الفلسطينيين، وستُحل قضية غزة أَو القضية الفلسطينية بكلها، يأتون ليتحدثوا ويُقلّلوا من هذا الفعل الذي نقوم به. نحن نقول لهم لم تستطيعوا أن تقفوا ولا بالكلمة الحقيقية في مواجهة هذا العدوان الصلف، حتى بياناتكم بيانات خجولة، بيانات تدل على أنها بأيدٍ مرتعشة، لا تستطيع أن تقدّموا أي حَـلّ لهذه القضية. نحن قلنا هذا الفعل الذي قمنا به، نقوم به فعلًا، نقوم به من منطلق إيماني، منطلق أخوي، منطلق عروبي، وَإذَا كان لديكم أي فعل أكبر وأعظم، فنحن إلى جانبكم، وسنشكركم، وسنعلن بأنكم أفضل منا، ولا عندنا أي مانع في مثل هذه الأشياء، لكن أن نقف مكتوفي الأيدي كما يفعل الآخرون فهذا هو ما لا يمكن، وما لا يتحقّق في يمننا وتحت قيادة السيد القائد – حفظه الله -الذي كما قلت لك وتحدثت في البداية على أنه يقول إننا نخاف أن يضربنا الله قبل أن يضربنا العدوّ.
– مذيع قناة المسيرة: الحالة الشعبيّة، أُستاذ محمد، في المنطقة تجاه الإجرام الصهيوني بحق أهلنا في غزة تكاد تكون شبه منعدمة عدا في المغرب، الأردن، تونس، وبعض الدول الإسلامية كذلك، في مقابل ذلك تنشط الجاليات العربية وكذلك المجتمع، حتى في الغرب، برأيكم ما الذي يمنع الشعوب من الموقف، من الكلمة، رغم كونها متعطشة لوقفة مع غزة؟
– مذيع قناة المسيرة: تجاه موقفكم المُستمرّ المساند لأهلنا في غزة منذ بَدء العدوان، منذ السابع من أُكتوبر وحتى اليوم، لا بُـدَّ أن تكون هناك عدد من المواقف، لا بد أن تكون هناك أمور بعيدة عن الإعلام، لم تظهر في الإعلام، لم تُعلن. فبكل شفافية، من بعض الأطراف العربية، هل تلمسون اقتناعًا بالدور اليمني، بالموقف اليمني، في مواجهة العدوّ الصهيوني؟ وأنا أعني أنظمةً أَو شعوبًا، هل وصلتكم رسائل منهم؟
– مذيع قناة المسيرة: يعني نستطيع القول إن هناك حتى أنظمةً ممَّن لم تُعلِنِ المواقفَ تجاه موقفكم، إشادةً أَو غير ذلك من التوصيفات أن رسائلها تصلكم من خلف الكواليس؟
– مذيع قناة المسيرة: بالنسبة للتواصلات، هل لكم تواصلات مع أطراف عربية بشأن تعزيز الموقف الضعيف عربيًّا، والانتقال به إلى ما يتناسب مع حجم الخطر الحاصل بحق غزة، وليس غزة فقط، بل الأُمَّــة بأسرها؟
– مذيع قناة المسيرة: على ذكرك للتسلط الأمريكي على هذه الأنظمة والدول، ترامب في زيارته للمنطقة أكّـد أن عددًا من الدول العربية ستكون مسهِمة بفعالية في الحل لما يجري في غزة؛ فهل برأيكم ستكون جديرة بأن تسهم في الحل الذي يلبي تطلعات وتطلُّبات أهالي غزة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هم يعملون على تقسيمِ المنطقة، وعلى إيجاد مجموعات هنا ومجموعات هناك، على أَسَاس من خلالها يستطيعون الدخول، مثلًا يتحدثون عن الصومال، وأنها ممكن أن تُستقبل في ليبيا وقد يرى مساحات واسعة في بعض الدول الخليجية التي زارها، ولكن ليس في صالحهم أن يقفوا إلى جانب مثل هذه الحلول؛ لأَنَّ هذه الحلول إذَا وقفوا إلى جانبها فهم بالتالي يصفُّون القضية الفلسطينية، ويصفّون المقاومة التي يجب أن تكون. وَأَيْـضًا لن يكونوا بعيدين عن الغضب سواءً من المجتمعات العربية أَو الإسلامية، وسينالون عقوبة في الدنيا وفي الآخرة.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، في الموقف العربي، وبالعودة إليه، في الموقف تجاه عملياتكم في البحر الأحمر، ما جرى بعيدًا عن الإعلام، هل كان السائد هو المساندة؟ أم أنكم تلقيتم رسائل معارضة؟ أنا أتحدث عما يتعلق بالموقف في البحر الأحمر على وجه الخصوص، هل كُـلّ ما تلقيتموه كان السائد فيه هو المساندة؟ أم أنكم تلقيتم رسائل معارضة للموقف الساعي لإيقافه؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: الموقف الذي في البحر الأحمر هو يمثل ويخدم الأمن القومي العربي، وهو معروف حتى لدى الإخوة الأشقاء، وقلنا نحن مع أمن الوطن العربي للدول المشاطئة للبحر الأحمر، لكن ما يحصل اليوم أنه أتى من يُسعِّر الحرب ومن يُعسكِرُ البحر الأحمر من الخارج، الأمريكي الذي أتى ليُعسكِرَ البحرَ الأحمر والأُورُوبي. فنحن نعتبر أن عملياتِنا هي ضمانة حتى للإخوة في مصر لقناة السويس؛ لأَنَّ هناك قناةً موعودًا بها تسمى “قناة بن غوريون” أَو غيرها يريدون بذلك تصفية قناة السويس، وهذا ما يتحدث عنه ترامب في هذه الأيّام، بأنه يريد بأن تمر السفن الأمريكية بلا رسوم؛ فهذا شيء معروف وواضح على أن عملياتنا تخدم الأمنَ القومي العربي.
