في زمنٍ عزَّ فيه النصير وتخاذل فيه الكثيرون، برز اليمن من بين ركام التحديات والحصار ليصنع موقفاً تاريخياً غير مسبوق، نصرةً لأهلنا في قطاع غزة الذين يواجهون أبشع صور الإبادة الجماعية. موقفٌ لم يقتصر على الكلمات والاحتجاجات، بل تجاوزها إلى فعلٍ ميداني جريء، وقلب المعادلات الإقليمية والدولية، ليُثبت للعالم أجمع أن الإيمان إذا خالط البأس، كان له صوتٌ مدوٍّ لا يُقهَر وقدرةٌ لا تُلجَم.
وللوقوف على أبعاد هذا الموقف الفريد وتأثيراته العميقة، أجرى موقع أنصار الله هذا الاستطلاع الصحفي مع نخبة من المسؤولين في محافظات يمنية مختلفة، حيث كشفوا عن الجذور الإيمانية لهذه الوقفة الصلبة، واستعرضوا جانباً من الجهوزية العسكرية التي فرضت معادلات جديدة في أهم الممرات المائية العالمية، وصولاً إلى إجبار قوى الاستكبار على مراجعة حساباتها، في مشهدٍ يعكس عظمة الشعب اليمني بقيادته الحكيمة.
يؤكد المسؤولون الذين التقيناهم بالإجماع أن الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ينطلق من أساسٍ راسخٍ قوامه المبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية النبيلة، راسماً “خطوات عملية جريئة، تمثلت في فرض حصار بحري على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، وتوسيع نطاق هذا الحصار ليشمل المطارات والموانئ الجوية”.

موقفٌ إيماني فريد يكسر حاجز التخاذل

وكيل أول محافظة الحديدة، أحمد البشري، شدد على أن الموقف اليمني “فريد ومتجذر، يحظى بشهادة العالم بأسره”، ويأتي إسناداً لأهل غزة الصامدين في وجه أبشع صور الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية على يد الكيان الصهيوني المجرم الغاصب.
وأشار البشري إلى أن هذا الموقف المشرف لا يقتصر على القيادة والعمليات العسكرية فحسب، بل يتجسد أيضاً في خروج الشعب اليمني بالملايين في الساحات والميادين، في مشهد إيماني مهيب يبلغ صداه العالم. وقال: “لقد تجاوز عدد الساحات التي شهدت هذه الوقفات المليونية الألف ساحة على مستوى اليمن، وفي محافظة الحديدة وحدها، بلغت الساحات 211 ساحة مباركة بفضل الله سبحانه وتعالى.”
وأوضح أن الصناعات العسكرية اليمنية شهدت تطوراً لافتاً، تجلى في القدرة على إسقاط 26 مُسيّرةً أميركيّةً من نوعِ “إم كيو-9” التي تبلغُ تكلِفةُ الطّائرةِ الواحدةِ منها 30 مليونَ دولارٍ. أيضاً خُسرتْ ثلاثُ طائراتِ إف 18 هورنيت سقطتْ في البحرِ بفعلِ استهدافِ اليمن حاملةَ الطّائراتِ ترومانَ عدّةَ مرّاتٍ، وسعرُ الواحدةِ 73.3 مليونَ دولارٍ. وعلق على ذلك بالقول: “ومن المؤسف حقاً أن هذا التفوق في التصنيع الحربي اليمني، الذي أثبت للعالم كله فشل التقنية العسكرية الأمريكية، وأنها أصبحت غير مجدية في مواجهة التقنية اليمنية المتطورة، يتزامن مع تهافت بعض دول الخليج على شرائها من أمريكا بمئات المليارات من الدولارات”.
وفي سياق الحديث عن المواجهات البحرية، ذكر البشري أن حاملة الطائرات “ترومان” غادرت البحر الأحمر “مهزومة ومضروبة”، مؤكداً أنه “بتوفيق الله، تم إصابتها إصابة مباشرة وموفقة ومسددة”. وأضاف أنه قبلها بثلاثة أشهر، أتت حاملات طائرات أمريكية، “فخرجت من البحر الأحمر ومن البحر العربي ذليلة مهانة، بفضل الله سبحانه وتعالى.”
واختتم وكيل أول محافظة الحديدة تصريحه بالتأكيد على أن “القوات المسلحة اليمنية، بتوفيق الله وتسديده، وبالقيادة القرآنية الحكيمة، تفرض اليوم معادلة جديدة في المنطقة، فقد أصبحت قوة إقليمية لا يستهان بها، تهز عروش الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم، وهي في ذات الوقت، سند قوي للمستضعفين في كل مكان.”

