ثورة الإمام الحسين.. نهج متجدد في وجدان اليمنيين ( من كربلاء إلى مران)
في كل عام، تستحضر الشعوب الإسلامية ذكرى ثورة الإمام الحسين بن علي عليه السلام، بوصفها ملحمة خالدة في وجه الظلم والانحراف، ومصدر إلهام متجدد لكل الأحرار في العالم وفي اليمن، ليست هذه الذكرى مجرد مناسبة عابرة، بل محطة تأمل واستنهاض، يعبّر من خلالها اليمنيون عن انتمائهم الأصيل لخط الحسين عليه السلام في مقارعة الطغيان، والاقتداء به في التضحية ورفع راية الحق مهما كانت التضحيات، وكانت ثورة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي من جبال مران امتدادا لثورة الشهيد السبط الحسين بن علي في كربلاء.
يمني برس | ماجد محمد
الإمام الحسين.. الرمز الأول في مواجهة الظلم
لم تكن ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء مجرد معركة محدودة في زمانها ومكانها، بل كانت إعلانًا صريحًا عن بطلان شرعية الطغاة، وتجسيدًا عمليًا لقيم العدل والكرامة والحرية. حين خرج الإمام الحسين قال كلمته الشهيرة: “إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله”، مؤكدًا أن ثورته كانت من أجل إحياء الدين وتصحيح مسار الأمة.
أئمة أهل البيت.. شهداء طريق الحق
لم يكن الإمام الحسين وحده في هذا الطريق، فقد قدم أئمة أهل البيت أرواحهم في سبيل نصرة دين الله، وواجهوا البطش الأموي والعباسي بصبر وثبات. لقد اختطوا بدمائهم الطاهرة نهجًا ثابتًا لا يتبدل، عنوانه مقاومة الطغيان والبراءة من أعداء الله.
من كربلاء إلى مران.. الحسين حي في وجدان اليمنيين
عبر التاريخ، ظل الشعب اليمني وفياً لنهج أهل البيت، مقتدياً بالحسين عليه السلام في صموده وثباته، فخاض معاركه الكبرى ضد الغزاة والمستكبرين وقدم التضحيات الجسيمة دفاعاً عن السيادة والكرامة.
وقد تجلّى هذا الولاء بأوضح صوره في شخصية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي حمل راية البراءة من أمريكا وإسرائيل في مرحلة ساد فيها الصمت والخضوع، وأطلق صرخته المدوية في وجه الطغاة، رافضًا الهيمنة والاستكبار، فتكالبت عليه قوى النظام العميل والجماعات التكفيرية، تمامًا كما تكالبت على الإمام الحسين في كربلاء.
كان السيد حسين بدر الدين الحوثي امتدادًا حقيقيًا لثورة الحسين عليه السلام، إذ رفع شعار الحق في زمن التزييف، وتحمّل الظلم والخذلان في سبيل إعلاء كلمة الله، واجه هو وثلة من أصحابه في جبال مران أعتى أسلحة النظام البائد بتكفيرييه، ولم يتراجع عن قضية الأمة، حتى ارتقى شهيدًا مظلومًا، وبقيت كلماته ومنهجيته نبراسًا لأجيال من المجاهدين والثائرين.
واليوم، يستمر هذا الخط في الصعود والثبات، متمثلًا في المشروع القرآني، والذي يستمد جذوره من كربلاء، ويتجذر في أعماق الشعب اليمني المؤمن الصابر.
غزة اليوم.. ميدان الحسين المعاصر
في مشهد يذكّر بكربلاء، يقف أتباع الحسين في اليمن إلى جانب إخوتهم في فلسطين، ينصرون غزة بالكلمة والموقف والسلاح، ويرفعون راية الدين في وجه تحالف الصهيونية والغرب، مؤكدين أن خط الحسين لم يمت، وأن أنصاره اليوم هم من يدفعون الثمن في سبيل نصرة المظلومين ومواجهة الطغيان.
ختامًا
إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ليست ذكرى دينية فحسب، بل هي مدرسة متكاملة في مواجهة الظلم والاستكبار. واليمنيون، وعلى رأسهم أنصار الله، يجسدون هذه الثورة في مواقفهم ومواقف قيادتهم، فهم أحفاد الحسين في عصر تتجدد فيه كربلاء، ويثبت فيه أتباع الحق أنهم باقون على العهد، رافعون لراية “هيهات منا الذلة”.