آخر المستجدات خلال الساعات الماضية في غزة والضفة
شهداء بالمجاعة وآخرون بالقصف
يمني برس | في تصعيد جديد يعكس منهج الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، استشهد خلال الساعات الماضية ما لا يقل عن 18 مواطنًا فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء، جراء سلسلة من الغارات الجوية المتواصلة واستهداف المدنيين المنتظرين للمساعدات الغذائية شمال وجنوب قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان مقتضب، إن 18 حالة وفاة سُجلت خلال 24 ساعة الماضية جراء الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد الشهداء بسبب المجاعة الناتجة عن الحصار إلى 86 شهيدًا (بينهم 76 طفلًا و10 بالغين)، واصفةً ما يجري بـ”المجزرة الصامتة”، محملةً الاحتلال الصهيوني والمجتمع الدولي كامل المسؤولية، ومطالبةً بفتح المعابر فورًا لإدخال الغذاء والدواء.
وفي تطور آخر، استشهد 12 فلسطينيًا بعد استهدافهم من طائرات العدو الصهيوني أثناء تجمعهم بانتظار المساعدات الغذائية في مناطق شمال وجنوب القطاع، بينما استشهد 6 آخرون في قصفٍ متفرّق استهدف مدينة غزة ومحيطها.
من جهة أخرى، استشهدت طفلة فلسطينية صباح اليوم، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الحاد، في ظل انهيار القطاع الصحي ونقص الأدوية الحاد الذي دفع وزارة الصحة للإعلان عن دخول 3 شاحنات دواء فقط عبر منظمة الصحة العالمية دون احتوائها على أي مساعدات غذائية.
وفي الضفة الغربية، تواصلت الدعوات للنفير العام ومسيرات جماهيرية انطلقت في عدة مدن تنديدًا بالإبادة والتجويع في غزة، في وقت اقتحمت فيه قوات أمن السلطة الفلسطينية مسيرة في نابلس بالقوة، ما دفع حركة الأحرار الفلسطينية لإدانة ما وصفته بـ”الفعل اللاوطني”.
سياسيًا، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضها للقرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس محمود عباس بإجراء انتخابات مجلس وطني جديد نهاية العام، معتبرة ذلك تجاوزًا للتوافق الوطني وشرعنةً للانقسام.
أما في القدس المحتلة، فقد اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح اليوم تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، في سياق متصاعد من الاعتداءات المدعومة رسمياً من الحكومة الصهيونية.
وفي جنوب الضفة، أقدم مستوطنون على رش مواد سامة على أشجار الزيتون في مسافر يطا جنوب الخليل، فيما أكدت الأمم المتحدة تهجير أكثر من 2895 فلسطينيًا من 69 تجمّعًا سكنيًا في الضفة منذ 2023 نتيجة لعنف المستوطنين والقيود المفروضة.
وفي قطاع غزة، أصدر جيش العدو أوامر إخلاء جديدة في منطقة دير البلح وسط القطاع، مستهدفًا مناطق لم تكن ضمن عملياته العسكرية سابقًا، في مؤشر لتوسيع رقعة العدوان.
أما في الجانب المقاوم، فقد سجّل مركز معطى ما مجموعه 23 عملية مقاومة في الضفة الغربية خلال 72 ساعة، شملت إطلاق نار على الحواجز العسكرية وتفجير عبوات ناسفة واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال.
دوليًا، شهدت عدة مدن حول العالم موجة احتجاجات تضامنية:
- نيويورك (الولايات المتحدة): مئات النشطاء خرجوا في مسيرة حاشدة في بروكلين تحت شعار “Ceasefire Now”.
- طنجة (المغرب): آلاف المغاربة نددوا بالإبادة الجماعية في غزة.
- بريمن (ألمانيا): تظاهرة حاشدة نظمتها الجالية الفلسطينية ومتضامنون أوروبيون.
- تونس العاصمة: وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي تنديدًا بالحرب والتجويع.
في المقابل، وجّه مفوّض العشائر في غزة، عاكف المصري، اتهامًا مباشرًا إلى برنامج الغذاء العالمي بالتواطؤ مع الاحتلال، بعد توقفه عن توزيع المساعدات، معتبراً أن ذلك يمثل شراكة صريحة في جريمة التجويع.
و يبقى المشهد في غزة والضفة مرشحًا لمزيد من التصعيد في ظل تمادي الاحتلال بسياسة الأرض المحروقة، مقابل صمود شعبيّ متواصل، وعمليات مقاومة تزداد كمًّا ونوعًا في الضفة الغربية، وسط صمت دولي مطبق ومجتمع دولي غارق في ازدواجية المعايير