السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: الإبادة في غزة هدف إسرائيلي أمريكي مشترك والدور العربي في تمويل القتل خطير وصادم
يمني برس | صنعاء
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي يواصل سياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال التدمير الشامل والتجريف الكامل للمدن والأحياء السكنية، ونسف كل مقومات الحياة.
وأوضح السيد في كلمة مهمة ألقاها اليوم الخميس 22 محرم 1447هـ الموافق 17 يوليو 2025م، حول مستجدات العدوان على غزة، أن الهدف الواضح لهذا العدوان هو إبادة الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج، وقال إن هذا السلوك الإجرامي اليومي يعبّر عن رغبة متعمدة في القضاء على كل مظاهر الوجود الإنساني في القطاع.
وأشار إلى أن العدوان لا يستهدف فقط المقاومة أو مواقعها، بل يشمل المجتمع بأسره، حيث تم إبادة أسر بأكملها حتى مُسحت من السجل المدني، ونتج عن ذلك انخفاض بنسبة 41% في معدل الولادات هذا العام مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض عدد السكان في غزة بنسبة 10%، وهي نتيجة صادمة تكشف مدى الفظاعة التي بلغها العدوان الإسرائيلي.
وفي توصيفه لدور الولايات المتحدة، أوضح السيد القائد أن أمريكا لا تكتفي بتوفير الغطاء السياسي، بل تشارك بشكل مباشر في العدوان عبر تقديم القنابل والعتاد العسكري، بل إن كثافة استخدام القنابل الأمريكية فاقت حتى إطلاق الرصاص في العمليات العسكرية الجارية. وأشار إلى أن هذا الدعم يعتمد على تمويل ضخم ومستمر.
وفي هذا السياق، وجّه السيد القائد انتقادات حادة لبعض الأنظمة العربية، قائلاً إن التريليونات التي تُضَخّ تحت عنوان “الاستثمارات” في الولايات المتحدة تمثل أحد أهم مصادر تمويل القنابل التي تسفك دماء الفلسطينيين في غزة. واعتبر أن مشاركة المال العربي في تمويل العدوان تمثل “جريمة خطيرة” وشكلاً مباشراً من أشكال التورط في سفك الدم الفلسطيني.
وأوضح السيد القائد أن العدوان على غزة يكاد أن يكون أمريكياً في جوهره قبل أن يكون إسرائيلياً، إذ إن الولايات المتحدة هي التي تخطط وتدير وتدعم وتؤمن الحماية السياسية، بينما يقتصر الدور الإسرائيلي على التنفيذ. كما أكد أن الموقف الأمريكي في مجلس الأمن، الذي جدّد دعمه المطلق للعدو الصهيوني، هو دليل إضافي على التبني الكامل لهذا المشروع الإجرامي.
كما شدّد على أن الولايات المتحدة تمارس الضغوط على عدد من الدول لإجبارها على الصمت أو حتى تقديم أشكال من الدعم للكيان الإسرائيلي، وهو ما يكرّس الدور الأمريكي باعتباره شريكاً رئيسياً في الجريمة.
ودعا السيد القائد إلى ضرورة أن تكون النظرة إلى أمريكا نظرة واعية تستند إلى القرآن الكريم والحقائق الدامغة، موضحاً أن السلوك الأمريكي لا ينبع من مجرد طيش سياسي أو طباع رئيس، بل من التبني الكامل للمشروع الصهيوني وأدبياته وأفكاره العدوانية التي تستهدف الأمة في دينها وحريتها واستقلالها ومقدساتها وهويتها.
وأضاف أن أمريكا وإسرائيل يعملان سوياً لاحتلال أوطان الأمة، ومصادرة قرارها، وطمس هويتها، وهو ما يجعل التصدي لهذا المشروع مسؤولية تاريخية وأخلاقية ودينية تقع على عاتق الشعوب الحرة.