– مذيع قناة المسيرة: موقفكم تجاه هذا الأمر الذي يمُسُّ بمصر؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن مع مصر أن تكونَ لها كاملُ سيادتها على قناة السويس.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، أُستاذ محمد، وعلى ذكركم للدول المشاطئة، كيف تُقيّمون مواقفها التي بها أفشلت محاولات أمريكا لجرها إلى ورطة مواجهة اليمن، وأنتم تعرفون تمام المعرفة بأن هناك محاولات عديدة وإصرارًا كبيرًا؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن ثمّنا الموقف، وقلنا إن موقف الدول المشاطئة التي لم تستطع الدول الأُخرى سحبها إلى ما يسمى بعملية “حارس الازدهار”، التي يسمونها، كانت وقفة إيجابية، ووقفة يجب أن تكون كذلك؛ لأَنَّهم يعرفون أننا لم نقف هذا الموقف في العدوان على بلدنا، ولكن وقفنا هذا الموقف؛ مِن أجلِ الدفاع عن إخواننا في فلسطين، وأبناء غزة بالتحديد.
– مذيع قناة المسيرة: في صُلب الموقف العملياتي اليمني المساند لغزة، رَغمَ أن الأمريكي أعلن تدميرَ معظم القدرة العسكرية اليمنية، خَاصَّةً الصاروخيةَ منها؛ فتصاعد العمليات العسكرية، خُصُوصًا في الأسبوع الأخير، ما الذي يعنيه تصاعُدُ العمليات العسكرية التي تستهدفُ كَيانَ العدوّ في الأراضي الفلسطينية المحتلّة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هو الإسناد المُستمرّ والإيفاء بما قاله السيد القائد – حفظه الله – بأننا سنُصعِّد من عملياتنا؛ فالتصعيد المُستمرّ من قِبل القوات المسلحة، ومشكورة عليه، سواءً في البحرية، أَو في الصاروخية، أَو في الطيران المسيّر، أَو في الدفاع الجوي، أَو في غيرها من القوات المسلحة، هو جهد مشكور، وجهد يدل على أن هناك عملًا دؤوبًا؛ مِن أجلِ البناء والإعداد والاستعداد في هذه المعركة، ولمواجهة كُـلّ التحديات والأخطار التي تُحيق ببلدنا، وَأَيْـضًا البلدان العربية.
– مذيع قناة المسيرة: نعم، أُستاذ محمد، إلى الاتّفاق بين الجمهورية اليمنية من جهة، وأمريكا من الجهة الأُخرى، ماذا عن هذا الاتّفاق؟ ما الذي أجبر الأمريكي على البحث عنه؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أجبرها الرسائلُ المُستمرّة بالطيران المسيَّرة والصواريخ، هو الذي أجبرها على ذلك، الرعب الذي حصل هو نتيجة لأن يأتوا ليطلبوا منا أن يكون هناك توقف لهذه العمليات. لم تتوقف؛ مِن أجلِ سواد عين أحد، هي توقفت؛ مِن أجلِ ما حصل من استهداف مباشر، من قصف مُستمرّ، من عمليات واسعة، من طرد لهذه حاملات الطائرات، لم تكن في مرحلة ولا في وضعية مستقرة، كان لديهم حالة قلق، قائد “ترومان” يقول بأنه سيعود إلى المستشفى للأمراض النفسية، كما قال في تصريحه بعد أن طالبنا بصور حيّة من على “ترومان”.
