المنبر الاعلامي الحر

مقومات الحياة تنهار في غزة.. والعالم صامت والعرب يتفرجون !!

يمني برس || تقرير:

تشهد غزة منذ أكثر من 600 يوم، إبادة صهيونية جماعية لم يشهد لها مثيل في الواقع البشري، وبسبب استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على القطاع، أصبح الوضع الإنساني والصحي متجاوزا للوصف الخطير والكارثي أمام صمت عالمي مخز وخذلان عربي معيب.

المشهد في غزة مأساوي وغير قابل للحياة، عدوان يقتل البشرية وحصار يفتك بالإنسانية، ولا يستثني حتى الأطفال.

ومع استمرار جرائم الإبادة الصهيونية في غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 72 شهيدا، و278 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت الوزارة في بيانها، اليوم الجمعة، إن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها، مؤكدة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,321 شهيدا، و123,770 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

انهيار الوضع الصحي والإنساني

المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أوضح، إن الوضع الصحي والإنساني في القطاع وصل إلى مرحلة الانهيار الشامل، بفعل سياسات الإبادة الجماعية والممنهجة التي يتبعها العدو الإسرائيلي.

وأوضح مدير عام المكتب اسماعيل الثوابتة في حديث خاص لوكالة “صفا” الفلسطينية، اليوم الجمعة، أن أزمة غذاء كارثية ومجاعة تواجه قطاع غزة، بسبب منع العدو إدخال الغذاء بشكل ممنهج، ما أدى إلى مجاعات فعلية.

وأشار إلى أن غياب النظافة وتسرب مياه الصرف الصحي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية والهضمية في مراكز الإيواء المكتظة.

وبين أن تدمير مصادر المياه والكهرباء بشكل شبه كامل، جعل الخدمات الأساسية غير متوفرة لغالبية السكان.

واعتبر أن هذا الوضع لا يمثل فقط كارثة إنسانية، بل هو جريمة مستمرة ضد الإنسانية ترتقي إلى الإبادة الجماعية وفقًا لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي تعمّد منذ بدء جريمة الإبادة على القطاع ارتكاب المجازر بحق المواطنين والعائلات الفلسطينية في القطاع، وارتكب 15 ألف مجزرة بغزة منذ بدء الإبادة.

وذكر أن من بين هذه المجازر 14 ألف عائلة تعرضت للمجازر، و2,483 عائلة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني بعدد 7,120 شهيدًا، و5,620 عائلة أُبيدت ومُتبقي منها ناجي وحيد بعدد 10,151 شهيدًا.

وتابع “هذا النمط من الاستهداف يعكس نية واضحة للإبادة الجماعية، ويتناقض تمامًا مع قواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع، التي تحظر الهجمات ضد المدنيين والعائلات المحمية”.

وحول استهداف المستشفيات، أكد الثوابتة أن الاستهداف المنهجي للمستشفيات ومراكز الإيواء وقتل الأطفال ليس عشوائيًا، بل هو جزء من استراتيجية ممنهجة لفرض أقصى درجات الألم والدمار، لأهداف مركبة.

وتتمثل هذه الأهداف، وفقًا للثوابتة، في تفريغ الأرض من سكانها عبر القتل الجماعي للأطفال والعائلات لإجبار المدنيين على النزوح القسري، وتدمير شبكات الصمود المجتمعي، بما فيها النظام الصحي ومراكز إيواء النازحين والمدارس والمساجد والكنائس، وشلّ العمل الإنساني والطبي بهدف ترك الجرحى دون علاج، ما يزيد من أعداد الشهداء، ويُعمّق الكارثة، وتحقيق أهداف سياسية باستخدام المعاناة كسلاح تفاوضي، بما يتنافى مع القانون الدولي.

وأشار إلى أنه وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن استهداف المراكز الطبية والإنسانية المحمية يمثل جريمة حرب صريحة.

وأكد أن وتيرة جرائم الاحتلال شهدت منذ 18 مارس الماضي، تصعيدًا دمويًا مكثفًا لعدة أهداف استراتيجية، منها: فرض معادلة “الاستسلام أو الإبادة” قبيل حلول فصل الصيف، باستخدام التجويع والقصف الوحشي كأداتي ضغط، وضرب ما تبقى من البنية المجتمعية في مدينة رفح، التي أصبحت ملاذًا أخيرًا لمئات الآلاف من النازحين، وشهدت مذبحة كبرى.

وأيضًا، إحداث صدمة شاملة بهدف تعطيل أي حلول سياسية أو ميدانية، وفرض وقائع جديدة على الأرض، ومحاولة تنفيذ عملية تهجير قسري نهائي من غزة، بما يتناقض تمامًا مع القانون الدولي ويشكل جريمة تهجير جماعي.

وأوضح الثوابتة أن هذا التصعيد أفضى إلى نتائج كارثية أبرزها، استشهاد أكثر من 5,500 مدنيًا خلال شهرين فقط، وتدمير آلاف الخيام ومراكز الإيواء في مناطق جنوب القطاع، بما في ذلك “المنطقة الآمنة” المزعومة واستهداف فرق الإنقاذ والمستشفيات الميدانية، مما أخرج آخر ما تبقى من منظومة الاستجابة الإنسانية عن الخدمة.

وطالب الثوابتة الجهات الدولية المختصة، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة بالتحرك فورًا لوضع حد لهذه الإبادة ومحاسبة مرتكبيها.

