رفضوا يد علي، فرُفِعَت يد الفيتو
رفضوا يد علي، فرُفِعَت يد الفيتو
يمني برس – بقلم – إخلاص عبود
ليست الأيادي نفس الأيادي، وشتان مابين يد نرفعها ليقوم الناس بالقسط والعدل، ويدُ الإجرام والقتل التي لولا إنزالنا ليد( علي ) ما ارتفعت يد الظلم والجور.
ذُبحت غزة، ونُحرت من الوريد إلى الوريد، في جريمة العصر ، ومذبحة العالم، نرى مالا تتحمله الجبال الرواسي، ومالا تقدر له الضمائر الحية، ولا تقبله الإنسانية، في غزة يُهلك الحرث والنسل، وينشر الفساد في الأرض، إبادات لآلاف الأسر، ليتم محوها من السجل المدني، يستكثرون على الشعب الفلسطيني أن يبقوا منه حتى حامل الاسم، فلا تأتيهم فرصة القتل إلا ويقتلون الصغار قبل الكبار، والنساء قبل الرجال، يتعمدون أن لا يبقى البطل الصغير ولا من يربيه.
ذلت أمة تمتلك من الإمكانيات مايجعل الغرب يأتيها صاغر، ولديها من المقومات مايجعل العالم ينحني لها إكبارا وإجلالا، لو لم تمتلك إلا (القرآن الكريم وقرنائه) لكفاهم ذلك، ولكن الله سبحانه وتعالى زادهم على ذلك بأرض تحتضن أغلى كنوز الدنيا، فما الذي حصل حتى جعل هذه الأمة هي تحت مستوى الذل المعروف!، بل إنها في ذل لا تقبله حتى الحيوانات، فكيف بأن يقبله إنسان قال فيه الله تعالى(ولقد كرمنا بني آدم)، كيف يعقل أن يرفض العرب هذا التكريم الإلهي!؟ مالذي حط نفسياتهم؟!!
أكملت لكم دينكم، هكذا الله قال سبحانه وتعالى، اكتمل لتبقى قوته، وعزته، وكرامته،ومنعته، ووحدته، لماذا أكمل الله هذا الدين؟ ليبقى وليظهره الله وينصره على كل مدعي الأديان من اليهود والنصارى وغيرهم، فبماذا اكتمل؟ بإعلان ولاية أمير المؤمنين (علي )عليه السلام ، فحين قال صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ورفع يد الإمامي علي، وأشار إلى الإمام علي، ورأو ليس يد الإمام علي فقط، بل ووجهه، وجسمه، وشكله بكله، لم يكن بجانب رسول الله غير الإمام علي، ولا بيده غير يد الإمام علي، ولم يقل إلا : فهذا علي، ولا يوجد (عليٌ)غيره، لذلك لا مجال، ولا حق لمن تركوا يد الإمام علي ثم قالوا بل يد( أبو بكر)وولايته، وتوليه رقاب المسلمين، عندما رفضوا( هذا علي) تولى معاوية، وتولى يزيد، وذبَح يزيد، وقتل وشرب الخمور، ورقص على أشلاء هذا الدين الذي مزقوه في السقيفة.
بغت اليوم الأنظمة العربية، وقتلت وتفرجت على أكبر مذبحة دامية، ووحشية، وظالمة قد شهدها الكون، لأنهم لا زالوا إلى اليوم يرفضون علي، ويقولون ليس علي ولماذا علي!، ولماذا تذكرون علي! يتبغضون حتى لذكر الإمام علي، ولا إشكالية عندهم في أن يُذكر غير علي لساعات متواصلة، وأيام متتالية، وسنين متوالية، لأنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، فرأيناهم اليوم منافقين مع مرتبة( المردة)، مردوا على النفاق، وزادوا على الشياطين في ذلك، ولأن الدين لا يكتمل إلا بولاية علي، فقد قدموا أنفسهم مسلمين ضعفاء، أذلاء، حقراء، خونة، ….، فتجرأت الغرب لترفع صنم المسمى(الحرية) وبشكل ملحوظ ترفع يدها لاتمسك بعلي، ولكن تمسك بأمريكا وتقول : ياعرب سترفعون أنتم يد أمريكا رغما عنكم، وبسم الحرية لتقولوا للناس، فهذه أمريكا مولانا، وهذه أمريكا حاكمنا، فرفعت يدها عليكم، ثم رأيناها ترتفع في كل محفل، ومجلس، ومؤتمر، لتقول لا، لا لتوقف الظلم، لا لتوقف المجازر، ولا لمحاسبة المجرمين؛ لأن من رفض يد علي ، سيتحمل يد أمريكا ، تُرفع عليه، ثم يُضرب بها، ثم يقبلها وبسم (الحرية)، وبسم (الفيتو) وبأي اسم سيأتي في الأيام القادمة، يقبلون أن ترفع أمريكا يدها لوحدها، ويقبلون أن تعترض على إيقاف جرائم الإبادة، لأنها هكذا أقنعتهم، فهذه أمريكا مولاه، وإذا رفعت يدها بفيتو فهي مولاهم، ينصرون من نصرها ويخذلون من واجهها، هكذا تتحول الحقائق، من لا يقبل الحق، سيستميت في نصرة الباطل.