بلا رغيف ودواء..أطفال غزة في الرمق الأخير
بلا رغيف ودواء..أطفال غزة في الرمق الأخير
يمني برس | تقارير
غزة الكاشفة تواجه إبادة مستعرة منذ أكثر من عام ونصف، وحصار صهيوني شديد، أزمة إنسانية خانقة وكابوس ينهش الانسانية ويهدد مستقبل حياة أطفال غزة، فقد أصبح الحصول على الغذاء تحديًا يوميًا وغير مؤكد.
ففي يوم دامي ومرعب استُشهد عدد من المواطنين الفلسطينيين غالبيتهم أطفال، عصر اليوم الثلاثاء، جراء غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة بقطاع غزة في تصعيد صهيوني لحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
تجويع ممنهج
ومع مواصلة العدو الصهيوني اغلاق المعابر ومنع دخول الدواء والغذاء الى غزة ،أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن 470 ألف طفل في قطاع غزة دخلوا دائرة المجاعة منذ مارس الماضي.
وذكرت المنظمة في تصريحات صحفية اليوم، أن الخطط المعلنة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية مضيعة للوقت بهدف تحييد الأمم المتحدة، وفق وكالة سند للأنباء.
وأشارت إلى أنه لا بديل عن مضاعفة الضغط لإدخال المساعدات بشكل أكبر وبلا عوائق إلى قطاع غزة.
وبيَّنت أن 50 بالمائة من سكان قطاع غزة، هم من الأطفال وبحاجة إلى دعم نفسي، بينما دخل 470 ألف طفل منهم المجاعة منذ إغلاق “إسرائيل” معابر القطاع في الثاني من مارس الماضي.
ويواصل العدو الإسرائيلي سياسة “التجويع الممنهج”، من خلال إغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانهيار الإنساني المتسارع داخل غزة.
ومساء أمس الاثنين، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل كبير، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج يوميًا إلى حوالي 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود.
وأوضح أن هذا يعني ضرورة دخول نحو 44 ألف شاحنة خلال 80 يومًا من الحصار المستمر، بينما الكمية المسموح بدخولها لا تتجاوز 0.02% فقط من هذا الرقم، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
14 ألف رضيع على حافة الموت
من جانبها حذرت الأمم المتحدة، اليوم ، من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة قد يموتون خلال 48 ساعة، حال لم تصلهم المساعدات الإغاثية في الوقت المناسب.
وبحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن “هناك 14 ألف رضيع سيموتون خلال 48 ساعة إذا لم نتمكن من الوصول إليهم”، مؤكدا أن الفرق الأممية تريد إنقاذ أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة “إغراق” قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، مضيفا: “لا يزال لدينا الكثير من الأشخاص على الأرض، فهم في المراكز الطبية والمدارس يحاولون تقييم الاحتياجات”.
تحذيرات من خطر المجاعة
وبحسب تقديرات رسمية، أكثر من 65 ألف طفل باتوا مهددين بالموت نتيجة سوء التغذية، وقد سُجلت وفاة أكثر من 50 طفلًا حتى الآن، في جريمة تجويع ممنهجة تشكّل جزءًا من سياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات العدو الإسرائيلي بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
وحذرت “اليونيسيف” من خطر المجاعة الذي يهدد أكثر من مليون طفل في غزة، مع تسجيل 10,000 حالة سوء تغذية بسبب الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والدواء .
“إسرائيل” تقتل أطفال غزة كـ”هواية”
وفي السياق قال زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيليين يائير غولان، إن الحكومة الإسرائيلية تقتل الأطفال في قطاع غزة كـ”هواية”، مضيفاً أنها تشكل خطراً على الوجود الإسرائيلي.
وأضاف غولان في تصريحات صحفية اليوم ، أن “الدولة الطبيعية” لا تخوض حربا ضد مدنيين ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف تهجير سكان.
ووصف غولان الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها مليئة بأشخاص تتملكهم مشاعر الانتقام ولا أخلاق لديهم، وهي عاجزة وتشكل خطراً على الوجود الإسرائيلي.
ولاقت تصريحات غولان انتشارا واسعًا في الأوساط الدولية، خاصة بعد أن أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن الأطفال في غزة يعانون الجوع والقصف العشوائي، مطالبة بوقف المعاناة اليومية والقتل المستمر .
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، عبر منصة “إكس”: “لا مكان آمنًا للأطفال في غزة، وهذا الرعب يجب أن يتوقف “.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواجه غزة صهيونياً، أسفر عن استشهاد 53,573 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 121,688 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.