مابين بشرى ..وتوكل
بقلم / ضرار الطيب …
ربما يقول قائل :”لا نحتاج إلى المقارنة ..فـ(كل اناء بالذي فيه ينضحُ )..والفرق واضح لدى الجميع” …اقول : نعم لا نحتاج الى المقارنة فـ(أين الثريا من الثرى)…ولكن ماذا نفعل اذاكان هناك من لايزال يخلط المفاهيم ..ويقلب الموازين طبقا لهواه ..أو لهوى حزبه وتياره السياسي ..فهذا يحتاج إلى المقارنة ..
توكل كرمان ..نالت جائزة نوبل ..ولكننا نعرف أنها كانت خدعة ..وطُعم أمريكي ..وللأسف خُدعت توكل وأكلت الطّعم وهضمته جيدا ..ويدل على ذلك مواقفها من الثورة والثوار بعد نيل الجائزة…ولكن مقابل نيلها للجائزة فقدت احترام الناس لها ..وجعلت صورتها مشوهة في عيونهم ..
بينما بشرى المقطري ..لم تنل جائزة نوبل..ولكنها نالت احترام ابناء وطنها ..وأثبتت وفائها للثورة وللثوار ..وماذا تفيد الجوائز ..إذا فقد الإحترام..واهتزّت الصورة؟؟
توكل كرمان ..متناقضة في مواقفها ..وذلك ما ظهر جليّا في موقفها من المبادرة الخليجة ..فبعد ان كانت تقف موقف الرفض لها ..فجأة تصبح أكبر المطبّلين لها..
بينما بشرى المقطري ..لم نعرف لها سوى ذلك الموقف الواحد ..والذي ظهر جليّا في مسيرة الحياة -مسيرة الملائكة- ولم يتغير حتى الآن..
توكل..من بعد المبادرة ..رمت بالثورة وراء ظهرها ..ولم تهتم بما يحدث وتفرغت لزيارة عواصم العالم وتلميع نفسها سياسيا ..
بينما بشرى ..لم تتردد دائما في الدفاع عن الثورة والثوار..مما يعني أنها لم تنفصل عن الثورة ولازالت صوت الثورة ..وووجها المشرق ..
توكل كرمان ..لم يكفّرها ..الإخوان (أو الإخوانجيه كمايدعون في مصر)..ممايعني أنها .. راضية عنهم وهم راضون عنها ..وكلنا يعرف من هم الإخوان وماذا فعلوا ويفعلون ؟؟..يعني ..(طابخينها سوا)..
بينما بشرى ..كُفّرت ..واتّهمت بكل التهم من قبل الإخوان …ممايعني أنها وقفت في طريق مصالحهم ..ومتاجرتهم بالدين والسياسة..لأنهم لا يتّهمون ولا يكفّرون إلّا من يعيق مطامعهم ..ولو لم يكن لـ(بشرى) غير هذه لكفتها..
..توكل بعد أن تركت الثورة والثوار ..عادت الآن لتقنعهم بالحوار …والحوار في مفهوم توكل “الاصلاحي “..يعني التخلّي عن أهداف الثّورة والمساومة على دماء الشهداء..
بينما بشرى لاتزال تدافع عن أهداف الثورة وتشيد باستمرار الثورة حتى تحقيق كافة مطالب الثوار …
أشياء كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ..تشكل فرقا شاسعا بين “بشرى “و”توكل”..ربما هذه الاشياء هي مادفعت بشرى للقول في شأن توكل -في مقال لها -(كل يوم اؤمن بانك لم تكوني من المدافعين عن حرية التعبير ..)..وأنا عن نفسي أشاركها هذا الايمان ..
ماأريد ان أوضحه لـ(توكل كرمان اولا)ولكل الثوار..هو أن الوطنية ..والقيم الثورية ..لا تثبتها الجوائز الأمريكية والدعايات الإعلانية…وإنما المواقف الحرّة هي من تثبت ذلك ..وهذه المواقف هي التي أثبتت -في نظري- أن بشرى كانت ولا تزال وردة الثورة التى يفوح منها عبير الحرية والاخلاص..بينما توكل كانت الخنجر الذي طعنت به الثورة ..