غزة الأكثر جوعا في الأرض

تمر غزة بحالة مأساوية وكارثية لا مثيل لها على أي بقعة من بقاع الأرض، وذلك بسبب الحصار والعدوان الصهيوني، حيث أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الخميس، إن “إسرائيل” تمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، باستثناء القليل منها، حيث لا يدخل أي طعام جاهز للأكل تقريبا إلى ما وصفه المتحدث باسم المكتب بأنه “أكثر بقاع الأرض جوعا”.

وأضاف المتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، أن 600 شاحنة مساعدات فقط من أصل 900 مُصرح لها بالوصول إلى حدود “إسرائيل” مع غزة، ومن هناك، جعلت مجموعة من العوائق البيروقراطية والأمنية من شبه المستحيل إدخال المساعدات بأمان إلى القطاع، وفق وكالة “رويترز”.

 

المجاعة تفتك بالأطفال

يعاني قطاع غزة أزمة إنسانية ومجاعة قاسية، وفي هذا السياق قالت حركة حماس بأن الأوضاع الإنسانية في القطاع دخلت مراحلَ حرجة نتيجة توسُّع وتعمُّق المجاعة، والتهديد الخطير الذي تشكّله على حياة أكثر من مليونين وربع المليون مواطن نصفهم من الأطفال، وذلك بالتوازي مع مجازر وحشية مستمرة.

وقالت حماس في بيان لها، الجمعة: إن ما نشهده من آليات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع يُعَدُّ تلاعباً إجرامياً بالاحتياجات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، عبر إدارة التجويع واستخدامه سلاحاً لمحاولة إخضاع إرادة شعبنا وفرض واقع سياسي وعسكري وأمني يخدم الاحتلال.

وحذّرت من استمرار حالة التخاذل الدولي تجاه هذه المأساة الإنسانية التي تمعن حكومة مجرم الحرب نتنياهو في تعميقها، ودعت مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وفرض وقف العدوان الفاشي، وكسر الحصار وإدخال المساعدات عبر الآليات الأممية المعتمدة.

كما طالبت الدول العربية والإسلامية بالتحرك والضغط لوقف الإبادة في القطاع، وتسيير القوافل الإنسانية وإغاثة شعبنا، وإسناده في وجه محاولات تهجيره وتصفية قضيته.

ودعت كل الفعاليات الشعبية والأصوات الحرة وأحرار العالم، إلى تكثيف الحراك المتضامن مع شعبنا في قطاع غزة، وتصعيد الضغط بكل الوسائل المتاحة حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء سياسة التجويع.

المساعدات الإنسانية ضرورة

نتيجة للوضع الذي تشهده غزة، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن قطاع غزة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مطالبة بضرورة السماح بتدفق الإمدادات دون عوائق أو انقطاعات.

وأضافت “الأونروا”، في بيان صحفي اليوم الجمعة، “لدينا في مستودعنا بعمان ما يكفي من الإمدادات لإطعام أكثر من 200 ألف شخص في غزة لمدة شهر كامل”.

وأوضحت “الأونروا”، أن الدقيق والطرود الغذائية ومستلزمات النظافة والبطانيات والمستلزمات الطبية، جاهزة للتسليم.

ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق العدو الإسرائيلي معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.

انتصاف توّثق جرائم الإبادة الصهيونية

وفيما العالم يعيش في سلام، سكان قطاع غزة يعيشون، منذ أكثر من 600 يوم، مرارة الحياة، وقسوتها إزاء جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي وأوروبي.

منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، وثقت الجرائم التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في 600 يوم، مبينة أن عدد الشهداء تجاوز 54 ألفًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 123 ألفًا، وأكثر من تسعة آلاف مفقود تحت أنقاض لم ترفع، أو مصير مجهول منهم أكثر من 60 بالمائة من الشهداء هم من الأطفال والمسنين.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة، تجاوز عدد الأطفال الشهداء خلال 600 يوم 18 ألفاً، حيث وصل منهم للمستشفيات أكثر من 16 ألفًا و854 طفلًا، فيما تجاوز من استشهدت من النساء 12 ألف امرأة، وصل منهن للمستشفيات أكثر من ثمانية آلاف و968 ألف امرأة.

وأشار البيان إلى أن عدد الأطفال الذين استشهدوا وكانت اعمارهم أقل من عام بلغ 932 طفلًا، فيما استشهد 356 طفلًا ولدوا خلال 600 يوم وبلغ عدد الأيتام من الأطفال أكثر من 42 ألف والأرامل من النساء أكثر من 14 ألف.

وذكر البيان أن هناك أكثر من 2.4 مليون نسمة في قطاع غزة يتعرضون لجرائم إبادة وتجويع وتطهير عرقي وأكثر من اثنين مليون نازح، بلغ عدد حالات الوفاة بسبب نقص الغذاء 242 حالة معظمهم أطفال وكبار سن، فيما بلغ عدد ضحايا سوء التغذية 58 حالة منهم 53 طفلاً وتوفي 17 شهيدًا بسبب البرد منهم 14 طفلًا.

وأوضحت منظمة انتصاف، أن أكثر من ألفين و136 حالة أصيبت بأمراض معدية مختلفة بسبب النزوح القسري وهناك أكثر من 71 ألفًا و338 حالة أُصيبت بمرض الكبد الوبائي وأكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل وما يقارب 60 ألف امرأة حامل معرضة للخطر و70 ألف طفل معرض للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء.

يشار إلى أنه في ظل صمت دولي مخزٍ، وغياب للقوانين الدولية والإنسانية، وبدعم أمريكي، يواصل العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية في غزة.

نقلاً عن موقع 21 سبتمبر:
قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com