– مذيع قناة المسيرة: هل كان الأمريكي – بحكم التحليلات والشواهد والمعطيات – متفاجئًا بما واجهه من قِبَلكم، أم أنه كان متوقعًا، وما حصل زاد أم أن هناك مستجداتٍ طرأت؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: لا، بالعكس، بالنسبة للعمليات التي تقوم بها القوات المسلحة، هي كانت عمليات وتكتيكات خارج العُرف المألوف لدى التقاليد العسكرية التي يقومون بها، فكانت هذه معروفة بأنها خارج الصندوق، التصعيد خارج الصندوق، القصف خارج ما هو مألوف بالنسبة للقوى، لم يتوقعوا بأن يكونوا بذلك المستوى، ولو استمروا في المعركة، لكان هناك ما هو أقوى، وما هو أعظم في استهدافهم.
– مذيع قناة المسيرة: نعم أُستاذ محمد، هناك تحليلات مثارة حول هذه الجزئية، ومحاولات تفسير لجوء الأمريكي للاتّفاق مع اليمن، منها، من يقول بأن خسائره الكبيرة في مقابل الفشل في تحقيق الأهداف كان عاملًا حاسمًا، آخر، يقول بأن نفاد المخزون من الذخائر وظهور حالة تفوُّقٍ عسكري يمني كتهديد للمقاتلات الحديثة وحاملات الطائرات أَيْـضًا كان الحاسم، وآخر يرى بأن المسألةَ مُجَـرّد تكتيك لإنجاح الزيارة إلى المنطقة، وبعد ذلك ستعودُ الحرب، فأين ترون الحقيقةَ بين جملة ما قيل ويقال؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أنا أعتبر بأن هناك تغيُّرًا لقواعدِ الاشتباك في المنطقة، وأن ما حصل هو قفزة كبيرة للقوات المسلحة، وبمجموع ما ذكرت لكن الإفصاح عنها هو مبرّر الانسحاب من المعركة، يعني عندما يتحدثوا عن أن الصواريخ أَو السلاح النوعي لدى أمريكا قارب للنفاد وغيرها من الأشياء أعتقد أنها كلها مبرّرات للخروج من المعركة؛ بسَببِ الاستهداف المُستمرّ؛ بسَببِ الضغط المُستمرّ على البحرية، الفشل الكبير، نحن – بفضل الله تعالى – وفي هذه المعركة بالذات تعتبر كُـلّ حاملات الطائرات اليوم لم يعد لها أية جدوى ولا قيمة في بقائها كـ “بُعبع” يخيف الدول بتحريكها أَو بمسارها وبدخولها في هذه البحار أَو هذه، هذه سقطت – بفضل الله تعالى – واستطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تسقط هذه الدعاية والهالة الكبيرة الإعلامية التي رافقوا بها حاملات الطائرات. اليوم نقول بأن ما حصل في اليمن هو يُعتبر معجزة عسكرية يستحق فيها الشعب اليمني الشكر. وهي مدرسة أَيْـضًا، مدرسة يجب أن تُدرّس كُـلّ هذه التجربة، وسيدرّسونها، أعتقد أنهم سيدرسونها؛ لأَنَّها تجربة فريدة من نوعها، وقد تحدث الأمريكيون والخبراء الصينيون وغيرهم عن هذه التجربة.
– مذيع قناة المسيرة: هل تستبعدون أم تتوقعون أن يعودَ الأمريكي في جولة جديدة، ولكن بأدواتٍ مختلفة ووسائلَ مختلفة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن نقول “وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا” ولا نخشى، إن عاد فأمامه رجالُ الله، وإن ذهب بخزيه وبهزيمته وخسارته فذلك هو الأفضل له.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الاتّفاق الأمريكي، هل يمكن لكم أن تطلعونا على بداية البحث الأمريكي عن اتّفاق مع اليمن، الأسرار وما وراء الكواليس؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: وصلتنا إشاراتٌ ورسائلُ قبل ما يُقارِبُ ثلاثةَ أسابيع من إعلان الاتّفاق، بأنهم يريدون التوقف؛ لأَنَّهم كذا…، وكنا نعلم بأن ذلك هو نتيجة للفشل الكبير الذي أصبح واضحًا والهزيمة الكبيرة جِـدًّا التي مُنِيَت بها البحرية الأمريكية.
