قيادي جنوبي:السلطة لا تنوي حل المشكلة في المنصورة.
يمني برس | عدن :
قال قيادي جنوبي إن السلطة المحلية لا تنوي الوصول إلى حل للمشكلة القائمة في مدينة المنصورة، منذ ما يقارب نصف شهر.
وأضاف القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن عدداً من قيادات الحراك ووجهاء المدينة اتفقوا مع السلطة المحلية على أن يتم سحب قوات الأمن والجيش والقناصة من المدينة، على أن يبقى شارع المنصورة الرئيس مفتوحاً أمام المارة، ويتركوا للشباب الساحة يقيمون فيها فعالياتهم الاحتجاجية السلمية.
وأضاف: لقد تم الاتفاق مع قيادة السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية على تشكيل لجان من الطرفين، لتقصي حقائق الأحداث التي وقعت في المنصورة، خلال الأسبوعين الماضيين، من أعمال قتل المتظاهرين، وتقديم الجناة للقضاء، وتشكيل لجنة أخرى لحصر الأضرار في المدينة، وتعويض المتضررين.
ولفت القيادي الجنوبي إلى أنه تم الاتفاق مع الشباب بما تم التوصل من اتفاق مع السلطة المحلية بهذا الخصوص، ووافق الشباب عليه، غير أن وعوداً متكررة بتنفيذ ما اتفق عليه من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، دون الإيفاء بهذه الوعود التي لا تخرج عن كونها تأكيداً لعدم نية السلطة المحلية حل مشكلة مدينة المنصورة حتى اللحظة.
وأبدى تخوفه مما سماها “مماطلة” من قبل السلطة المحلية بشأن إنهاء التوتر في المنصورة، الذي قال إنه “قد ينفجر في أية لحظة”. وتابع: “في ظل هكذا مماطلة أرجح أن يكون وراء هذه المماطلة أمر لا تحمد عقباه من قبل السلطة التي قد تخطط لمجزرة أكبر من سابقاتها في المنطقة”.
وأشار إلى أن شباب الحراك الجنوبي السلمي بالمنصورة يعدون منذ أيام لمسيرة سلمية ضخمة احتجاجاً على بقاء قوات الأمن والجيش بساحة الشهداء، وعدم ملاحقة المتورطين بأعمال قتل معتصمي الحراك خلال الأيام الماضية من الأحداث التي شهدتها بالمدينة.
وأكد القيادي الجنوبي أن شباب الحراك كانوا يعتزمون تنفيذ المسيرة خلال الأيام الماضية، غير أن “عقلاء ووجهاء المنطقة”، يشيرون عليهم بتأجيل هذه المسيرة “في انتظار أن تفي السلطة المحلية بما تم الاتفاق معها، وتسحب قوات الأمن والجيش من المدينة وإخلاء الساحة للشباب”.
وقال إن “شباب الحراك يؤكدون دوماً أنهم بريئون من حمل السلاح الذي تتهمهم به السلطات الأمنية بالمحافظة، من خلال تبادل الاشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن”، مشيراً إلى أن “من يقوم بهذه الأعمال ليسوا الشباب السلميين، وإنما شباب مدفوعون من قبل الأجهزة الأمنية، وهم يعرفونهم، وأن لديهم دليلاً مادي على ذلك”.
وأوضح القيادي أن المسيرة الكبيرة التي سينفذها شباب الحراك الجنوبي السلمي بالمنصورة في قادم الأيام، قد لن تمر دون وقوع مجزرة جديدة ربما تكون الأسوأ في حال بقي جنود الأمن في مواقعهم.
وأكد أن شباب الحراك تواصلوا مع منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان قال إنها ستكون حاضرة المسيرة، لتكون شاهداً على أن شباب الحراك السلمي بالمنصورة سلميون، ولن يطلقوا رصاصة واحدة خلال مسيرتهم.
وبشأن وجود قناصة على أسطح المباني من عدمه، قال: “أنا شخصياً نزلت بنفسي قبل يومين إلى شوارع المدينة وساحة الشهداء والأحياء المجاورة لها، وشاهدت بنفسي قناصة الأمن وهم يطلقون النار على كل من يمر بالقرب من هذه الشوارع، وهذه مشاهدات يومية تحدث”- على حد تعبيره.
وشهدت مدينة المنصورة منذ قرابة الأسبوعين، أحداثاً دامية بين شباب الحراك الجنوبي السلمي وقوات الأمن التي اقتحمت ساحة الشهداء التي كانت مخيماً لاعتصامات الشباب، ومنطلقاً لمسيراتهم، بهدف فتح الطريق الرئيس للمدينة المغلق منذ ما يزيد عن العام، قتل خلال هذه الأحداث ما يزيد عن 10 من الشباب والمواطنين من سكان المنصورة، وجرح العشرات.
ولا يزال الوضع الأمني في مدينة المنصورة يخيم عليه التوتر فيما قوات الأمن والجيش ما تزال متمركزة هناك منذ قرابة أسبوعين من اقتحامها ساحة الشهداء بالمدينة.
وكان عدد من شباب الحراك الجنوبي السلمي بمدينة المنصورة تحدثوا لـصحيفة “الأولى”، بأن قناصة من الجنود ما يزالون على أسطح المنازل القريبة من الساحة، في الوقت الذي تنتشر قوات الأمن والجيش في أرجاء المدينة، سيما ساحة الشهداء والأحياء المجاورة لها.
واتهم شباب الحراك جنود الأمن بممارسة أعمال نهب لبعض المحال التجارية القريبة من ساحة الشهداء- حدّ قولهم، لافتين إلى أن السلطة المحلية لا تريد حلاً لإنهاء التوتر وسحب قوات الأمن والجيش من المدينة كما يبدو حد قولهم