الرسائل اليمنية الحاسمة: السماح المشروط لحاملة الطائرات البريطانية وإنذار مفتوح للعدو الصهيوني وشركاته
يمني برس | تقرير خاص
في ظل التصعيد الإقليمي المتواصل جراء استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تتنامى مواقف الجمهورية اليمنية، ممثلة بالقيادة السياسية والعسكرية العليا، لتؤكد مجددًا انخراطها الفاعل في معادلة الردع الإقليمية.
جاءت التصريحات الأخيرة الرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، ووزارة الدفاع اليمنية، لتؤكد رسالة استراتيجية ردع متصاعدة ضد الكيان الصهيوني وداعميه.
السماح المشروط والموقف السيادي
جاء تصريح عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بعد يوم من تصريح الرئيس المشاط بتحديد مسارات العدو الصهيوني الجوية والبحرية كمناطق خطرة، أن حاملة الطائرات البريطانية (HMS) تم التواصل بشأنها مع الجمهورية اليمنية، وتم إبلاغ صنعاء بأنها ستمر لأغراض “مناورة غير قتالية” في البحر الأحمر.
وقد جاء الرد اليمني بالسماح بالمرور، بشرط واضح وصريح: ألا تكون المهمة قتالية أو تحمل نية عدوانية تمس القوات المسلحة اليمنية أو تعيق عملياتها الداعمة لغزة.
هذا التصريح يُظهر ما يلي:
امتلاك صنعاء قرار السيادة والتحكم بممرات البحر الأحمر.
التمييز بين المهام العسكرية العدوانية وغير العدوانية، مما يعكس عقلانية استراتيجية، وليست ردوداً انفعالية.
تحذير مبطن لكل من يحاول توظيف وجوده العسكري لمصلحة الكيان الصهيوني.
إعلان عن نقلة استراتيجية في المواجهة
جاء خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط أمس ليعزز منطق الردع ويحدد خطوطًا حمراء أكثر صرامة، حيث أعلن:
تحديد مسارات العدو الصهيوني الجوية والبحرية كمناطق خطرة، بما يعني عمليًا فرض حظر غير معلن على هذه المسارات لأي حركة تجارية أو مدنية، وهو بمثابة إعلان اشتباك دائم ضد تحركات الكيان.
التأكيد على قدرة الدفاعات الجوية اليمنية على التعامل مع الطائرات الصهيونية بدون التأثير على الملاحة الإقليمية.
الحديث عن “أخبار سارة” قادمة، بما يشير إلى نجاحات ميدانية في مجال التصنيع العسكري والتي قد تحيد الطيران الحربي المعادي .
تصريحات المشاط تكشف عن دخول المعركة ضد الكيان مرحلة جديدة، تُستخدم فيها القدرات الجوية اليمنية بشكل مباشر لردع أو إسقاط الطائرات الصهيونية، الأمر الذي يعكس تطوراً نوعياً في قواعد الاشتباك.
تهديد مباشر للشركات والمستثمرين الصهاينة
تصريح وزارة الدفاع اليمنية وجّه رسالة غير مسبوقة للشركات الأجنبية العاملة داخل الكيان الصهيوني، مفادها:
البيئة داخل الكيان الصهيوني لم تعد آمنة، وعلى المستثمرين المغادرة طواعية قبل أن تصبح الضربات غير قابلة للاحتواء.
الصواريخ اليمنية صممت لتفادي الاعتراضات، عبر رؤوس حربية متفرقة تُصيب أهدافاً متعددة حتى بعد اعتراضها.
تأكيد الاستمرار في استهداف الكيان بلا توقف حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار.
ما تكشفه هذه الرسالة هو أن الحرب الاقتصادية باتت جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية اليمنية، حيث لم تعد الضربات تقتصر على أهداف معينة، بل تستهدف الأعصاب الاقتصادية والاستثمارية داخل الكيان.
خلاصة:
تؤكد هذه التصريحات أن اليمن، وبقيادتها السياسية والعسكرية، تتعامل مع التطورات الإقليمية بواقعية مدروسة وردع محكم. إنها لا تبحث عن التصعيد لأجل التصعيد، بل تمارس سياسة مسؤولة في البحر والجو، ولكنها في الوقت ذاته لا تتردد في الرد بقوة على كل تهديد صهيوني أو داعم له.
ما تفعله صنعاء اليوم ليس مجرد إعلان مواقف، بل هو رسم جديد لقواعد الصراع الإقليمي، حيث تحضر اليمن كرقم لا يمكن تجاوزه في أي معادلة تخص أمن البحر الأحمر أو معركة تحرير فلسطين.