– مذيع قناة المسيرة: نعم، أُستاذ محمد، يبدو أن الوقت داهمنا فيما يتعلق بالمحور الأول، ولدينا الكثير في واقع التهديدات الصهيونية، وواقع مسارات وتطورات المعركة، وبالأخص منها المواقف ذات الصلة. وهي بالتأكيد أسئلة تحتاج وتُحتّم أن تكون لها أجوبة، فأستسمحك العذر والمشاهدين الكرام في الذهاب إلى فاصل، لنعود بعده لإكمال الحوار، فكونوا معنا.
– مذيع قناة المسيرة: مجدّدًا لكم التحية مشاهدينا الكرام باسمكم لضيفي في هذا اللقاء الخاص الأُستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى. أُستاذ محمد تحدثنا في قبيل الفاصل عما يتعلق بالاتّفاق بينكم وبين الأمريكيين، فالصراخ تصاعد من قبل الصهاينة منذ الاتّفاق حتى الآن فما تفسيركم لذلك؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: شعرت (إسرائيل) بأنها بمفردها في معركتها مع اليمن، والإسرائيلي بطبيعة حاله لا يستطيع أن يقف بمفرده دون أن تكون أمريكا معه، تدعمه وتسانده، وتعبّر عن مشاعره وترفده سواء اقتصاديًّا أَو عسكريًّا أَو سياسيًّا أَو غيره. فـ (إسرائيل) شعرت بأنها منفردة في هذه المعركة وبالأخص مع اليمن.
اليوم -بفضل الله تعالى- نعتبر بأن القتال مع اليهود مباشرة هو نعمة عظيمة، وهي من الأشياء التي كنا نبحث عنها منذ البداية، وكانت المَسيرة بكلها؛ مِن أجلِ أن نواجهَ هذا العدوَّ الأمريكي والإسرائيلي، ولكن كان هناك في الخط -كما تعلم- كثيرٌ من الإشكاليات التي بدأت سواء من النظام اليمني السابق أَو ما تعقبه من حروبٍ سواء ضد السعوديّة والإمارات وضد أمريكا وبريطانيا ودول العدوان التي حصلت، وغيرها من الحروب التي زجوا بها في مواجهتنا، نعتبر أن هذه المعركة بالذات ضد العدوّ الإسرائيلي هي نعمة لأبناء الشعب اليمني ليواجهوا عدو الأُمَّــة، وأن يواجهوا العدوّ الذي يُعتبر عدوًّا بشهادة القرآن الكريم، وَأَيْـضًا بجرائمه وإرهابه في المنطقة، والذي يُعتبر خطرًا، استمراره خطر على الوجود العربي بكُلِّه، والوجود الإسلامي، وعلى الحضارة بشكل عام. هؤلاء هم دمّـروا حتى حضارتهم، الحضارة التي كانوا يملكونها، دمّـروا حضارةَ سليمان -عليه السلام-، وهؤلاء الذين قتلوا الأنبياء لا يمكن أن يتورّعوا عن قتل أبناء غزة وعن قَتل أي عربي كان أَو مسلم أَو غيره.
– مذيع قناة المسيرة: حتى وإن كان مطبِّعًا!.
– مذيع قناة المسيرة: لاتّفاق بينكم من جهة، وبين الأمريكيين من الجهة الأُخرى، بوساطة عُمانية، إلى أيِّ حَــدّ شكّل فرصةً بالنسبة لكم لرفع وتيرة الإسناد لغزة؟
– مذيع قناة المسيرة: هذه الرسائل تستهدف الواقع المحلي أم الإقليمي.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نحن نتحدث بصراحة نتحدث بصدق عن أن هناك تحَرُّكًا من تحت الرماد، نحن نعلم بأن هناك إرسالَ مبالغ مالية إلى بعض الأشخاص، وهم يأتون إلينا ويخبروننا بأن هناك مبالغ تصلهم من السعوديّة، ونقول لهم هؤلاء قد قدّموا فلذات أكبادهم، وقدموا أبناءهم وأبناء قبائلهم ولا يمكن في يوم من الأيّام أن تُشترى الولاءات من جديد، شُرِيت الولاءاتُ بعد 26 سبتمبر لكن اليوم لن تُشترى؛ لأَنَّكم سفكتم دماء أبناء الشعب اليمني، وأبناء الشعب اليمني يعلمون جيِّدًا بأنكم اعتديتم عليه، لكن لستم العدوّ الأول.
– مذيع قناة المسيرة: يعني هذا هو التحذير لكم، ولكن لستم العدوّ الأول.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: العدوّ الأول هو (إسرائيل) وأمريكا، هم العدوّ الأول بالنسبة لنا ولثقافتنا ولتحَرّكنا ولتوجّـهنا منذ اليوم الأول؛ فإذا طرأ هناك من يعمل على خلخلة بعض الموازين أَو ترتيب بعض الموازين نقول لهم ونحذرهم كما نصحنا وحذَّرنا وكما تحدث السيد القائد – حفظه الله – في أكثر من خطان بأن لا يكون هناك أي توجّـه آخر؛ لأَنَّ المسار هو لا يزال كما هو.
