مفاعل ديمونا الصهيوني .. حلال عليّ حرام على إيران
في ظل صمت دولي مطبق وسياسة “الغموض النووي” التي يتبعها كيان الاحتلال، كُشفت سابقاً صورٌ حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية عن أعمال حفر وتجديد واسعة النطاق في منشأة ديمونا النووية جنوب فلسطين المحتلة، ما يعيد إلى الواجهة ملف الترسانة النووية الإسرائيلية المثيرة للجدل.
وتتزامن هذه التطورات مع غياب أي رقابة دولية على البرنامج النووي الإسرائيلي، ورفض حكومة الاحتلال تقديم تفسيرات حول المشروع الضخم الجاري، الأمر الذي يثير مخاوف إقليمية ودولية متزايدة.
يمني برس | ماجد محمد
جديد ديمونا: حفرة بحجم ملعب تكشف مشروعاً خفيًا
رصدت صور التقطتها الأقمار الصناعية – بحسب وكالة “أسوشيتد برس” في العام 2019- حفرة عملاقة بمساحة كرة قدم وبعمق عدة طوابق بالقرب من مفاعل ديمونا، وهو ما يُعتقد أنه أكبر مشروع تحديث منذ عقود في هذه المنشأة السرية.
ورغم التساؤلات التي وجهتها الوكالة إلى حكومة الاحتلال حول أسباب التجديد، امتنعت الأخيرة عن تقديم أي توضيحات، ما يُبقي الباب مفتوحًا أمام التكهنات حول أهداف المشروع، خاصة في ظل سياسة كيان الاحتلال النووية الغامضة.
سياسة “الغموض النووي”: غطاء للتسلّح في الظلام
يتبع كيان الاحتلال سياسة “الغموض النووي”، فلا يعلن امتلاكه للسلاح النووي ولا ينفيه، وهو واحد من أربع دول فقط لم تنضم إلى معاهدة عدم الانتشار النووي. وتشير تقارير دولية إلى أن “إسرائيل” تمتلك ما بين 80 إلى 400 رأس نووي، دون أن تخضع لأي تفتيش أو رقابة.
ويرى محللون أن دولة الاحتلال طورت قدراتها النووية في سرية تامة، مستغلة التواطؤ الغربي والدعم الأمريكي المباشر، متجاوزة بذلك كل المعايير الدولية.
حلالٌ علينا.. حرامٌ على إيران!
كشف تحقيق استقصائي أجرته الجزيرة الوثائقية كيف تمكّنت إسرائيل، بدعم فرنسي وتواطؤ أمريكي، من بناء مفاعل ديمونا سرّاً في خمسينيات القرن الماضي.
الوثائق أظهرت أن إسرائيل استغلت المساعدات الفرنسية لتشييد المفاعل، في وقت كانت تزعم فيه أن الغرض من المشروع هو “أبحاث زراعية وصناعية”، بينما كان الهدف الحقيقي هو إنتاج السلاح النووي.
في عام 1960، اكتشف العالم الأمريكي الشهير “إرنست ديفيد بيرغمان” أثناء زيارته لتل أبيب أن المشروع أكبر مما هو معلن، ما دفع واشنطن إلى الضغط على “إسرائيل”، لكن الأخيرة واجهت الأمر بالمراوغة والإنكار، زاعمة أن البناء يهدف لأغراض “سلمية”.
المنشآت السرية تحت الأرض: مصنع الرؤوس النووية
تكشف الوثائق أن كيان الاحتلال أنشأ منشأة سرية بعمق 6 طوابق تحت مفاعل ديمونا، يُعتقد أنها تُستخدم لتحويل البلوتونيوم وإنتاج الرؤوس النووية، وقد تزامن ذلك مع رفض تل أبيب السماح لأي جهة دولية بتفتيش المنشأة، رغم محاولات أمريكية متكررة.
الموقع الجغرافي: تهديد يمتد إلى مصر والأردن
يقع مفاعل ديمونا في منطقة النقب المحتلة، على بُعد مسافة قريبة من الحدود الأردنية والمصرية، ويرى خبراء أن أي حادث تسرب أو استهداف عسكري للمفاعل قد يؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية في المنطقة بأسرها، تفوق تداعياتها كارثة تشيرنوبل.
ازدواجية المعايير الدولية: إسرائيل خارج الرقابة.. وإيران تحت العقوبات
في الوقت الذي تُفرض فيه على إيران عقوبات صارمة لمجرد تطوير برنامج نووي سلمي تحت إشراف دولي، تواصل “إسرائيل” تطوير برنامجها التسليحي خارج أي رقابة أو مساءلة، بدعم واضح من الولايات المتحدة والغرب.
خاتمة
بينما يغضّ العالم الطرف عن الترسانة النووية للكيان، أظهرت صور الأقمار الصناعية أن مشروع ديمونا لا يزال ينبض في الخفاء، ليس فقط كموقع نووي، بل كقنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المنطقة.
ويبقى السؤال الأهم:
إلى متى سيبقى الكيان فوق القانون الدولي، ويهدد العالم من تحت الأرض؟