الجيش اليمني يغرق سفينة جديدة وينقذ طاقمها.. صنعاء تفرض المعادلة وتثبت قدرتها على ردع الكيان
في مشهدٍ يُجسد تصاعد الردع اليمني البحري ضد الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأربعاء، تنفيذ عملية عسكرية نوعية جديدة، استهدفت خلالها السفينة (ETERNITY C)، التابعة لشركة خرقت قرار حظر الملاحة إلى موانئ الكيان الصهيوني، ونجحت في إغراقها بالكامل، لتكون ثاني سفينة تُغرق خلال يومين فقط.
يمني برس | ماجد محمد
عملية دقيقة بالصوت والصورة.. وإنقاذ إنساني لطاقم السفينة
ووفقًا لبيان القوات المسلحة اليمنية، فإن العملية نُفذت باستخدام زورق مسيّر وستة صواريخ مجنحة وباليستية، واستهدفت السفينة أثناء توجهها إلى ميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة، ما أدى إلى غرقها الكامل، وسط توثيق كامل للعملية بالصوت والصورة.
وعقب الاستهداف، تحركت وحدة من القوات الخاصة البحرية لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم، وقدمت لهم الرعاية الطبية، وتم نقلهم إلى مكان آمن، في مشهد يجمع بين الحزم العسكري والمسؤولية الإنسانية، ويعكس الالتزام اليمني بأخلاقيات الحرب وقوانين الاشتباك.
الردع البحري يتصاعد: سلسلة عمليات تؤكد جدية صنعاء

هذه العملية تأتي استكمالًا لضربات بحرية سابقة، أبرزها عملية استهداف وإغراق سفينة “ماجيك سيز”، التي أعلنت عنها القوات المسلحة قبل يوم واحد فقط، ونُفذت باستخدام زورقين مسيرين، خمسة صواريخ مجنحة وباليستية، وثلاث طائرات مسيرة، واستهدفت سفينة خرقت بدورها حظر الملاحة إلى موانئ الكيان الصهيوني.
تكرار هذه العمليات بوتيرة سريعة، وبدقة عالية، يثبت أن صنعاء انتقلت من مرحلة التحذير إلى مرحلة التنفيذ الصارم، في إطار سياسة “الردع البحري” التي سبق وأعلنتها، حيث أصبحت السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة أهدافًا مباشرة ومعلنة للقوات المسلحة اليمنية.
بيان القوات المسلحة: رسائل واضحة للكيان والشركات العالمية
البيان العسكري حمّل السفينة المستهدفة وشركتها المسؤولية الكاملة، مؤكدًا أن الاستهداف جاء نتيجة استئناف التعامل مع ميناء أم الرشراش، رغم التحذيرات السابقة، كما شدّد البيان على أن أي سفينة تنتهك قرار الحظر، بغض النظر عن وجهتها أو هويتها، ستكون هدفًا مشروعًا للقوات المسلحة اليمنية، أينما كانت.
وأعاد البيان التحذير بلهجة صارمة:
“نكرّر تحذيرنا للشركات والدول من مغبّة التعامل مع الكيان الصهيوني، وإرسال سفنهم إلى موانئ فلسطين المحتلة.”
الهدف الاستراتيجي: وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة
أكدت القوات المسلحة اليمنية أن هذه العمليات العسكرية تأتي إسنادًا للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وانتصارًا لمظلومية شعب غزة، وتهدف إلى إجبار الكيان الصهيوني على وقف العدوان وإنهاء الحصار الجائر، في إطار معادلة متصاعدة:
“مستمرون في عملياتنا حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.”
نتائج ملموسة.. والمبادرة بيد صنعاء
بات واضحًا أن القوات المسلحة اليمنية لم تكتف بإظهار الدعم لفلسطين، بل باتت تشكل عامل ضغط مباشر ومؤثر على مسار العدوان الصهيوني، سواء عبر تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر والعربي، أو من خلال استهداف البنى التحتية في عمق الكيان عبر صواريخ فرط صوتية ومسيرات.

في الأيام القليلة الماضية، أثبتت صنعاء أن العدو الصهيوني عاجز عن حماية سفنه، وعاجز عن الرد الفعّال على الضربات اليمنية المركزة، كما أن الغارات الجوية التي شنّها على اليمن قبل يومين لم تحقق أي هدف، وكانت مجرد استعراض يائس، واجه فشلًا دفاعيًا، وتصدّيًا جويًا ناجحًا أجبر الطائرات المغيرة على الانسحاب.
معادلة بحرية حاسمة: صنعاء تغلق الممرات أمام السفن الصهيونية
الرسالة الاستراتيجية التي ترسلها العمليات البحرية اليمنية هي أن المرور الآمن للسفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي لم يعد ممكنًا، وأن القوة البحرية اليمنية باتت حاضرة في معادلة الاشتباك الإقليمي، وتملك الإرادة والقدرة على فرض الحصار المقابل، ردًا على الحصار المفروض على غزة.
كما أن التحذيرات المتكررة والعمليات الدقيقة الموثقة تُثبت أن صنعاء تدير معركتها بحكمة محسوبة، مدعومة بقدرات تقنية وعسكرية متطورة، تجعل منها فاعلًا رئيسيًا في معادلة الردع الإقليمي.