– مذيع قناة المسيرة: نستطيع القول، أُستاذ محمد، بأن السعوديّة باتت تلعَبُ على الحبلين، في صورة معيّنة تبيّن أنها مع السلام، وأنها محايدة وبعيدة كُـلّ البُعد، ولا تسخِّرُ أجواءَها لخدمة الأمريكي في مواجهة اليمن، ولا تعمل في كُـلّ ما يسند الصهيوني في استهداف غزة، وفي الخفاء تمارس مساراتٍ وخُطَىً وأساليبَ تستهدف الواقع اليمني المساند للغزة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: ما يحصل في بعض الجبهات الآن من استمرار هناك خفض للتصعيد فعلًا، وهناك توجّـه إلى تحريك بعض الملفات وبعض الأشخاص هنا أَو هناك، لكن الخلاف الذي طرأ بين الإمارات وبين السعوديّة هو أثّر كَثيرًا على المعركة في اليمن. وَأَيْـضًا أعتقد أنه بعد أن طالَبَ الأمريكي بتوقف المعارك أَو توقف الهجمات عليه، ورَدَّ العدوان عليه، والتوقف عن إسناد الإسرائيلي، على الآخرين أن يدرسوا جيِّدًا الوضع، يعني إذَا كان هذا التوقف هو بفعل السلاح ودقة السلاح فكلما قربت المسافة كان السلاح أدقَّ أكثرَ.
– مذيع قناة المسيرة: وهي رسالة تحذير واضحة وجريئة.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: من دون شك. يعني هل من الطبيعي أن يذهبوا ليصالحوا في أوكرانيا ويتركوا السلام في اليمن.
– مذيع قناة المسيرة: ماذا يعني أن يذهبوا ليصالحوا في أوكرانيا ويعودوا لغير ذلك في اليمن؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: أَو أن يذهبوا للقتال في اليمن؟ هذه ليست من شيم العرب ولا المفترض أن يكون هناك شيء من الدبلوماسية ولا أَيْـضًا في صالح ما يسعَون له من تنفيذ رؤية 2030 التي يتحدثون عنها.
– مذيع قناة المسيرة: في واقع العدوان الإسرائيلي وفي حال المواجهة المُستمرّة المرسومة بأهداف وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، جراء موقفكم اليمني المشرّف، العدوّ الإسرائيلي أقر في وقت سابق بضعف استخباري في اليمن، يعني لا يستطيع أن يرد على موقفكم إلا باستهداف البنية التحتية والقطاعات الحيوية. فكيف تنظرون إلى هذا المسار الصهيوني في واقع المواجهة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هو مسار بشع وإجرام وإرهاب، نحن نعتبر ذلك أنه يتحَرّك من منطلق وخلفية إرهابية لديه، ولكن هذه أَيْـضًا توضح للعالم بشاعة هذا العدوّ، وأن هذا العدوّ أَيْـضًا يستمر في ما يستمر فيه من إجرام وإبادة في غزة، هو يستمر في الضفة، هو يستمر في أي مكان يستطيع أن يصلَ إليه سلاحه، لكن ذلك لا يعني بأنه يحقّق أي إنجاز؛ لأَنَّه يعتدي على بنى تحتية مكشوفة وواضحة، ولن يستطيع أن يوقف إسنادنا لغزة أَو ما أعلن من بدء العمل على حظر الأجواء على العدوّ الصهيوني، وبإذن الله سيكون له أثره كما كان له أثر في الحصار البحري.
