اليمن يتصدر مشهد المواجهة: حصار جوي وبحري على الكيان الصهيوني… وغزة ليست وحدها
اليمن يتصدر مشهد المواجهة: حصار جوي وبحري على الكيان الصهيوني… وغزة ليست وحدها
يمني برس | خاص
في سابقة غير معهودة على مستوى العالم، برز اليمن كقوة إقليمية فاعلة في دعم القضية الفلسطينية، متصدرا مشهد المواجهة المفتوحة مع الكيان الصهيوني، في وقت تواصل فيه آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب مجازرها بحق المدنيين في قطاع غزة، وبينما اكتفت معظم الأنظمة بمواقف الإدانة اللفظية، جاءت الردود اليمنية لتفرض وقائع جديدة على الأرض، عبر عمليات عسكرية مباشرة طالت العمق الاستراتيجي للكيان.
تصعيد نوعي خلال مايو 2025
شهد شهر مايو من العام الجاري 2025م تصعيداً عسكرياً غير مسبوق من قبل القوات المسلحة اليمنية، في إطار موقفها الصريح والداعم لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
في الرابع من مايو، أعلنت صنعاء عن بدء فرض حصار جوي على الكيان الإسرائيلي، عبر استهداف متكرر لمطاراته الرئيسية، وأسفرت الضربات عن شلل واسع في حركة الطيران، ودفعت بملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، في مشهد يعكس حجم الإرباك الذي أحدثته تلك العمليات.
لاحقاً، وفي التاسع عشر من الشهر ذاته، أعلنت القوات المسلحة اليمنية فرض حصار بحري على ميناء حيفا، محذرة شركات الملاحة الدولية من تجاهل القرار، ومؤكدة أن أي سفينة تتعامل مع الميناء ستكون هدفا مشروعا.
يأتي هذا بعد نجاح سابق في إخراج ميناء أم الرشراش (إيلات) عن الخدمة، مما يعكس تطوراً لافتاً في قدرة اليمن على تنفيذ استراتيجية حصار شاملة ومؤثرة.
تأثيرات مباشرة وإرباك داخلي:
أظهرت البيانات الرسمية أن الهجمات اليمنية تسببت في حالة شلل شبه تام في حركة الملاحة الجوية والبحرية للكيان، إضافة إلى موجة من الذعر والارتباك في الجبهة الداخلية، دفعت عدداً من شركات الطيران العالمية لتعليق رحلاتها إلى مطار “بن غوريون” في تل أبيب، وسط تحذيرات متكررة من تصاعد التهديدات الأمنية.
قدرات نوعية وقواعد اشتباك جديدة:
العمليات الأخيرة كشفت عن قدرات متقدمة تمتلكها القوات اليمنية، في مقدمتها الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة بعيدة المدى، والتي نجحت في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية والوصول إلى أهداف دقيقة في العمق.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل تغييرا جذريا في قواعد الاشتباك الإقليمي، وتفتح الباب أمام موازين ردع جديدة، تجعل من الأراضي المحتلة ساحة غير آمنة، حتى بعيدا عن حدود المواجهة المباشرة مع غزة أو لبنان.
موقف يتجاوز الرمزية:
اللافت في هذا التصعيد أنه تجاوز حدود التضامن الرمزي الذي اعتادت عليه الشعوب والحكومات، ليؤكد أن اليمن بات رقماً صعباً في معادلة الصراع العربي الصهيوني.
فبعد سنوات من الحرب والحصار، يعيد اليمن تموضعه كلاعب إقليمي قادر على التأثير والتدخل المباشر، في وقت تتراجع فيه مواقف كثير من الدول أمام ضغوط التطبيع.
الخاتمة:
إن ما يجري اليوم يؤكد أن مشهد المواجهة لم يعد كما كان، فاليمن الذي كان ينظر إليه كبلد يعاني ظروفاً إنسانية قاسية، يظهر اليوم كقوة عسكرية وسياسية تصوغ واقعاً جديداً، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن غزة ليست وحدها، وأن القدس لا تحرر بالكلام… بل بالأفعال.