المنبر الاعلامي الحر

الدور السعودي في تمكين المشروع الصهيوني: قراءة في الجذور والمسارات

يمني برس | عقدت اليوم في صنعاء ندوة ثقافية بعنوان “طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني”، نظمتها وزارة الكهرباء والطاقة والمياه بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر فلسطين.

جاءت هذه الندوة بالتنسيق مع اللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني، وناقشت أربعة محاور رئيسية تتعلق بالصراع مع أهل الكتاب، ومراحل سيطرة الصهيونية على المسيحيين، إضافة إلى دور النظام السعودي في خدمة العدو، ومنهجية استهداف المياه.

 

في افتتاح الندوة، أكد وزير الكهرباء والطاقة والمياه الدكتور علي سيف أهمية هذه الفعالية التي تسلط الضوء على طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني في مرحلة مفصلية من تاريخ الأمة. واعتبر معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي يخوضها اليمن، تجسيداً لذروة الصراع بين محور المستضعفين وقوى الطغيان العالمي، لافتًا إلى أنها كانت بمثابة طوفان كاسر في وجه الهيمنة.

 

وأشار إلى أن عملية “طوفان الأقصى” شكلت الشرارة الأولى التي أعادت توجيه البوصلة نحو القدس، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد عملية عسكرية بل بداية لمعركة استراتيجية عمّقت الوعي بالقضية المركزية، وأعادت إحياء روح الأمة.

 

وقال: “من رحم طوفان الأقصى وُلدت معركة الفتح الموعود، التي لا تمثل حدثًا عابرًا، بل تشكل نقطة تحول استراتيجية فضحت هشاشة كيان العدو وأثبتت تقدم محور المقاومة من موقع الدفاع إلى الهجوم”.

 

وأوضح أن هذه المعركة كشفت عن أبعاد حضارية ودينية، مؤكداً أن المشروع الصهيوني لم يكن مجرد احتلال أرض، بل مشروع متكامل يستهدف العقيدة والهوية والوعي الجمعي للأمة.

 

وأضاف أن المواجهة الحالية أعادت الأمة إلى جذورها القرآنية، وأعطتها دافعًا لتحمل مسؤوليتها في الدفاع عن المقدسات، معتبرًا أن المعركة تجلت في أرقى صور الجهاد والتضحية والثبات، وتُعد ملحمة تاريخية لتطهير الأرض من دنس الاحتلال.

 

وتابع: “نعلنها بوضوح من قلب المعركة، أن الفتح الموعود هو معركتنا جميعاً، ومسؤولية تقع على عاتقنا، وسنواصل النضال حتى تحرير الأرض والمقدسات”.

 

كما استعرض الوزير آثار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا سيما استهداف البنية التحتية للمياه، موضحًا أن أكثر من مليوني فلسطيني باتوا عاجزين عن الحصول على مياه نظيفة، ما يهدد بانتشار الأوبئة وسط انهيار النظام الصحي وشح المساعدات.

 

وفي سياق متصل، استعرض رئيس جامعة صعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران المحور الأول حول الصراع مع أهل الكتاب، مبيناً عداء اليهود التاريخي للإسلام واستهدافهم المتواصل للأمة، مشيراً إلى الجرائم التي يرتكبها العدو منذ أكثر من سبعة عقود.

 

كما أشار إلى أن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي استخلص من القرآن الكريم مشروعًا يواجه أهل الكتاب، ويحث على حمل المسؤولية الدينية والفكرية في هذا الصراع.

 

وفي المحور الثاني، تناول رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي نشأة الصهيونية ومراحل تغلغلها في المسيحية، مبيناً تحوّلات النظرة الأوروبية لليهود من الرفض إلى التقديس، واستعرض المراحل التي مهّدت لتمكين اليهود من السيطرة الفكرية والسياسية في أوروبا.

 

وتناول كذلك المرحلة التي شهدت دعم بريطانيا للمشروع الصهيوني، من خلال تعزيز الامتيازات الأجنبية في أراضي الدولة العثمانية، وتمكين اليهود من الاستقرار والتوسع في فلسطين.

 

أما المحور الثالث، فقد تناوله عضو لجنة التعبئة الشيخ مقبل الكدهي، حيث ركز على الدور السعودي في خدمة المشروع الصهيوني، موضحاً كيف مكنت بريطانيا آل سعود من السيطرة على الحجاز مقابل تقديم خدمات للكيان الصهيوني.

 

وأشار إلى إنشاء جيش الإخوان لخدمة مشروع آل سعود، ودور الفكر الوهابي المدعوم سعودياً في تشويه صورة الإسلام، عبر جناحي المال والسلطة.

 

في حين تناول المحور الرابع، الذي قدّمه مديرا المياه محمد الدعيس وزيد الكحلاني، منهجية العدو الصهيوني في استهداف قطاعي المياه والصرف الصحي في اليمن وغزة، موضحَين أن العدوان أدى إلى تدمير البنية الأساسية لمشاريع المياه، وخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة.

 

وأكدا أن العدوان على اليمن منذ 2014م وحتى اليوم، تسبب في 400 غارة مباشرة على منشآت الكهرباء، إلى جانب استهداف 146 مشروعاً للمياه، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المؤسسات المحلية والمركزية.

 

كما عرضا بالأرقام والصور إحصائيات دقيقة عن استهداف قطاع المياه والصرف الصحي، مشيرين إلى استشهاد 48 عاملاً في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى تداعيات إنسانية خطيرة في غزة نتيجة العدوان المستمر منذ أكتوبر 2023م.

 

حضر الندوة نائب وزير الكهرباء والمياه عادل بادر، والمدير التنفيذي لمركز الدراسات السياسية عبدالعزيز أبو طالب، ومسؤولون في وزارة الكهرباء والطاقة والمياه، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والبحثية.

 

 

 

قد يعجبك ايضا