– مذيع قناة المسيرة: نعم، ففي ظل هذه الشواهد والبراهين، أُستاذ محمد، وفي سياق ما ذكرتموه فيما يتعلق بالحظر الجوي على الكيان الصهيوني، إلى أين وصلتم؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: الشركات التي تعلن اليوم عن توقفها عن الذهاب إلى مطار اللد، هذا شيء معروف وواضح، ويتحدث الإسرائيلي والمغتصب عن أضرار كبيرة وجسيمة وهو لا يزال في بداية المعركة.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، واقع الحظر الجوي والأثر الكبير الذي بدأ يُلمَس في صراخ الصهاينة، وكذلك ما تعلنه الشركات تباعًا، انتقال اليمن إلى الحظر الجوي على العدوّ الإسرائيلي كان صادمًا له بكل المقاييس، وهناك ردود فعل قوية داخل الكيان تشعر بالورطة أمام اليمن. فهل سيشتد هذا الحظرُ يومًا تلو الآخر؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: بالتأكيد أن العمليات هي في تصاعد، وإعلان البيانات المُستمرّة وكذلك كما تحدث السيد القائد في خطاباته ستتصاعد عملياتنا وهناك تصاعد. والتصاعد لا يعني ذلك أنه لا يمر بأشياءَ كثيرة يعني المنطقة بأكملها فيها منظومات دفاع جوي متعددة الطبقات في كُـلّ المناطق التي يمر من عليها وهذا يحتاج إلى عمل كبير وواسع؛ مِن أجلِ تجاوز هذه الأنظمة، وبفضل الله تعالى استطاعت القوات اليمنية أن تكسرَ هذا الحظر الذي حاولوا من خلاله أن تتوقف عمليات الإسناد.
– مذيع قناة المسيرة: في ذات الواقع، بما أن للحظر تداعياتٍ كبيرة، الحظر الجوي تفوق إلى مدى بعيد تداعيات الحظر البحري على الكيان الصهيوني، فهل هناك من ردود أفعال، رسائل، تواصلات، واتصالات تلقيتموها بطريقة أَو بأُخرى؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: لا يوجد أي شيء حتى الآن، لم يصل إلى مسامعنا أشياءُ رسمية إلى الآن، ولكن ستُجبَر (إسرائيل) على أن توقف عدوانها على أن توقف الإبادة أَو ستستمر العمليات في تصاعد أكبر وأكثر
– مذيع قناة المسيرة: وجراء هذا الموقف اليمني المبدئي الأخلاقي المشرّف كما يؤكّـد السيد القائد – يحفظه الله – هناك تهديد ووعيد لكم؛ فما استعداداتكم لمواجهة أي تصعيد محتمل من قِبل العدوّ الإسرائيلي يفوق ما هو عليه الحال؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: لكل حادثة حديث، وهذه تُدرَس أَيْـضًا في الغرف المغلقة، والعمليات القادمة لا يمكن الإفصاح عنها وكيف ستكون وكيف نتائجها؛ لأَنَّ ذلك سيقدّم معلومات مجانية للعدو، لذلك المفاجأة في العمليات القادمة وفي طرقها وفي أساليبها وفي الاستهداف، هذا هو شيء إيجابي، وإن كنتَ كصحفي لديك الفضول لمعرفة الأشياء الكثيرة لكن في مل هذه المعركة يجب أن يُتَحفّظ عن كثير من المعلومات.
– مذيع قناة المسيرة: نستطيع القول بأن هناك المفاجآت المخبأة للقادم الصادم؟
– مذيع قناة المسيرة: وهذا الفارق ينبئ؟
– مذيع قناة المسيرة: وأسلحة لم يُكشَف عنها؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: لكل حادثة حديث.
– مذيع قناة المسيرة: أُستاذ محمد، رَدُّكم على التهديدات الإسرائيلية الموجّهة إلى قيادتنا في اليمن، ما هو ردكم؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هي عبارة عن بيع وهم للجمهور الإسرائيلي على أَسَاس أنَّ هناك ضغطًا كبيرّا بأن العمليات التي يقوم بها في اليمن لا أثر لها، فهو يبحث عن صندوق أهداف أُخرى ليمنّيَ بها الإسرائيليين الذين يهرعون كُـلّ يوم إلى الملاجئ في خوف وقلق مُستمرّ. فهو يحاول أن يرسمَ بأن لديه بنكَ أهداف جديدًا، وأنه سيعمل وسيفعل، فقط كُـلّ هذا؛ مِن أجلِ الجمهور؛ لأَنَّه يعرف أن هذه القيادة في الحكومة الإسرائيلية هي حكومة فاشلة ومُستمرّة في الإخفاق ولا تعي الواقع. فهمت أمريكا ولم تفهمها هي.
– مذيع قناة المسيرة: وأنتم ضمن الشخصيات التي تُستَهدف بالتهديد والوعيد من قِبل الصهاينة، يتوعدونها بالاغتيال، الكيان يتوعدها هكذا؛ فهل تخيفكم بحق وحقيقة هذه التهديدات؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هي تهديدات من محتلّين، وهي لا تخيفنا، ونحن بين أبناء الشعب اليمني، الشعب الوفي، الشعب الذي عرفناه ونزلنا في أوساطه، وتحَرّكنا وكانت الغارات مُستمرّة على بلدنا أكثر مما هي مُستمرّة اليوم، ولدى دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي أكثر مما لديه، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يحقّقوا شيئًا بفضل الله تعالى وبفضل تكاتف أبناء شعبنا قبائله أبناء بلدنا، كانوا باستمرار ضد كُـلّ تحَرّك يمس أحد داخل بلدنا.
