إيران تفاوض بالنار لا تحت النار: 12 يوماً قلبت موازين المنطقة وهزّت إسرائيل وأمريكا
خلال 12 يوماً فقط، استطاعت الجمهورية الإسلامية في إيران أن تسطر صفحة جديدة من معادلات الردع والسيادة في المنطقة، وتخرج من واحدة من أخطر مراحل المواجهة مع أمريكا والكيان الصهيوني ليس فقط أكثر تماسكا، بل وأكثر قدرة وجرأة على فرض إرادتها وشروطها.
يمني برس | ماجد محمد
هزائم صهيونية غير مسبوقة
تلقى الكيان الصهيوني سلسلة من الضربات السياسية والعسكرية والأمنية لم يسبق له مثيل في تاريخه، حتى في حروبه الكبرى فرغم التهديدات المتكررة والضربات المحدودة التي وجهها ضد إيران، إلا أن نتائجها الميدانية والسياسية كانت صفراً، مقابل صواريخ دقيقة استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة، فشلت منظومة “القبة الحديدية” وغيرها في التصدي لها.
فشل العدوان على البرنامج النووي
أحد الأهداف المعلنة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي كان “ضرب البرنامج النووي الإيراني”، لكن النتائج جاءت معاكسة تماماً، فقد أخفقت الغارات، سواء عبر الطيران المسيّر أو الصواريخ، في تدمير أو حتى تعطيل البنية التحتية النووية، بينما استطاعت إيران أن تحافظ على منشآتها وتواصل عملياتها دون توقف، في رسالة مفادها: أن السيادة الوطنية خط أحمر.
القوة الصاروخية الإيرانية باقية وتتمدد
رغم التقديرات الغربية بأن الحرب ستضعف القدرة الصاروخية الإيرانية، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك تماماً، بل إن القوات الجو-فضائية للحرس الثوري استغلت العدوان لتجربة أنواع جديدة من الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى ومرتفعة الدقة، لتؤكد أنها لا تُحيد بالقوة، بل تزداد تطوراً مع كل تحدٍ.
الانتصار في معركة الأمن الداخلي
سعت واشنطن وتل أبيب إلى تكرار سيناريو الفوضى في الداخل الإيراني، عبر تحريك الخلايا النائمة وشبكات التجسس. لكن إيران نجحت في إحباط هذه المؤامرات وأعلنت تفكيك مئات الشبكات التجسسية خلال الأيام القليلة الماضية تجاوزت الـ25 ألف فرد، ما يعكس يقظة أجهزتها الأمنية وتماسك جبهتها الداخلية.
انقلاب في معادلة الضعف والقوة
خرجت إسرائيل من هذه الجولة في أضعف حالاتها، مهزوزة داخلياً بسياساتها وأزماتها السياسية، ومهزومة خارجياً بتعاظم الردود وردود الفعل التي كشفت ضعفها أمام خصومها، في المقابل، خرجت إيران أقوى مما كانت عليه، وقد كسبت مزيداً من التضامن الإقليمي والدولي حتى من خصومها، وكرست موقعها كلاعب لا يمكن تجاهله في المنطقة.
إيران تفاوض بالنار.. لا تحت النار
لم تكن هذه الجولة مجرد رد على اعتداء، بل كانت درساً في معادلات القوة. إذ أثبتت إيران أنها تفاوض من موقع القوة وبأدوات النار، وليس تحت التهديد والضغوط. لقد خاضت تجربة كبرى، خرجت منها أكثر وعياً وقوة، فيما تكشفت لجماهير الأمة والعالم حقائق العدو، وسقطت هالة التفوق الإسرائيلي التي طالما روج لها الإعلام الغربي.
الخلاصة
لم تكن هذه الجولة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت مفاوضات قاسية بالنار، خاضتها إيران من موقع الندية لا الخضوع، واستطاعت من خلالها أن ترسم خطوطاً حمراء جديدة، وتفرض معادلة: “إيران تفاوض بالنار لا تحت النار” – وهي معادلة ستبقى حاضرة في كل حسابات العدو من الآن فصاعداً.