النص الكامل لكلمة قائد الثورة حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
يمني برس || متابعات:
النص الكامل لكلمة قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ذو القعدة 1446هـ 22 مايو 2025م
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
طال القصفالمنازل المأهولة، هذا الأسبوع استهدف العدو بشكل مباشر عشرات المنازل، وأباد عائلاتٍ بأكملها بين أنقاض المنازل.
– استهدفمُصَلَّى في (مخيم جباليا) شمالي قطاع غزَّة، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الشهداء.
– بجيوشها الكثيرة، الجيوش بالملايين، وقدراتها العسكرية، والاقتصادية… وغير ذلك، ثم لا تتحرك، والعدو يُصَعِّد في جرائمه، وفي إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، بشكلٍ بشعٍ للغاية، ثم يبقى دائماً السقف الرسمي لمعظم الأنظمة في العالم الإسلامي- في البلاد العربية وفي غيرها- في أعلى الحالات هو: إصدار بيانات ليس وراءها أي تحرُّك عملي؛ إنما بيانات تتضمن عبارات باردة، باهتة، تناشد الآخرين، وتطالب الآخرين ليفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني، وكأننا أُمَّة بدون مسؤولية، كأننا أُمَّةٌ ليس عليها أي مسؤولية، لا دينية، ولا إنسانية، ولا أخلاقية، وكأننا أُمَّة غير معنية بما يطالها، يطال أبناءها، يطال جزءاً منها، بما يهددها هي في أمنها، وفي مصالحها، هذه حالة مؤسفة جدًّا!
التَّبَجُّح الصهيوني بمدى هذا التخاذل الرهيب جدًّا من جانب العرب،ومن خلفهم أكثر المسلمين في هذه الحالة من التخاذل، هذا شيءٌ مؤسفٌ جدًّا، إلى درجة أن يُعَبِّر بهذا التعبير: [الأمر لم يعد يهم أحداً]! كأنه أمر غير مهم بالنسبة للآخرين، أن يُقتل هذا العدد الكبير من أبناء الشعب الفلسطيني، في مظلومية رهيبة واضحة، يعرف بها كل العالم.
العدو الإسرائيلي أطلق مجدداً عمليةً بَرِّيَّة؛ بهدفهناك تصريحات لغيره أيضاً،أحد الصهاينة (يائير غولان) تصريحاته معروفة، أثارت ضجةً في وسط الكيان الإسرائيلي، عندما اعترف فيها بالـ [جرائم الحرب ضد المدنيين، وقتل الأطفال في غزَّة لممارسة هواية]، إجرام فظيع جدًّا! إلى درجة أن مجرمين صهاينة أصبحت لهم تعليقاتهم على هذه الجرائم، التي تتضمن اعترافات صريحة وواضحة بحجم الإجرام الرهيب.
– (الأونروا) تقول:[حالة الجوع الشديد تتفشى، خاصةً بعد دخولها المرحلة الخامسة، وهي من المراحل الحرجة]، فالمستوى الآن من المجاعة وصل إلى مستوى خطير جدًّا، إلى مستوى المرحلة الحرجة.
– والأُمَّة عليها مسؤولية كبيرة؛ لأن سكوتها إسهام في جرأة العدو الإسرائيلي لأن يعمل ما يعمل، فيتحول هذا التخاذل، وهذا الصمت، وهذا التفريط الكبير في المسؤولية، إلى إسهامٍ في صناعة تلك المأساة، وفي حدوث تلك المظلومية، وفي إتاحة الفرصة للعدو الإسرائيلي لارتكاب الجرائم بكل جرأة، مع اطمئنانٍ تام، من ردة الفعل على مستوى هذه الأُمَّة بشكلٍ واسع.
في الضِّفَّــــة الغـربيــة كـذلك، يواصل العدو الإسرائيلي كل أشكال الاعتداءات،اعتداءاتأيضاً من قوات العدو على المصلِّين، أثناء خروجهم من المسجد الأقصى، بعد احتجازهم في ساحاته وإغلاق أبوابه.
– أعدادكبيرة من النازحين، أكثر من (اثنين وعشرين ألف نازح).