– مذيع قناة المسيرة: وفي ما يتعلق بالعودة وقبل أن نختمَ إلى الموضوع السعوديّ، الموضوع السعوديّ الذي أُثير في القمة الخليجية الأمريكية، أن التوصيف الحقيقي كان من قِبل أمير الكويت بالاتّفاق بين السلطة في اليمن وبين الولايات المتحدة الأمريكية، مشيدًا بدور الوسيط الذي هو سلطنة عُمان؛ فالتدخل المُسارع من قِبل محمد بن سلمان على أَسَاس أن يعتذرَ أمير الكويت عن هذا وكأنه اقترف خطأً، ما تعليقكم عليه؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: هو تصرُّفٌ فَجٌّ، وهو يشعر فقط بعظمة السعوديّة على دول الخليج؛ لأَنَّ محمد بن سلمان يريد أن تكون السعوديّة هي الدولة العظمى، الدولة الوحيدة الدولة التي توجّـه في العلن وفي السر، والتي تتحدث عن سياساته بأنه كذا وكذا، وينسى بأنه يُؤمَرُ في نفس الوقت وعلى نفس الطاولة من قِبل ترامب، فهو يحاول أن يتعاظم وأن يظهر نفسه بأنه كبير وكذا، أما بالنسبة لشرعيتنا فنحن لا نستمد شرعيتنا لا من السعوديّة ولا من أمريكا ولا من أية دولة، نستمد شرعيتنا من قرآننا ونستمدُّ شرعيتَنا من شعبنا ومن أمتنا ومن إيماننا وديننا.
– مذيع قناة المسيرة: هو دفع الكثير لترامب وبالأخص في المجالات التي دفع لأجلها المسارات الدفاعية، المسارات الأمنية لتحميه الولايات المتحدة الأمريكية.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: قلت لك هي من الممارسة؛ لأَنَّهم يعتبرون أن لهم الفضلَ على الكويت؛ كونهم أعادوهم إلى مِنصة الحكم بعد أن غُزُوا من العراق، فدائمًا يسخرون من الكويتيين ويحاولون أن يجدوا بأنهم هم فوقَهم ويعمل كذا ويفعل كذا، وإلا فليست كان بحاجة وربما الإعلام لم يلتفت أصلًا لما تحدث عنه الأمير الكويتي لو لم يتحدث عنه محمد بن سلمان.
– مذيع قناة المسيرة: ألا ترون أن محمد بن سلمان ونظام الحكم في السعوديّة، وكذلك الحال في الإمارات، أنه يرى نفسه بأنه اليوم محمي أكثر من أي وقت مضى بعد أن دفع التريليونات لينال الحماية الأمنية من أمريكا؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: يجب أن يعوا جيِّدًا أن أمريكا لا تؤمن بأصدقائها ولا بعملائها، كما قال الشهيد القائد، هي تخلّت عن الشاه، وهو الذي قدّم لها كُـلّ الامتيَازات النفطية وقدّم لها كُـلّ شيء، وتحدث بالمناسبة ترامب عن الشاه وعن دور الشاه وعن عظمة الشاه في ذلك الوقت؛ فبالتالي هي معروفة عن أمريكا أنها تتخلَّى عن أصدقائها، وها هي تخلّت عن (إسرائيل) وهي تعتبرها أهمَّ لديها وأعظمَ مما تعتبر السعوديّة، في حمايتها وفي أنها تكون إلى جانبها وفي صفها، تخلت في تفاهمها واتّفاقها معنا.
– مذيع قناة المسيرة: قبل الختام أُستاذ محمد، القوة والقدرة العسكرية التي برزت في مواجهات أمريكا في البحر الأحمر وُصُـولًا إلى الخليج العربي، هل أثمرت في لفت أنظار الأحرار والمكتوين بنار أمريكا، وأسّست بينكم وبين هؤلاء لعلاقات من نوع أَو آخر؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: بالتأكيد أن هناك نظرةً إلى اليمن نظرة إيجابية من كُـلّ الأحرار في العالم، وَأَيْـضًا قلت لك إنها تعتبر مدرسةً جديدةً في فنون القتال وفي الاستراتيجية وفي قواعد الاشتباك التي تتعامل بها القوات المسلحة اليمنية. الموقف الصامد من قِبل أبناء الشعب اليمني والتحَرّك الجاد والواسع من قِبل أبناء الشعب اليمني والمُستمرّ في كُـلّ أسبوع، كان له أثره الكبير والعظيم، ويدل على وعي، ويدل على إيمان، ويدل على صدق في فهمهم لأهميّة إسناد القضية الفلسطينية، فكل ما تحدثت عنه هو مُستمرّ ومتنامٍ؛ لأَنَّهم يرون أن هناك قِيادةً صادقة، وأمّة منضبطة، وأمة تتحَرّك وفق التوجيهات القرآنية، ونحن كُـلّ ما قمنا به من موقف ليس على أَسَاس أن نشد الآخرين نحونا، وإنما ذلك نعتبره واجبًا دينيًّا وواجبًا إسلاميًّا وواجبًا أخلاقيًّا وأخويًّا لمواجهة هذه الغطرَسة الأمريكية الإسرائيلية على أبناء جدتنا وعلى المستضعفين لإبادتهم في غزةَ أَو في فلسطين.
