خبير عسكري لبناني : المعركة عقائدية… وواشنطن لا تستطيع الانتصار على اليمنيين

يمني برس | قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد نضال زهوري، إن العمليات اليمنية في البحر الأحمر لم تعد مجرّد مواجهة إقليمية، بل تحوّلت إلى نقطة ارتكاز استراتيجية تعيد تشكيل عقائد الحروب في العالم.

وفي تصريح متلفز لقناة المسيرة الفضائية ، مساء الأحد ، اعتبر زهوري أن هذه المواجهة أماطت اللثام عن إخفاقات واسعة في بنية القوة العسكرية الأمريكية، ونسفت العديد من النظريات الجيوسياسية التي كانت تُعد راسخة.

ولفت إلى أن استمرار تحويل مسارات السفن التجارية يعكس بشكل واضح محدودية السيطرة الأمريكية على الممرات الحيوية، مشيرًا إلى أن مهمة حاملة الطائرات “أيزنهاور” تحولت من استعراض للقوة إلى عنوان لـ “الإذلال” الأمريكي في البحر الأحمر.

ورأى أن الحاملة فشلت في احتواء التهديدات غير المتكافئة التي تمثلها الجبهة اليمنية، موضحاً أن مهمتها رافقتها سلسلة إخفاقات تقنية وسقوط طائرات، ما دفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى مراجعة أدائها في المنطقة.

كما شدد على أن هذه المعركة تمثل نموذجًا جديدًا للقتال غير الكلاسيكي ، بعدما سقطت النظريات التي ربطت التفوق العسكري بالسيطرة على المضائق والممرات البحرية.

وأضاف أن ما يحدث اليوم يعيد صياغة التفكير في إدارة الحروب المستقبلية، خاصة مع تصاعد دور القدرات البشرية والذهنية في تحويل أدوات عسكرية بسيطة إلى عناصر تأثير استراتيجية، في تجربة تتقاطع مع نماذج “محور المقاومة” في جنوب لبنان، اليمن، وغزة، والتي ساهمت في ولادة نظريات قتالية جديدة أثّرت في مسار الحروب المعاصرة.

وتوقف العميد زهوري عند التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، في ضوء تحذيرات رسمية من نقص كبير في مخزون الصواريخ الاعتراضية. وأوضح أن واشنطن تعتمد إلى حدّ كبير على تفوق إعلامي أكثر منه عسكري، في ظل إنتاج محدود لصواريخ باهظة، تُستنزف بسرعة أمام أسلحة يمنية منخفضة الكلفة، ما يكشف عن خلل واضح في التوازن العسكري.

وبرأي زهوري، فإن استخدام الصواريخ الباليستية ضد أهداف بحرية متحركة يمثل نقلة خطيرة في ميزان الردع، حيث قد يكفي صاروخ واحد لإخراج حاملة طائرات من الخدمة بالكامل.

واختتم بالقول إن وجود المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر لم يعد يحمل طابعًا هجوميًا، بل تحول إلى مهمة دفاعية لحماية الكيان الصهيوني من الضربات اليمنية، معتبرًا أن عسكرة البحر الأحمر باءت بالفشل. وأردف أن اليمنيين أثبتوا في هذه المواجهة عقيدتهم وعروبتهم وإنسانيتهم، مؤكدًا أن المعارك ذات الطابع العقائدي لا تُهزم، وهو ما يفسّر صمودهم واستمرار عملياتهم رغم كل التحديات.