– فالعدو الإسرائيلي يعتمد بشكلٍ أساسي، في محاولته لفرض سيطرته الكاملة على القطاع، يعتمد على الإبادة الجماعية والإجرام، موقفه العسكري، مع أنه حشد حشداً كبيراً وهائلاً من فرقه العسكرية، واستدعى جنود الاحتياط، ويحشدهم بالعدد الكبير من الآليات العسكرية، وبالغطاء الناري الكثيف جدًّا، لكنه ضعيفٌ في موقفه العسكري؛ ولـذلك هو يُعَوِّض الهزائم بالجرائم، بالإبادة الجماعية، بالقتل للأطفال والنساء، بالاستهداف للأهالي، العُزَّل من السلاح، وما يحدث من فشلٍ في أدائه العسكري، وما يلجأ فيه، بدلاً عن محاولة الحسم العسكري بطريقة يتجنب فيها الاستهداف للأهالي، هو شاهدٌ على ضعف الروح المعنوية لجنوده.
وفعلاً الجيش الإسرائيلي هو أجبن جيش في العالم،حاولت التَّوَغُّل في (منطقة خزاعة – شرق خان يونس)، كما تمكَّنت من تفجير حقلٍ من العبوات البرميلية المزروعة مسبقاً، في رتلٍ عسكريٍ صهيوني، توغَّل في أحد أحياء (منطقة القرارة – شمال شرق خان يونس).
هناك أيضاً عملية مشتركةبين (القسام، وسرايا القدس) شرق غزَّة.
العمليات الفاعلة والمؤثِّرة، تجعل البعض من قادة العدو يعترفون بواقعهم الضعيف والمهزوز، تجاه هذا الصمود والاستبسال الفلسطيني:
– مما يصبّ فوق رؤوس الأطفال والنساء في قطاع غزَّة، ولإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، لو أنَّه بكله فقط من أموال الضرائب الأمريكية؛ لكان لذلك تأثيرات بالغة جدًّا جدًّا جدًّا على الاقتصاد الأمريكي، ولكن للأسف الشديد، وهذا أيضاً مما يبيّن حجم المسؤولية الكبيرة على العرب قبل غيرهم من المسلمين، ثم على بقية المسلمين، ما هو يعتبر- في واقع الحال- من الإسهام والتعاون الذي يدعم العدو الإسرائيلي.
هناك– كما قلنا- حتى على المستوى الاقتصادي، ونبَّهنا في كلمة سابقة: أنَّ هناك دولة إسلامية، ودولة عربية، أكثر السفن التي تُزَوِّد العدو الإسرائيلي والصهاينة بالمواد الغذائية والبضائع هي تابعة لتلك الدولتين، هذا مستمر، مستمرٌ من خلال البحر الأبيض المتوسط، وهذا مؤسفٌ جدًّا! الوزر كبير، هذه الحالة التي تمثِّل دعماً للعدو الإسرائيلي، هي- بلا شك- في المسؤولية الأخلاقية والدينية والإنسانية، هي مشاركة مع العدو الإسرائيلي، هي دعمٌ للعدو الإسرائيلي، وهو يفعل ما يفعل، ويطمئن، ويجرؤ على أن يرتكب أفظع الجرائم؛ استناداً إلى ذلك، وهذا شيءٌ مؤسف جدًّا!
اعتــداءات العـدو الإسـرائيـلي مستمـرةٌ على لبنـان بكـل أشكـال الاعتـداءات، تنوعت الاعتداءات هذا الأسبوع على مستوى:
– الطلعات الجوية المكثَّفة للطائرات المسيَّرة والمسلحة.
– كذلك الاستهداف للمدنيين، وتكثيف الاستهداف للمنازل الجاهزة؛ لأن العدو الإسرائيلي يسعى إلى منع الأهالي من العودة إلى قراهم.
في ســوريــا كـذلـك، العـدو الإسـرائيـلي يستمـر في كـل الانتهـاكات:
– وإحراق لبعض المناطق؛ لمنع الرعي فيها.
كل أشكــال الانتهــاكات يستمـر العـدو الإســرائيـلي فيهـا هنـاك.