 

ريادة إيمانية في زمن الانبطاح

وفي ذات السياق، يصف وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية، محمد أحمد السنحاني، الموقف بأنه “ريادة إيمانية في زمن الانبطاح”، معرباً عن امتنانه لوجوده في ظل قيادةٍ أعادت للشعب اليمني الشعور بالعزة والكرامة في “عهد الانبطاح للأسف الشديد” الذي تشهده معظم القيادات العربية والإسلامية “المنبطحة للسياسة الأمريكية الصهيونية الماسونية العالمية”.
وتطرق الوكيل إلى القدرات العسكرية اليمنية، قائلاً: “الحمد لله، قوتنا الصاروخية والطيران المسير ذراعنا الطولى التي الآن تضرب عمق العدو الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فضلاً عن أننا صرنا نملك الاستقلالية والسيطرة الكاملة على إدارة حركة الملاحة في مياهنا الإقليمية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.”
وعبر السنحاني عن طموح الشعب اليمني ومساعيه المستقبلية، قائلاً: “الحمد لله رب العالمين، نحن وجدنا في هذا العصر وفي هذا العهد، وإن شاء الله نحن طموحون بأن نوصل إلى كل العالم هذا المبدأ القرآني.. هذا المبدأ الإيماني.. هذا المبدأ الذي ينصر المظلومين، والنابع من سنن الله في خلافة الإنسان للأرض”، مضيفاً: “وهو الموقف الذي اتخذته القيادة الثورية الحكيمة، ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، والتي لولا أن الله وفق هذه الأمة بهذه القيادة الربانية لما تبنت اليمن هذا الموقف العظيم الذي رفع رأس اليمنيين والشعوب العربية والإسلامية، بل وكل الأحرار في كل العالم”.

 

زمن كشف الحقائق وغربلة الناس

الموقف اليمني تجاه ما يحدث في قطاع غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام، كما يؤكد مدير عام مديرية القفر بإب، سليم عباس القحيف، هو موقف كبير، موقف يمثل ريادة إيمانية وعزيمة لا تلين في زمن يشهد تخاذلاً كبيراً من قبل الكثيرين في الأمة. وعزا هذا الموقف المتميز إلى قيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله.
وفي تصريح له قال القحيف: “إن الموقف اليمني بات يمثل الداعم والرافد الأساسي في إسناد فصائل المقاومة الفلسطينية، في زمن التخاذل المخزي العربي والصمت الدولي.”
وأضاف: “هذا الموقف الكبير والموقف الأول هو للقيادة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، ولولا هذا القائد العظيم لما تبنت اليمن هذا الموقف العظيم الذي رفع رأس اليمن أمام كل دول العالم.”
في طرح يشاركه فيه “مدير عام مديرية بلاد الطعام بريمة، يحيى حسين الحمامي”، أوضح القحيف أن هذا الموقف، كما قال السيد القائد “هو موقف إنساني وأخلاقي وديني، موقف في وجه الظلم والغطرسة والاستكبار الصهيو-أمريكي؛ قطبي الشر وأمة الكفر في هذا العصر، وشركائهما عملائهما من العجم والعرب.”
وانتقد مدير عام مديرية بلاد الطعام “الحمامي”، بالتوافق مع مدير عام مديرية القفر “القحيف”، بشدة ما وصل إليه حال القيادات العربية من “التخاذل والانبطاح”، واستذكر الحمامي زيارة ترامب، مؤخراً، إلى كل من السعودية والإمارات وقطر، وما سجل خلالها من “مواقف مخزية وصلت إليها الأمة”، مؤكداً: “لقد وصلت هذه المواقف إلى أردى مستوى من الانحطاط”، متسائلاً “ماذا بعد “دياثة” البعض الذي يستعرض بناته وزوجاته، ويجعل نساءه يهززن شعر رؤوسهن أمام الطاغية المجرم ترامب؟”
وأرجع الحمامي والقحيف، معاً، سبب هذا السقوط إلى ما نبأ به الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه من “تخلي الأمة عن الدين وتخليها عن المبادئ والقيم”. وتم تناول نموذج على ذلك “السقوط الإخلاقي”، والذي تحولت فيه الوهابية، “بين عشية وضحاها من آمر بالمعروف، وناه عن المنكر، إلى دعاة ومشرعين في هيئة الترفيه للرقص والمجون والعهر والشذوذ الجنسي”.
وأكدا أن “هذا الزمن” هو “زمن كشف الحقائق”، كما قال سيدي ومولاي السيد “حسين، رضوان الله عليه”. ووصف الزمن الحالي بأنه “زمن غربلة، زمن تمييز بين الحق والباطل، زمن ينقسم فيه الناس إلى فريقين: “مؤمنين صريحين أو منافقين صريحين”. وقالا: إنه، و”بفضل الله سبحانه وتعالى، أصبحت اليمن قبلة لكل أحرار العالم وأصبح الموقف اليمني هو المتميز بكل هذا العالم، فنحمد الله ونشكر الله على هذا الموقف.”

