المنبر الاعلامي الحر

نحور على أبواب الذبح

يمني برس | بقلم | إخلاص عبود

لم يأتِ هذا الزمان بجديد، نملك كأمة إسلامية ثراءً تاريخياً لا تملكه أي أمة أخرى في هذا الكون، ومانعيشه اليوم لا يمكن أن يقبل به أغبى إنسان في الدنيا؛ تعيش الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة حالة عجيبة من التيه، وموقف غريب من الصمت والعجز، لا من قلة ولا من ضعف ولا من فقر، خذلان بلغ ذروته القصوى، وصمت تعدى صمت العجم، وعمى زاد على عمى الأكمه، وكأنها أمة خلقها الله لا لتسود، بل لتُداس.

لنعد قليلا من الزمن، نرى كثيراً من الدروس، نرى زخما من الأمثلة المفيدة لنا؛ لنكون أرقى مما نعيشه الآن، ليست الكثير من الأحداث بعيدة، ولكن بَعدت القلوب كما بعدت عاد وثمود، ليس احتلال أفغانستان وماعاناه ببعيد، وليس احتلال العراق وماعاناه ببعيد، وسكاكين أصحاب الأعلام السود هناك كانت لا تجف، وحناجرهم لا تقف، لم نتحدث مع العرب عن(  الحروب الصليبية)، ولم نذكّرهم ب(القنابل النووية) ولم نرعبهم ب(الفزّاعة الصهيونية)، بل قلنا لهم استفيدوا مما لدينا من تاريخ اليهود والنصارى ومخططاتهم، عودوا للخلف قليلا لتعرفوا أن تواجدهم يعني”الموت” وليس أي موت، بل موت يسبقه ألف موتة، و ذبحة تسبقها ألف ذبحة؛ أن تتواجد القواعد العسكرية الأمريكية يعني أنها تهيئ الساحة فقط لتأتي إسرائيل،  لا يمكن أن تتواجد دبابة أمريكية في أي منطقة في الدنيا، إلا ويحميها سكين داعش والقاعدة- وأي مسمى سنسمعه- أن يكون الغرب هم الدعاة للسلام، هذا والله قمة النفاق والوقاحة والجرأة، الغرب الكافر هم من عانى العالم من شر احتلالهم الأمريكي، والبريطاني، والفرنسي، والروسي، وغيرهم، قد أُشربوا في قلوبهم حب العظمة والاستعمار، لن يتغيروا مهما تغيرت الأزمنة، ومهما تأنقت الأشكال،  ولبست الأجساد، وعمرت المباني، فهم يحملون نفس النزعة الحاقدة والجريئة، والناهبة، والوحشية.

سرق الغرب الكافر( أرض الهنود الحمر )ليسموها أمريكا، وسرقوا أرض الشام وقطعوها، فأكلت فرنسا من الكعكة سوريا، وأكلت بريطانيا فلسطين، ونهشوها حتى وصل الحال إلى أن يتم احتلالها، ولم تسلم لبنان واليمن، وليس المقام مقام تفاصيل، ولكن ليعلم الأعراب، ورعاة الإبل والأغنام، أنهم جزء من مخطط لمجموعة وحوش مستعمرة، اقرأو التاريخ لتعلموا ماذا يفعلون بعد أن يدخلوا، أن يعلن الأحمق (نتن ياهو  ) والمعتوه(ترامب) عن شرق أوسط جديد،  هذا يعني نماذج عربية من فلسطين، ولأن العدو لا يملك القوة البشرية الكافية لأن يحتل هو بذاته، فهو يوظّف “أمويّي” هذا الزمان، مصاصي الدماء، وعاشقي النحور، لقد فتح الصهيوني ثاني أبواب ذبحه- سوريا- عندما سكتت ولم تحمل الموضوع على محمل الخطر، ولم يدق عندها ناقوس الحيطة والتسلح، والاستعداد، هاهي اليوم تُذبح من الوريد إلى الوريد، وكأنها تنتظر الدور فقط ليأتي جلادها، وتسلمه بيدها نحرها، وكذا الجيران العرب، ينتظرون الواحد تلو الآخر على أبواب الذبح أدوارهم، بلا موقف مشرف، ولا تحرك حر، وكأن اليهود والنصارى هم نماذج ملهمة، و أناس صالحون، وهم من يعاني منهم المسلم والكافر، هم من لم يرعى حرمة الإنسان، ولا حرمات البشر، فلا نحن بشر في قواميسهم، ولسنا إنس في اعتقادهم، فكيف بمن وصل إجرامه آخر نقطة في الدنيا أن يرعى لكم حرمه.

فرسالتي للشعوب العربية والإسلامية أقول لكم أيتها الشعوب المليارية: أما آن لكم أن يكون لكم موقف مشرف أمام الله ورسله، والله إن صمتكم وتفرجكم ليس سوى انتظار على أبواب الاستباحة القادمة إليكم، فوالله ماخذلت أمة مظلوميها إلا وسلط الله عليها الظالمين، ليفعلوا بها أشد مما تفرجت عليه، ولتعلمي أيتها الشعوب أنكِ أمام موقفين لا ثالث لهما، إما مع المظلوم، وإما مع الظالم، إما مع الحق وإما مع الباطل، إما طريق الجنة، وإما طريق النار،  وكل نفس للموت ذائقة، سواء تلك التي كان لها موقف مشرف، أم تلك التي لا موقف لها وهي أمة( لا إبالية) واللاإباليون هم أول الصيد، وأسهل الفرائس، وأقرب الطرق، وأنجح الوسائل، ياشعوب الأمة الإسلامية، كان يكفيكم من الظلم والعدوان ماحصل لأهل البيت من بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم، كان يكفي إجرام بني أمّية لتتعلموا، كان يكفي ظلم العباسيين، ومذابح العثمانيين، والسلاجقة، كان يكفيكم الحروب الصليبية وما فعلوا بنا نحن المسلمين فيها، وما اخترعوه وابتدعوه من  وسائل قتل وتعذيب تقشعر لها الأبدان، كان يكفيكم سجن (ابو غريب)و(فيتنام)والسجون الإسرائيلية، كان يكفيكم القرآن الكريم بما يمتلئ به من قصص، وحلول للحالة المخزية التي أنتم في؛ عودوا إلى القرآن الكريم، قبل أن يأتي أمر الله وتزهق أنفسكم وأنتم كارهين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com