هذه الحالة في الواقع العربي،من التفريط العظيم في المسؤولية الكبرى، التي عليهم فيما بينهم وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هي تستوجب أن يكون هناك اهتمام كبير لاستنهاض هذه الأُمَّة، هذه الحالة لا يجوز التفرُّج عليها، والسكوت عنها، والتغاضي، والتجاهل تجاهها؛ لأنها حالة خطيرة- بكل ما تعنيه الكلمة- على الأُمَّة، خطيرةٌ في الدنيا، وخطيرةٌ عليها في الآخرة؛ ولـذلك هناك مسؤولية دينية، وينبغي أن يكون هناك جهدٌ مكثَّف في النشاط التثقيفي، والتوجيهي، والخطاب الديني، والنشاط الإعلامي؛ لاستنهاض الأُمَّة، لتبصيرها، لمعالجة هذه الحالة، التي هي حالة تعبِّر عن نقص كبير على مستوى الوعي، وعلى تراجع على المستوى الأخلاقي والقيمي، ليست مُجَرَّد حالة تعبِّر عن موقفٍ مُعَيَّن، أو ظاهرة مُعَيَّنة تقف عند هذا الحد، ما خلف هذه الحالة من التخاذل الرهيب تجاه هذه المظلومية الرهيبة:
– هونقصٌ حادٌ في الإيمان بكل ما تعنيه الكلمة.
– }[الأنفال:65]، يقول الله له:{ويمتلك القدرة على التعبئة، والإسهام في التعبئة العامة، أن يؤدِّي هذا الدور، كجزءٍ من مسؤولياته، وكجهاد في سبيل الله تعالى: التحريض، التعبئة، الاستنهاض، التذكير بالمسؤولية، التوعية عن الواقع، عن المخاطر، عن التحديات؛ لأن هذه الحالة- كما قلنا- هي خطيرةٌ جدًّا، تجعل هذه الأُمَّة تعيش حالة المؤاخذة من الله، وتهيِّئ نفسها للضربات الإلهية، والتي قد يكون من ضمنها (التسليط): أن يسلِّط الله على هذه الأُمَّة أعداءها، فتكون الحالة مضاعفةً عليها، أعداؤها بأحقادهم، وأطماعهم، وعداوتهم، وسوئهم، وإجرامهم، ووحشيتهم المعروفة، والتسليط لهم حينما يكونون في حالة تسليط على هذه الأُمَّة، التي تصل إلى هذا المستوى من التفريط والتخاذل.
فيمــا يتعلَّـق بالنشــاط الواســع في كثــيرٍ مـن الـــدُّوَل:
على المستـوى الشعبـي:كان هناك تظاهرات خرجت في بلدان كثيرة، مظاهرات (في أستراليا، في السويد، في سويسرا، في كوريا الجنوبية، في كندا، في الدنمارك، في النرويج، في هولندا)، والمظاهرات التي في (هولندا) كانت مظاهرات كبيرة، مظاهرات وفيها حضورٌ شعبيٌ واسع، المشاهد التلفزيونية لتلك المظاهرات تبيِّن حجمها الكبير جدًّا، ونتمنى أنَّ نرى مثلها في البلدان العربية والإسلامية، أن يكون هناك خروج بذلك المستوى؛ في اليمن الخروج كبير جدًّا، لا يقارن، لكن فيما يتعلَّق ببقية البلدان العربية، (في بولندا، في ألمانيا، في فرنسا، في اليونان، في بريطانيا، في النمسا… في دول أوروبية ودول أمريكا اللاتينية وغيرها)، مظاهرات واسعة، لكن من أبرزها المظاهرات التي خرجت في (هولندا)، وأيضاً في (بريطانيا) كان هناك مظاهرة كبيرة.
كـان هنـاك- فيمـا يتعلَّـق بالموقـف الرسمـي الأوروبي لبعض الحكومات الأوروبية- تصريحات، مع الحراك الشعبي الواسع، في مستوى فوق المعتاد من جانبهم،يعني: بعض من الإدانة، بعض من الاستنكار، الاحتجاج، تجاه الجرائم الإسرائيلية الفظيعة جدًّا، لكنها لا ترقى إلى مستوى الموقف الفعلي.