 

القيادة القرآنية.. بوصلة العزة

وعاد القحيف والحمامي بذاكرتيهما إلى تنبؤات الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، مستحضرَين وصيته “رضوان الله عيله” للمجاهدين: “اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم”، عندما تكلم عن “الصرخة”، في معرض رده على غطرسة المدعو: “علي محسن”، الذي قال في عامي 2004 و2006”: “إنه لن يسمح لأحد أن يصرخ، ولا حتى من تحت البطانية”. وأكد القحيف: اليوم، يشاهد، هذا المرتزق ما آل إليه حاله، وما صار إليه “المشروع القرآني”، لقد أصبحت أصداء “الصرخة” المباركة، بفضل من الله، تسمع في أرجاء العالم من شرقه إلى غربه. الأخوة المجاهدون في غزة يصرخون “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.
ونوها بأن “المجاهدين في غزة يصرخون بهذه الصرخة.. بل بات العالم بأكمله يصرخ بالموت لأمريكا ولـ”إسرائيل”، حتى داخل أمريكا رأس الكفر، بل وفي “العمق الإسرائيلي”، تدوي صفارات الإنذار، فتنزل الصواريخ فرط الصوتية اليمنية صرخة مدوية بالموت لأمريكا والموت لـ”إسرائيل”، لتدفع بملايين الجرذان من المغتصبين الصهاينة إلى الملاجئ خوفاً وذعراً. مشيرَين إلى أن السيد حسين قد بشر بذلك حين قال: “اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم”، معتبرَين أن كلام الشهيد القائد، رضوان الله عليه، بات “يتجسد واقعاً ملموساً.
وأضاف القحيف والحمامي إلى حديثهما التأكيد بأن المشروع الإحيائي (المشروع القرآني)، والذي أحيا به السيد حسين بدر الدين الحوثي -قدس الله روحه- الأمة، مؤكدَين، أنه لولا فضل الله بهذا المشروع، وما مَنَّ به الله على هذه الأمة من القيادة الربانية ممثلة بالسيد العلم، عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله ويرعاه، لما وصل اليمن إلى ما وصل إليه من عزة وكرامة. وقارنا “هذه العزة والشموخ” الذي بات وشاحاً على رؤوس كل اليمنيين ومعهم أحرار العالم، بما عليه حال موقف قادة شرعية الفنادق العليمي وشراذم الارتزاق، الذين ينساقون وراء أربابهم من قادة العمالة والتطبيع في الإمارات والسعودية وما يليهما. مؤكدَين أن “الشرعية الحقيقية” هي في حكومة التغيير والبناء التي تستمد شرعيتها من “الثقافة القرآنية”، وتستمد قوتها من “الهوية الإيمانية”، وتستند في وجودها إلى ثقة الشعب وتفويضه المطلق لقيادته الحكيمة. واصفين الموق اليمني مع غزة بأنه “رفعةُ رأسٍ للأمة ولكل المستضعفين في الأرض”.

