صنعاء على أعتاب تصعيد مفصلي… والعدو يعترف: اليمن تهديد ناري واقتصادي ونفسي
يمني برس | اعتبر الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، اللواء خالد غراب، أن اليمن لا تزال حتى اللحظة تمثل الجبهة الوحيدة الفاعلة في محور المقاومة، التي تواصل دعمها العملي والمتصاعد للشعب الفلسطيني في غزة، وذلك رغم كل المتغيرات الإقليمية والدولية، وما رافقها من ضغوط مُكثفة على عدة أطراف في المنطقة.
وفي حديث متلفز لقناة المسيرة الفضائية ، اليوم السبت، لفت اللواء غراب إلى أن القرار اليمني، منذ انطلاق المعركة، اتسم بالوضوح والثبات، ويتمحور حول مواصلة إسناد المقاومة الفلسطينية حتى وقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وشدد على أن هذا الالتزام اليمني لا يخضع لأي ابتزاز دولي أو تهديدات عسكرية.
وعند التطرق إلى المعطيات الميدانية، شدد غراب على أن ما يجري حاليًا يعكس اقتناعًا راسخًا لدى القيادة اليمنية بأن معركة غزة ليست محلية بل تمس الأمة بكاملها، ما يجعل التقاعس خيانة، والصمت تواطؤًا.
وفي هذا السياق، عبر عن قناعته بأن الدعم اليمني، سواء في البحر أو في عمق الكيان، يترجم إرادة جماعية لشعب وجيش موحد خلف خيار الجهاد والمقاومة .
الضربات اليمنية: فاعلية دقيقة ورسائل حاسمة
بالنسبة لتأثير الضربات اليمنية، أشار اللواء غراب إلى أن الاستهداف الأخير لمطار اللد (بن غوريون) أحدث صدمة استراتيجية ونفسية داخل الكيان، موضحًا أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 250 مستوطنة ، منها يافا والقدس ، الأمر الذي تسبب بتعليق الملاحة الجوية وارتباك واسع في حركة الطيران الدولية .
وإذ لفت إلى تغير واضح في نوعية وتكتيك الضربات، أشار إلى أن العمليات اليمنية باتت تعتمد تخطيطًا دقيقًا في اختيار الأهداف والتوقيت، إلى درجة دفعت الإعلام العبري إلى الاعتراف بتصاعد خطورتها، لا سيما مع دخول القوات المسلحة اليمنية مرحلة استخدام الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة المتطورة.
وفي ما يخص ميناء إيلات (أم الرشراش)، شدّد غراب على أن محاولات الاحتلال للتقليل من وقع الضربة لم تُفلح، إذ بات من الواضح ” حتى في التحليلات الإسرائيلية ” أن الإغلاق كان نتيجة مباشرة للعمل اليمني، وهو ما وُصف بكونه “صفعة قاسية” وجهتها صنعاء في قلب الممرات البحرية الحيوية.
تداعيات اقتصادية بدأت تظهر
من زاوية أخرى، رأى غراب أن اليمن بات يطبق فعليًا قراره القاضي بمنع مرور السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال، مؤكدًا أن ضربات 7 و9 يوليو، التي استهدفت سفينتين خلال ساعات، حملت رسائل لا تحتمل التأويل حول الجدية والقدرة.
وأضاف أن نتائج هذه العمليات بدأت تنعكس اقتصاديًا، حيث سجّلت أسعار الطاقة والغذاء ارتفاعًا ملحوظًا داخل الكيان، وازدادت كلفة التأمين البحري، ما يشير إلى بداية حصار فعلي تعيشه “إسرائيل”، بعدما اعتادت فرضه على غيرها.
وعلى المستوى الدولي، أشار إلى أن الشركات الأوروبية، وخصوصًا اليونانية، تكبدت خسائر فادحة، وتعرضت لضغوط داخلية متزايدة نتيجة مشاركتها في دعم حركة الشحن إلى الكيان، ما دفع بعض البرلمانات الأوروبية إلى فتح تحقيقات حول تلك السياسات.
الاعتراف الصهيوني أكبر رد على المشككين
في ختام حديثه، أكّد اللواء غراب أن اليمن لا يخوض هذه المعركة من أجل غزة فحسب، بل نيابة عن كل أحرار الأمة، مدينًا صمت بعض الأنظمة أو محاولاتها تبرير العدوان.
وردًا على المشككين بفعالية العمليات، شدد على أن الاعتراف الصريح جاء من الطرف المعادي نفسه، سواء عبر الإعلام الصهيوني أو التقارير الاستخباراتية، التي باتت تعتبر اليمن “تهديدًا ناريًا واقتصاديًا ونفسيًا متصاعدًا”، رغم أكثر من 14 ألف طلعة جوية أمريكية وأوروبية استهدفت أراضيه.
وختم بالتأكيد أن “المفاجآت لم تنتهِ بعد”، وأن القادم سيكون أكثر حسمًا وتأثيرًا، في ظل تحضير صنعاء لمرحلة متقدمة من التصعيد، قد تعيد رسم خارطة الاشتباك في المنطقة بأكملها.