فعاليات حاشدة بذكرى عاشوراء في صنعاء والبيضاء والحديدة وصعدة وتعز والضالع وحجة والمحويت “صور”
يمني برس | شهدت مختلف المحافظات اليمنية، اليوم، فعاليات جماهيرية وخطابية حاشدة في ذكرى عاشوراء، استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، التي تحولت إلى صرخة مدوية في وجه الاستكبار العالمي، ورسالة وفاء لغزة وشعبها المقاوم. وتنوعت الفعاليات بين وقفات نسائية، ومسيرات جماهيرية، وخطابات دينية وثقافية، ربطت بين مظلومية كربلاء ومأساة غزة، مجددة العهد على المضي في نهج الإمام الحسين وثورته الخالدة.
ففي محافظة صعدة، خرجت 18 مسيرة حاشدة شملت مركز المحافظة والمديريات، بمشاركة واسعة من العلماء وقيادات المحافظة وشخصيات اجتماعية. وأكد المشاركون أن الشعب اليمني يُحيي هذه الذكرى من ميدان المواجهة، ويقدم الشهداء على درب الحسين في مواجهة الطغاة. وأشار قائد قوات التعبئة علي الظاهري إلى أن الشعب اليمني يجسد الولاء الصادق لعترة النبي، ويقف اليوم موقف الحسين في مواجهة الظلم، مجدداً التأكيد على دعم القضية الفلسطينية وعداء الصهاينة.
وفي محافظة الحديدة، احتشدت الجماهير في 23 ساحة شملت المدينة والمديريات كالمراوعة، باجل، بيت الفقيه، المنصورية، وزبيد وغيرها. ورفعت الشعارات الحسينية والعلم الفلسطيني، في مشهد عبّر عن الوعي الثوري المتجذر في وجدان اليمنيين. وأشادت الكلمات والبيانات خلال المسيرات بموقف السيد عبدالملك الحوثي، وأكدت أن اليمن يواصل المعركة دفاعاً عن غزة، مجددين البيعة لنهج الحسي
كما أقيمت فعالية خطابية بذكرى الهجرة النبوية واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام نظمتها جامعة العلوم والتكنولوجيا بالمحافظة .
في محافظة البيضاء، نظّم أبناء مديرية السوادية فعالية خطابية أكد خلالها وكيل المحافظة علي شيخ أن ذكرى عاشوراء محطة للتزوّد بقيم الصبر والثبات ومواجهة الطغاة، مشيراً إلى أن مظلومية الإمام الحسين لا تزال حاضرة اليوم في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية على أيدي الصهاينة، بدعم أمريكي. كما أقيمت فعالية مماثلة في مركز المحافظة بحضور وكيلي المحافظة محمد الحميقاني وعبدربه العامري، حيث شدد وكيل شؤون الوحدات عبدالله الجمالي على أن ثورة الإمام الحسين أصبحت قبلة لأحرار العالم، ودليلاً لكل من يواجه الظلم، فيما اعتبر عضو رابطة علماء اليمن محمد السقاف أن عاشوراء تمثل محطة إيمانية تعزز الصمود والثبات في وجه طغاة العصر أمريكا وإسرائيل.
في محافظة تعز، شهدت مدن ومناطق واسعة فعاليات ضخمة، توزعت على مديريات التعزية، صالة، خدير، صبر الموادم، سامع، الصلو، المسراخ، شرعب السلام، شرعب الرونة، ماوية، حيفان، جبل حبشي، الساحل الغربي، ومقبنة. وفي هذه الساحات، أكدت الكلمات أن ثورة الإمام الحسين امتداد أصيل للإسلام، وموقفه لم يكن مجرد رفض لحاكم ظالم، بل إعلان قاطع ضد الانحراف الذي كاد أن يطيح بجوهر الدين. وربط المتحدثون بين تضحيات كربلاء وتضحيات شعب غزة، مؤكدين أن الإمام الحسين خرج دفاعاً عن المظلومين، وغزة اليوم تكتب ذات الملحمة بدماء الشهداء، وصبر العوائل، وتحدي الأطفال تحت القصف.
وفي الضالع، وتحديداً في مديريتي دمت والحشاء، شدد وكيل المحافظة حسين المدحجي على أن عاشوراء ليست مناسبة عابرة، بل رمز للثورة والوعي، حيث جسد الإمام الحسين أول مواجهة شاملة بين الحق والباطل. وأكدت الكلمات على ضرورة استلهام هذه الدروس في مواجهة العدوان الأمريكي – الصهيوني وأدواته، مشيرة إلى أن الشعب اليمني لا يزال صامداً على درب الثورة، ملتزماً بنهج الحسين، في الوقت الذي باعت فيه بعض الأنظمة كرامتها للبيت الأبيض وتل أبيب.
الهيئة النسائية في محافظة حجة كان لها حضور قوي في هذه المناسبة، حيث شهدت 19 ساحة فعاليات نسائية لافتة، رددت فيها النساء شعارات البراءة من أمريكا وإسرائيل، مؤكدات السير على خطى الإمام الحسين علية السلام ، وتجديد العهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأييد العمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في نصرة الشعب الفلسطيني. وجاء في البيان الختامي للوقفات أن حفيدات الأنصار لن يقبلن الذلّ، وسيواصلن التضحية دفاعاً عن المظلومين، مؤكدات أن خيارهن هو خيار الجهاد والعزة، والبراءة من الصهاينة وأعوانهم.
وفي مديرية شبام كوكبان بمحافظة المحويت، نظّمت الهيئة النسائية فعالية خطابية أكدت فيها أن استحضار ذكرى عاشوراء هو جزء من الهوية الإيمانية للشعب اليمني، وفرصة لتجديد الانتماء لمنهج آل البيت، وفي مقدمتهم الإمام الحسين. ونددت المشاركات بالصمت العربي المخزي تجاه الجرائم الوحشية في غزة، معتبرات ذلك خيانة للقيم الإسلامية، وتجرداً من كل معاني العروبة والإنسانية.
أما في مديرية صعفان بمحافظة صنعاء، فقد أقيمت فعالية خطابية بحضور عدد من القيادات المحلية والتنفيذية، أكد خلالها المتحدثون أن عاشوراء محطة لإحياء الروح الثورية في الأمة، وتجديد الوعي بقضية فلسطين. وأشار المشاركون إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم ليس سوى امتداد لمجزرة كربلاء، في ظل طغيان حديث يتجسد في أمريكا وإسرائيل، وتخاذل فاضح من الأنظمة العربية الرسمية.
في جميع هذه الفعاليات أكدت على أن ثورة الإمام الحسين علية السلام تمثل امتداداً للمشروع الإيماني المقاوم، وأن شعار “هيهات منا الذلة” ليس مجرد شعار بل منهج حياة، وأن فلسطين وغزة اليوم في قلب الوعي اليمني الذي لا ينفصل عن خط كربلاء، ولا يساوم على المواقف المبدئية، مهما كانت التحديات.