المنبر الاعلامي الحر

سفينة الأمل

يمني برس || مقالات رأي:

في بحر الظلم المتلاطم، حيث تتكسر أمواج الصمت على شواطئ الخذلان، انطلقت سفينة لم تكن مجرد قطعة من خشب وفولاذ، بل كانت ضمير العالم العائم، وصرخة الحق التي أبت أن تخفت.

الجميع كان على دراية بأنها ستستولى عليها، وبأن من بداخلها سيعتقل، وحتى طاقم أفراد السفينة كانوا على دراية بذلك لم يكن هذا السعي مغامرة طائشة، بل كان فعلا واعيا، تضحية متعمدة، لإيصال رسالة أوجع من كل قيد، وأقسى من كل سجن.

لقد أراد تحالف أسطول الحرية أن يبعث صرخة مدوية للشعوب العربية، مفادها: “قضية فلسطين تعنيكم أكثر مما تعنينا!” يا لل مفارقة المرة! أناس من أقاصي الأرض، من ثقافات مختلفة، من ديانات شتى، يبحرون بصدور عارية نحو الموت، لأجل قضية ليست قضيتهم بالدم والنسب، بينما الأمة العربية والإسلامية، التي فلسطين قلبها النابض، ومسرى نبيها، وقبلة المسلمين الأولى، تقف صامتة، مكتفية بالمراقبة، أو غارقة في سباتها العميق.

أي رسالة أوجع من هذه؟ أي عار أثقل من أن يقدم الغريب روحه فداء لأرض هي جزء من هويتك، بينما أنت تفضل الصمت والجمود؟ لقد كشفت هذه السفينة، برحيلها المقدام، زيف الشعارات، وعرت واقع الخذلان.

لقد أثبتت أن الإنسانية لا تعرف حدودا، وأن الضمير الحي لا يقيدها جغرافيا أو مصالح فيا شعوب العرب والإسلام، يا من ترددون شعارات العروبة والإسلام، هل باتت دماء غزة أرخص من صمتكم؟ هل أصبحت كرامة الأقصى أهون من مصالحكم؟

إن هذه الرسالة ليست مجرد توبيخ، بل هي دعوة لصحوة شاملة، لإعادة اكتشاف الذات، لإعادة بوصلة الأمة نحو قبلتها الحقيقية لا تتركوا دماء غزة تذهب هدرا بصمتكم لا تدعوا تضحيات أسطول الحرية تذهب سدى.

اكسروا حاجز الصمت، ارفعوا الصوت، افضحوا الجرائم، انصروا الحق ففلسطين ليست مجرد أرض، بل هي ميزان الضمائر، وهي الاختبار الحقيقي لإيمانكم وإنسانيتكم.

لتكن هذه الرسالة شرارة لثورة كرامة لا تبقي ولا تذر، حتى يشرق فجر الحرية على كل شبر من أرض فلسطين.

 

بقلم/غيداء شمسان غوبر*

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com