– مذيع قناة المسيرة: هل نستطيع القول بأن هناك -بحسب توصيفك- انشدادًا لعلاقات مع اليمن وما زال خفيًا إلى اليوم من قِبل دولٍ ما اكتوت بنار أمريكا، تعاني من اضطهاد أمريكا ومن واقع الاستهداف الأمريكي؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: ستُفصَح عنها الأيّام، هذه الأشياء كلها ستُفصَح عنها الأيّام؛ لأَنَّها لا زالت هناك سطوة أمريكية، ولكن هناك الكثير من التقارب مع بلدان كبيرة وبلدان دولية كبيرة جِـدًّا، وهي تريد أن تقدّم لليمن شيئًا، ولكن سنجده بإذن الله في المستقبل، دع هذه الأشياء للمستقبل بإذن الله.
– مذيع قناة المسيرة: بإذن الله، أُستاذ محمد، في ظل تصاعد الاشتباك عن اليمن والعدوّ الإسرائيلي، كيف تتنبؤون أن يكون عليه مستقبل هذه المواجهة؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: مستقبلنا مستقبل كُـلّ المستضعفين ومستقبل اليمن، مستقبل كُـلّ المجاهدين، هو النصر، النصر مهما طال ومهما طالت المعركة سيكون هو النصر، وهذا هو وعد الله لكل المستضعفين ووعد الله لكل المجاهدين ووعد الله لكل المظلومين أن ينتصروا في معركتهم ضد الطغيان وضد الباطل وضد الإجرام.
– مذيع قناة المسيرة: اختتاما أُستاذ محمد، هل من رسالة تود أن توصلها ولمن؟
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: نوصلها لأبناء الشعب اليمني، ونقول شكرًا كَثيرًا لكم على ما تقومون به، وعلى ما تبدلونه، شكرًا على استجابتكم لدعوة القائد الأسبوعية وخروجكم الجماهيري والمليوني الذي رفعتم به رؤوسنا، شكرًا على كُـلّ ما تقدمونه من عطاء وما قدمتموه في هذه المعركة وهو في سبيل الله، كذلك نقدم شكرنا وتحياتنا لجميع الإخوة سواءً في المجلس السياسي وعلى رأسهم الأخ الرئيس وكذلك في الحكومة، كما ننوّه بأن السيدَ القائد – حفظه الله – مُستمرٌّ في تواصلاته وفي اهتماماته بكل أبناء الشعب اليمني، فله أعظم تحية وله أفضل سلام، وبإذن الله تعالى سيكون لهذا الموقف أثره، ولولا وجود السيد القائد – حفظه الله – لَمَا كان لهذا الموقف أثره، ولَمَا كان هذا التحَرّك الكبير والعظيم لأبناء شعبنا، لا ننسى أن نشكُرَ أبناء غزة الصامدين الأبطال، ولا ننسى أن نشكر أُولئك الأبطال من المجاهدين سواءٌ أكانوا في غزة أَو في لبنان أَو في غيرها من المحور، كُـلّ الرجال الأوفياء في الوطن العربي، كُـلّ المتحَرّكين والصامدين مع القضية الفلسطينية في العالم لهم شكرنا وتحياتنا، كما الشكر أَيْـضًا موُصُـولٌ لك ولكل طاقم “المسيرة”، ولكل أبناء القنوات الإعلامية التي تساند وتقف إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب المظلومية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني.
– مذيع قناة المسيرة: نعم، ولك منا كُـلّ الشكر والتقدير الأُستاذ محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، على تلبيتك لدعوتنا وحضورك معنا في هذا اللقاء الخاص. وهو كذلك لكم مشاهدينا الكرام أينما كنتم في الحل والترحال.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: شكرًا لكم.