اليمن “جابهت قوى الطغيان والظلم في العالم”

تتفق أطروحات مسؤولي السلطات المحلية عن الدور المحوري والقيادي لقائد المسيرة القرآنية، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في توجيه دفة هذا الموقف العظيم. مدير عام مديرية الزهرة بالحديدة، عبدالرحمن الرفاعي، ومعه الشيخ علي صوعان، مدير عام مديرية عبس بحجة، يقولان: إن اليمن “جابهت قوى الطغيان والظلم في العالم، ومنها أمريكا، والتي عادت من عدوانها الأخير على اليمن تجر أذيال الخزي وعار الهزيمة”، بعد أن أدركت ألا مناص من إعلانها الانهيار المهين، فسارعت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب إلى إعلان “إيقاف إطلاق النار بين صنعاء وواشنطن قبل أن يعلن الوسيط العماني نتائج المفاوضات، والذي كانت الإدارة الأمريكية قد لجأت إليه للتوسط لدى قيادة صنعاء “أن يوقفوا الضربات الصاروخية والمسيرات والمواجهة المباشرة بين القوتين البحريتين اليمنية والأمريكية، وبشروط صنعاء، والتي قبلت بأن تخرج واشنطن من المواجهة بماء وجهها” لا تضربوا حاملاتنا ولا بوارجنا البحرية، واسمحوا لسفننا الأمريكية التجارية بملاحة آمنة، ولا علاقة لنا بما يجري بينكم وبين “تل أبيب” من مواجهات وتبادل لإطلاق النار.

 

وقالا: إن “أمريكا سحبت حاملة الطائرات ترومان، ومن تليها “…” ومن سبقهما من حاملات للطائرات “ايزنهاور” وزميلاتها، وما يرافقها من بوارج وقطع بحرية، والتي كانت تهدد بها العالم”، معتبرَينِ ذلك دليلاً على تأثير الموقف اليمني. ويصفان “المرحلة الراهنة” بأنها “مرحلة المواجهة المباشرة مع أمريكا وإسرائيل”، مرحلة لم يكن الكثيرون يتوقعونها. ويؤكدان أن القوات اليمنية “قهرت أمريكا، وأحكمت سيطرتها على مجريات الملاحة الدولية في المياه الإقليمية اليمنية، ولأول مرة، على مر التاريخ بثبات وشموخ.”

 

الغطرسة الأمريكية تتهاوى، وإسرائيل تتجرع الخوف والحصار

وينضم إليهما في الطرح، مدير عام مديرية بني قيس بحجة، محمد حسين الشهاري، متفاخراً بالقدرات التي وصل إليها اليمن، من صواريخ باليستية وفرط صوتية، وتحويل الصواريخ من استهداف أهداف ثابتة إلى متحركة، مؤكداً أن هذا “لم تحققه أي دولة في العالم، لا روسيا ولا أمريكا، ولا حتى الصين”، مؤكداً أن اليمن “أذلت أمريكا واستطاعت أن تخرجها من البحر الأحمر ذليلة. مشيراً إلى أن “حاملات الطائرات التي كانت أمريكا تتباهي بها أمام العالم وتخيفه بها، أصبحت عالة على أمريكا، بل وأصبحت الآن عبئاً على الميزانية الأمريكية”. ويضيف أن اليمن “أسقطت هيبة أمريكا التي كانت تقول إنها هي وحدها القوة العظمى في العالم”، مؤكداً “لكننا نحن اليمانيين ما وجدنا “أمريكا” إلا “قشة”، تماما، كما وصفها لنا سيدي ومولاي الشهيد القائد، سلام الله على روحه الطاهرة”.

