بصواريخها القديمة.. كيف استنزفت إيران القبة الحديدية وأربكت دفاعات الكيان؟
يمني برس | ماجد محمد
في تحولٍ لافت بموازين الحرب غير التقليدية، نجحت إيران عبر هجومٍ صاروخي مُكثّف باستخدام صواريخ قديمة منخفضة الكلفة في استنزاف منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية، مُسببةً إرباكًا غير مسبوق في الأداء الدفاعي لكيان الاحتلال.
ووفقًا لتقارير وتحليلات عسكرية، فإن الهجوم الإيراني لم يعتمد على التقنية المتقدمة بقدر ما اعتمد على كثافة النيران وتعدد الاتجاهات، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في قدرة الكيان الصهيوني على اعتراض الصواريخ، وتكبّده تكاليف باهظة وسط تراجع فعالية منظوماتها الدفاعية.
إسرائيل تُجهد دفاعاتها الصاروخية
تصاعدت وتيرة إطلاق الصواريخ من إيران، مما دفع الكيان لاستخدام العديد من منظوماتها الدفاعية من القبة الحديدية ومقلاع داود إلى السهم وباتريوت وثاد بوتيرة غير مسبوقة .
المصادر تشير إلى أن كيان الاحتلال قد يستنفد مخزون الصواريخ الاعتراضية خلال 10–12 يومًا إذا استمرت الهجمات بنفس الزخم .
انخفاض معدل الاعتراض من 90% إلى 65%
ذكرت قناة NBC وصحيفة The New York Times بأن المعلومات تظهر تدنيًا ملحوظًا في نسبة الاعتراض خلال الـ24 ساعة الأخيرة، من نحو 90% إلى فقط 65%، بسبب نقص الصواريخ وتعقيد الصواريخ الإيرانية مثل المفرِّقات، والمناورة والتشويش الإلكتروني.
تكلفة باهظة للاعتراض
كل اعتراض بواسطة المنظومات المختلفة يتراوح بين مئات الآلاف إلى مليارات الدولارات يوميًا؛ فمثلاً القبة الحديدية وحدها يمكن أن تكلف ما بين عشرات إلى مئات الملايين يومياً، بينما ( مقلاع داوود والسهم) يمكن أن تكلف حتى 4 ملايين دولار لكل اعتراض.
تكتيكات إيران المتطورة
تضمنت استخدام صواريخ أقل تكلفة، حمولات متعددة (الذخائر الصغيرة)، صواريخ هايبر-sonic، أدوات تشويش إلكتروني لتضليل الرادارات، بل وحتى إرسال طائرات بدون طيار ومواد تشويش بالقرب من الصواريخ الاعتراضية لتعويمها والتخريب .
قلة الصيانة والتراجع المستمر
رغم إعادة سياسة إيران في القصف بالصواريخ من المكثفة إلى المعدودة محققة أهدافها، لا تزال منظومات الكيان تواجه ضغوطًا، ما يدفع الأخير نحو زيادة عملياته الهجومية داخل إيران بهدف تدمير البنى التحتية للإطلاق بدلًا من الاستمرار في الدفاع .
وفق الخبير العسكري محمد الصمادي لتلفزيون العربي؛ إذ أكد أن الصواريخ الإيرانية القديمة ” رغم بساطتها ” أثبتت فعاليتها عند الإطلاق بكثافة وتنوع التكتيكات مشيرا إلى أن عملية الإسناد جاءت من خلال إطلاق كم هائل من الصواريخ لتقليص فاعلية الدفاع الإعتراضي والتشويش الإلكتروني على رُقات القبة لتتسبب في اصطياد طوائرها واعتراض بعضها لبعض، بالإضافة إلى استخدام أقسام متعددة في التحليق لتتبع النظام الدفاعي وتكلفه موارد إضافية.
هذا التقييم يتماشى مع تحليلات تقرير صحيفة أوراسيان تايمز الذي ذكر أن “التشويش الإلكتروني ” بالإضافة إلى الطُرق التقليدية أسهمت في خفض معدل الاعتراض .
ويرى محللون بأن إطلاق عدد كبير من الصواريخ الأرخص ثمناً لاستنزاف الدفاعات الإسرائيلية المكلفة أربكت دفاعات الرادار عبر التشويش الإلكتروني واستخدام طائرات بلا طيار كطُعم ومن ثم اختراق النظام الدفاعي باستخدام صواريخ هايبرسونك ومملوءة بالشظايا، ما يجعل اعتراضها أصعب وأقل فعالية.
لهذه الأسباب، كانت الضربات الإيرانية فعالة في اختبار حدود القبة الحديدية، وبذلك سيكون الكيان مضطر لتكاليف باهظة لتعزيز الدفاعات أو التحول للهجوم لتدمير البنى التحتية للإطلاق الإيرانية، مما قد يوسع نطاق الصراع .