عدنان الصباح : شطحات صحفية حول اليمن تفضح ارتباك العدو وتكشف قوة المقاومة اليمنية واللبنانية
يمني برس | أكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن كيان العدو الصهيوني يواجه اليوم أزمة حقيقية تظهر في الميدان والسياسة، وكذلك في تركيبته الداخلية. وخلال حديثه لقناة المسيرة الفضائية اليوم الخميس، أوضح الصباح أن هذه الأزمة تتفاقم وتتسع باستمرار، إذ أن القوات المسلحة اليمنية وعمليات المقاومة في غزة ولبنان ترفع من حدة الضغوط على الكيان.
إلى جانب ذلك، ذكر أن كيان العدو الصهيوني كان يعاني سابقًا من الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية، بينما أصبح الآن يواجه حصارًا بحريًا وجويًا داخليًا. علاوة على ذلك، أشار إلى أن المقاومة اللبنانية واليمنية، بالتوازي مع تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة، تسببت في خسائر كبيرة لجيش الاحتلال، بما في ذلك محاولات أسر جنود جدد، الأمر الذي أفقده القدرة على معالجة جراحه الميدانية والسياسية.
وفيما يتعلق بالأزمة السياسية الداخلية، تطرق الصباح إلى أن التركيبة الاجتماعية في الكيان الصهيوني بدأت تتغير، حيث لم يعد الشارع مقتصرًا على أهالي الأسرى فقط، بل انضم إليهم أهالي الجنود أيضًا. فضلاً عن ذلك، أشار إلى أن أكذوبة الأحزاب الحاكمة لم تعد مقبولة، خاصة مع تهديدات الحريديم بإسقاط الحكومة، وسعي الأحزاب الأخرى لفرض رؤى جديدة بشأن استمرار الحرب أو وقفها.
وأضاف أن الأصوات العسكرية والسياسية خارج دائرة بنيامين نتنياهو تؤكد أن هذه الحرب لم تعد مجدية، مدركين تمامًا أن الجبهة اليمنية ستظل مفتوحة. كما ذكر بتصريح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في 19 يناير، حين أكد أن “يد اليمن على الزناد، وسيعودون إذا عاد كيان العدو”.
من ناحية أخرى، أفاد بأن الصواريخ التي تصل إلى العمق المحتل، وعودة المستوطنين إلى الملاجئ يوميًا، وحالة الهلع السائدة، كلها عوامل جعلت الكيان الصهيوني عاجزًا عن انتظام الحياة بشكل طبيعي، معتبرًا أن هذا الوضع يمثل أداة ضغط رئيسية دفعت نتنياهو اليوم للتصريح برغبته في وقف إطلاق النار.
في السياق نفسه، أشار إلى أن المفاوضات تجري لأول مرة في مكانين هما واشنطن والدوحة، مع وجود انخراط أمريكي يومي وفعّال لإيجاد صيغة توافق.
وأكد أهمية استمرار الضغط اليومي عبر الصواريخ اليمنية والخسائر في غزة، إلى جانب تصاعد الرأي العام العالمي الرافض لجرائم الكيان، وهو ما سيجبرهم على وقف الحرب، وليس فقط وقف إطلاق النار.
أما عن ما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بخصوص “تحسن كبير في المعلومات الاستخباراتية عن اليمن بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية”، فقد وصفه الصباح بأنه مجرد “شطحة صحفية”، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني والدول الداعمة له يركزون على المعلومات لأنهم يدركون أن هذه هي أزمتهم الحقيقية، إذ أنهم يعملون في الظلام ويخطئون باستمرار، وأي إصابة تحدث تأتي من باب الصدفة، ولا يمكن لجيش أو دولة أو سياسة الاعتماد على الصدفة.
واختتم الصباح بأن كيان العدو الصهيوني يواجه بلدًا عاش الكفاح والمقاومة والصمود، ويدرك جيدًا أهمية دوره وموقعه ورسالته. كما لفت إلى أن هذا الواقع هو ما يدفعهم للجوء إلى أبواقهم الإعلامية التي تركز على قوة وإمكانيات المحتلين، وتقلل من قدرات الأمة، في محاولة لصناعة صورة معجزة للمحتلين، وهو ما ثبت عكسه في غزة ولبنان واليمن.
وفي الوقت ذاته، انتقد الصباح النظام المصري الذي يستطيع فتح بوابة رفع الحصار، وأشار إلى ضعف الموقف الرسمي الفلسطيني ممثلًا بالسلطة الفلسطينية التي وصفها بأنها جزء من المؤامرة على شعب غزة. وأكد أن السلطة تمارس التمييز ضد سكان غزة على قاعدة تجويع القطاع وتسمين الضفة، مما يضعف المقاومة ويشكل عبئًا عليها.