الدول الأوروبية هي تدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح،نُفِّذت عمليات هذا الأسبوع بثمانية صواريخ فرط صوتية، وبالِسْتِيَّة، وطائرات مُسَيَّرة، منها: ثلاثة صواريخ كانت باتجاه (مطار اللد)، في هـذه العمليــات المهمـة:
– الملايينهربوا إلى الملاجئ، ملايين من الصهاينة هربوا إلى الملاجئ.
تصريحات الصهاينة، ووسائل إعلامهم، تكشفمدى الإحباط واليأس الإسرائيلي تجاه جبهة الإسناد اليمني، وتبيِّن مدى تأثير هذه العمليات، وتبيِّن أيضاً عجز العدو الإسرائيلي عن ردع الموقف اليمني، أو التأثير عليه.
فيمـا يتعلَّـق بهـذا السيـاق،هناك حادثة تكشف مدى الذعر أثناء دوي صفارات الإنذار في فلسطين المحتلة: [في الخامس عشر من شهر مايو- هذا الشهر- وأثناء دوي صفارات الإنذار أثناء هجوم صاروخي من اليمن، كان عضو مجلس نواب أمريكي متواجدًّا في أحد الأسواق (في فلسطين المحتلة)، أثناء دوي صفارات الإنذار، ولعدم توفر ملجأ قريب، هرب- هذا الأمريكي- إلى ثلاجة دجاج وفواكه؛ للاختباء فيها، وهرب آخرون كذلك- في السوق- إلى ثلاجات الدجاج؛ للاختباء فيها]، هذا وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية.
العدو الإسرائيليمع انزعاجه الشديد حاول من خلال عدوانه على الموانئ في الحديدة بـ(اثنين وعشرين غارة)، أن يُقدِّم حالة ردع، أو أن يفرض حالة ردع؛ لإيقاف العمليات اليمنية، لكنه فاشلٌ تماماً في التأثير على الموقف اليمني، وفاشلٌ في ردع الموقف اليمني، الموقف اليمني منطلق من منطلق إيماني، وقيمي، وأخلاقي، ولا يمكن التراجع عن هذا الموقف أبداً.
في هـذا السيـاق نفسـه، أُشيد بالإخوة العاملين والمرابطين في الموانئ،الذين ثبتوا لأداء مهامهم وأعمالهم في هذه الموانئ، بالرغم من الاعتداءات المتكررة من الأمريكي ومن الإسرائيلي، الأمريكي أثناء مشاركته في التصعيد على البلد، في إسناده للعدو الإسرائيلي، وكذلك العدوان من العدو الإسرائيلي، الدور الذي يقوم به الإخوة الثابتون، المرابطون والعاملون في الموانئ، وهم قدَّموا الكثير من الشهداء، هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، هو مرابطةٌ في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ثباتهم العظيم، واستمرارهم في القيام بمهامهم لخدمة شعبهم العزيز، هذا إسهامٌ مهمٌ جدًّا، وهو جزءٌ من جهادهم في سبيل الله تعالى، أنا أقدِّم لهم التحيَّة، وأشيد بجهودهم، وصبرهم، وتضحياتهم، وثباتهم.
ممـا حصــل أيضــاً هـو:مغادرة حاملة الطائرات (ترومان) الأمريكية، بخسارة ثلاث مقاتلات من أهم المقاتلات في سلاح الجو الأمريكي، غادرت وهي تحمل عنوان الفشل.
الخروج المليوني في الأسبوع الماضي كان خروجاً عظيماً، وكبيراً، ومهماً،(ألف ومائة وإحدى وعشرين مسيرة) ما بين كبيرة وصغيرة، في العاصمة صنعاء في (ميدان السبعين)، الحضور المليوني الحاشد، والعظيم، والكبير في المحافظات، في المديريات، في الأرياف، على مستوى واسع جدًّا، الوقفات القبلية مستمرة، مختلف الأنشطة مستمرة، وهذا هو المفروض، هو الذي ينبغي.
نحن في هذه المرحلة في ظروف هامة جدًّا،العدو الإسرائيلي في ذروة التصعيد في إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، المأساة والمظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني تستـدعي:
– التصعيدفي العمل والإسناد.
– البعض يقول:[لو كانت دماؤنا يمكن أن تسهم لتكون وقوداً للصواريخ، فنحن مستعدون أن نقدِّم من هذه الدماء].
–