المولد النبوي في اليمن.. رسالة عالمية تعانق ثورة 21 سبتمبر وتفكك سرديات الأعداء
يمني برس | تقرير خاص
لم تعد مناسبة المولد النبوي الشريف، التي تُحيي ذكرى مولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في اليمن مجرد احتفال ديني، بل تحولت من ذكرى سنوية إلى معركة وعي وهوية، ومن احتفال روحي إلى موقف حضاري إسلامي مقاوم، يحمل رسائل سياسية وثقافية وأخلاقية متعددة، تعبّر عن صمود الشعب اليمني، وتُخاطب العالم بلغة الإيمان والصمود والمقاومة.
في مشهد سنوي بات يلفت أنظار العالم، يخرج الشعب اليمني في مشهد مهيب، ليُجسد أعظم صور الوفاء لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويؤكد أن الارتباط بالنبي هو انتماء لمشروعه الإلهي ونهجه التحرري، وأن حب النبي يعني السير على درب المواجهة ورفض التبعية.
في هذا التقرير نسلّط الضوء على أن المولد النبوي في اليمن لم يعد مجرد فعالية احتفالية، بل منصة استراتيجية جامعة تُخاض عبرها معركة الحق ضد الباطل، يُكشف من خلالها زيف المشاريع التكفيرية، ويتم فضح الوجه الحقيقي لأعداء الأمة من الصهاينة والأمريكيين وأدواتهم، الذين سعوا لتشويه صورة الإسلام ومحاربة نوره بقنابلهم وإعلامهم وجيوشهم.
منصة استراتيجية عالمية للمقاومة والهوية
تحولت المناسبة في اليمن إلى سلاح معنوي ورسالة عالمية، ومظهر من مظاهر الانتصار على كل محاولات الكسر والإخضاع.. فالشعب اليمني، رغم الجراح، لا يزال وفياً لنهج النبي، حاملاً راية الإسلام المحمدي الأصيل، مدافعًا عن قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين، ومستمراً في معركة التحرر حتى النصر.
لقد بات المولد النبوي في اليمن منصة استراتيجية متعددة الأبعاد، ووسيلة لصياغة رسالة عالمية تخاطب الضمير الإنساني وتكشف حقائق الصراع، وهو سلاح معنوي وسياسي يجسد الجهاد الثقافي والمقاومة الحضارية.
الإسلام المحمدي الأصيل في مواجهة الزيف
يقدم اليمنيون في احتفالاتهم بالمولد نموذج الإسلام الخالص البعيد عن تزييف الغرب وأدعياء الدين، مؤكدين أن المناسبة ردّ على الحرب الإعلامية الشرسة التي تربط الإسلام زورًا بالإرهاب والتطرف.
فالاحتفال برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التي قامت على الرحمة والعدل والإيمان، يمثل رسالة قوية مضادة للصور النمطية المضللة، ويؤكد للعالم أن الإسلام دين سلام وبناء حضارة، وليس دين تفجير وتدمير.
مقاومة ثقافية وتأكيد شرعية الدفاع
يأتي الاحتفال بالمولد كتعبير عن رفض الفكر الوهابي المتطرف الذي تحاول أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما فرضه لتشويه الإسلام وتفريغه من مضمونه الجهادي والحضاري، حيث يحرّم مثل هذه الفعاليات ويجرّد الأمة من هويتها الجامعة.
وهنا يصبح الاحتفال بالمولد النبوي بحد ذاته شكلاً من أشكال المقاومة الثقافية والفكرية ضد مشاريع التكفير، وتجديدًا للارتباط بالإسلام المحمدي الأصيل.. كما أنه تأكيد عملي على مشروعية القضية اليمنية وحق الدفاع عن الأرض والهوية في مواجهة المشروع الاستعماري الخارجي، ليغدو المولد في اليمن فعل تحرر بقدر ما هو فعل إيمان.
