الاحتلال الصهيوني يدير الجوع والدمار كأدوات لإبادة الفلسطينيين والصمت العربي يغطي جرائم الإبادة
يمني برس | تقرير خاص
في كلمته اليوم حول آخر المستجدات في قطاع غزة، خرج السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليضع النقاط على الحروف في ما يتصل بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم، في سياق حرب إبادة جماعية تستهدف الإنسان الفلسطيني أرضًا وهويةً وتاريخًا.
جرائم منهجية: حرب إبادة وليست مجرد اعتداء
أكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي تجاوز كل وصف، واصفًا ما يجري بأنه “حرب إبادة حقيقية” ضد الشعب الفلسطيني، تتجلى في الاستهداف المتعمد للمدنيين، وخصوصًا الأطفال والنازحين، إلى جانب التجويع الممنهج وتعطيل دخول المساعدات. واعتبر أن “هندسة الجوع” في غزة ليست مجرد إهمال، بل “آلية توزيع إجرامية” تمارس تحت غطاء أممي وصمت دولي.
الضفة الغربية والقدس… مسار استيطاني مدروس
ألقى السيد القائد الضوء على التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الاحتلال لا يكتفي بالقتل بل يسعى لفرض واقع استيطاني دائم من خلال اقتحامات واعتقالات وهدم بيوت وحرق محاصيل. وفي القدس، شدد على أن تهويد المسجد الأقصى يسير ضمن خطة طويلة بدأت منذ سنوات، ترتكز على الحفريات والأنفاق التي تهدد بانهيار المعلم الإسلامي الأهم، وهدفها الصريح هو تدمير الأقصى وطمس هويته.
الصمت العربي… خيانة للأمة والمقدسات
انتقد السيد القائد بمرارة الصمت العربي والإسلامي إزاء هذه الجرائم، واصفًا حالة الولاء لبعض الأنظمة للصهاينة بأنها “مرض أخلاقي وفقدان للفطرة السليمة”. وحذر من “الحرب الناعمة” التي تهدف إلى تدجين الأمة وتحويلها إلى كيانات خاضعة لا تغضب لرسولها ولا لمقدساتها.
دور المجاهدين وصمود غزة: سد منيع أمام الاحتلال
أشاد السيد الحوثي بالصمود الفلسطيني وبالعمليات التي تنفذها كتائب القسام وسرايا القدس، مؤكدًا أن هذا الثبات البطولي يمثل الحائل الرئيسي دون تمكّن العدو من تنفيذ مخططاته بالكامل. وأوضح أن العدو يعتمد على الجرائم والتجويع للتعويض عن فشله العسكري في مواجهة مقاومة لم تنكسر رغم ضراوة العدوان.
الموقف اليمني: دعم فعلي لا شعارات
في سرد مفصّل للدور اليمني، أعلن السيد القائد عن تنفيذ 14 عملية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني هذا الأسبوع، إلى جانب استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام السفن المرتبطة بالعدو. وندد بتواطؤ 5 أنظمة عربية تسهّل وصول البضائع للعدو عبر البحر المتوسط، واعتبره خيانة صريحة تساهم في إطالة أمد الإبادة في غزة.
كما أشار إلى فشل العدوان الأمريكي في جولته الثانية ضد اليمن، واصفًا ذلك بأنه “نصر إلهي” يعكس قوة الإرادة الشعبية واستقلال القرار السياسي.
خلاصة:
كلمة السيد القائد جاءت في توقيت مفصلي يعكس تصاعد العدوان الصهيوني، لا سيما مع اشتداد الحصار وازدياد الجرائم ضد المدنيين. كما أظهرت الكلمة فهمًا عميقًا لطبيعة الصراع، باعتباره ليس فقط عسكريًا، بل وجوديًا وفكريًا وأخلاقيًا.
ودعا السيد القائد الأمة الإسلامية إلى أن تنهض من غفلتها، مؤكّدًا أن ما يحدث في فلسطين اليوم ليس معزولًا عن مستقبل مكة والمدينة، وأن التخاذل العربي الرسمي لن يمنع الخطر القادم، بل يعجّل به.