وبدوره، يشاطر مدير عام مديرية باجل بالحديدة، عبدالمنعم عبدالفتاح الرفاعي، الجميع في تأكيد كل ما طرحوه، مشيراً إلى أن اليمن اليوم يواجه ثالوث “جبهة الكفر” الممثلة بـ “إسرائيل وبريطانيا وأمريكا”، وأن القوة تكمن في النهج القرآني. ويتساءل مفتخراً: “من يصدق بأن اليمن حظر البحر على الملاحة الصهيونية، وأوقف ومنع السفن والبواخر الأمريكية والبريطانية أن تمر؟” وها هي اليمن “الآن تصعد من حظرها، فتضعيف إلى حصار الكيان في البحر، الحظر الجوي على مطارات “تل أبيب”، مؤكداً أن هذا تحقق “بفضل الاستعانة بالله والاعتماد عليه والركون إلى قوته سبحانه وتعالي”. وكشف عن وصول “الصاروخ فرط صوتي إلى تل أبيب، إلى مطار بن غوريون” قبل ساعات من تصريحه.

 

ثباتٌ لا يلين، ودمٌ ليس بأغلى من دماء أبناء غزة

لم تقتصر نتائج الموقف اليمني على إجبار القوات الأمريكية على التراجع، بل امتد تأثيرها ليلامس عمق الكيان الصهيوني. ويضيف الشيخ محمد موساي، مدير عام مديرية الدريهمي بالحديدة، بيقين لا مجال فيه للشك، على تأكيده على كل ما يطرح زملاؤه، أن “الكيان المؤقت، بإذن الله، إلى زوال”، ويشدد الموساي أن اليمن سيظل يجدد العهد بالقتال “إلى يوم القيامة”، منوهاً بأن اليمن سيظل واعداً بنصرة “أي مظلوم على الأرض، حتى ولو يكون في الصين”. ويشدد على أن “الموقف اليمني سيستمر حتى تحقيق النصر، وحتى إيقاف الهجمات على غزة، مهما كلف الثمن”، ويؤكد أن العدو الإسرائيلي “فاشل وسيوقف العدوان”.
ويشير الموساوي بالتوافق مع زميله، حسين سهل زين، مدير عام مديرية بيت الفقيه بالحديدة، الذي لا يبتعد عما يطرح سابقوه من مدراء المديريات قيد أنملة، إلى رسوخ جذور الثبات الأسطوري للشعب اليمني وقيادته في هذه المعركة إلا أن “زين” يضيف إلى ما يطرحه الموساي أن القوات اليمنية “يقاتلون بعشق الشهادة.. ثابتين راسخين، لن تزَل الأقدام لو انزلقت الأرض من تحتها”. ويؤكد أن الشعب اليمني لا يبالي بالضربات التي تستهدف التنمية والبنية التحتية، مؤكداً أن “البنية التحتية في بلادنا ليست أغلى من دماء أبناء غزة، وليست أغلى من الإسلام الذي يحاول الأعداء هدمه”. ويضيف: “دماؤنا ليست أغلى من دماء أبناء فلسطين ولا من أطفال غزة”. ويشدد أن الشعب اليمني سيستمر في دعم غزة “حتى لو حاصرونا وأطبقوا علينا السماء والأرض”، إيمانناً أننا “شعب النصرة للحق، وشعب المعارك حتى تحرير المقدسات”.

 

خلاصة.. اليمن يقف حيث يجب أن يقف الإيمان

في الختام، ترسم هذه الشهادات الميدانية من قلب اليمن صورةَ بلدٍ اختار أن يقف حيث يجب أن يقف الإيمان والأخلاق، في مواجهةٍ غير متكافئة في الظاهر، لكنها مدعومة بقوةٍ لا مرئيةٍ تجاوزت حسابات القوى المادية. الموقف اليمني، بقيادته الملهمة وشعبه الصامد وقدراته العسكرية المتطورة، لم يكتفِ بالاستنكار، بل تحول إلى قوةٍ فاعلةٍ أذلت المتغطرسين وألقت بظلال الخوف على الكيان المحتل، مقدمةً نموذجاً فريداً في نصرة المظلومين، ومؤكدةً أن “اليمن اليوم قبلة لكل أحرار العالم، وأصبح الموقف اليمني هو المتميز بكل هذا العالم”. إنها معركةٌ -كما يؤكد المسؤولون- مستمرة حتى النصر وتحرير القدس، ويقينٌ راسخٌ بأن الله سبحانه وتعالى معهم، وأن وعده بالنصر لا يتخلف