رسائل متعددة من تحت الأنقاض
في مشهد يبعث برسالة قوية للعالم أن القنابل والجوع لا تكسر إرادة الشعوب، أصبح المولد النبوي في اليمن نصرًا معنويًا يهزم مليارات الدولارات التي أنفقت على العدوان.
فالاحتفال تحت الحصار والدمار يمثل أسمى درجات التحدي، ويبرز قيم التضامن والتراحم في المجتمع اليمني، كما يبعث بروحية قتالية عالية تربط بين سيرة النبي ومعارك التحرر المعاصرة، ويكشف الوجه الاستعماري الحقيقي للعدو الذي يستهدف الأمة كلها.
استراتيجية اتصال عالمية
تحولت المناسبة إلى “استراتيجية اتصال عالمية” قائمة على أربعة أبعاد مترابطة:
- البعد الروحي والتعبئة الإيمانية: حيث لا تقتصر على الطقوس الشكلية، بل تزرع قيم النبي من عدل ورحمة ومقاومة للظلم.
- الحشود المليونية: التي تدهش العالم وتنقل صورة مختلفة عن الإسلام والمسلمين، وتؤكد أن الأمة حية متمسكة بنبيها رغم العدوان.
- الربط بالقضايا الكبرى: حيث يتصدر خطاب المولد نصرة فلسطين ومواجهة الاستعمار، مما يجعله خطابًا عالميًا يخاطب الضمير الإنساني كله.
- التلازم بين الإيمان والفعل: إذ تترافق المناسبة مع مواقف عملية في مواجهة المشروع الأمريكي – الصهيوني، لتؤكد أن الإسلام مشروع تحرير حقيقي.
ثورة 21 سبتمبر.. الأرضية الصلبة للاحتفال والرسالة
لا يمكن فصل مشهد المولد النبوي في اليمن عن ثورة 21 سبتمبر المجيدة، التي حررت القرار الوطني من الوصاية الأمريكية والخليجية، وأسقطت أدوات التطبيع والهيمنة.
فلولا هذه الثورة المباركة لما تمكن اليمنيون من إحياء المناسبة النبوية بهذا الزخم والحرية، ولظلّت المناسبة تحت حصار الفتاوى التكفيرية والقيود الاستعمارية.. لكن بفضل الثورة وقيادتها الحكيمة، استعاد اليمنيون حقهم في التعبير عن انتمائهم للنبي، وربطوا الاحتفال بالمولد بمسار التحرر والاستقلال، ليغدو مشهد الحشود المليونية في صنعاء وسائر المحافظات الحرة انعكاسًا لروح الثورة الإيمانية والسياسية المتجددة.
لقد جعلت ثورة 21 سبتمبر من المولد النبوي حدثًا تحرريًا عالميًا، وأعطته بعدًا سياسيًا وثقافيًا عميقًا، وربطت حب النبي بالموقف العملي في مواجهة الاستكبار، لتلتقي في مشهد واحد رسالة السماء مع صوت الشعب الثائر، في صنعاء عاصمة الصمود.
من اليمن.. يتجدد مولد التحرر
من اليمن، يخرج خطاب المولد النبوي ليخاطب العالم أجمع: أن حب النبي ليس طقوسًا جامدة ولا عاطفة معزولة، بل التزام عملي ورسالة تحررية، جزء من معركة الأمة ضد قوى الاستكبار.
لقد نجح اليمنيون في تحويل المناسبة إلى منصة استراتيجية عالمية، يفككون من خلالها سرديات الأعداء، ويوحدون الضمير الإنساني حول قيم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، معانقين ثورة 21 سبتمبر التي حررت الأرض والقرار.
إنه مشهد حضاري وروحي يبعث للعالم رسالة أمل وصمود، ويؤكد أن مولد النبي هو مولد أمة حرة لا تنكسر، وأمة حيّة ماضية في مواجهة الطغاة حتى النصر.
نقلا عن 21 سبتمبر