الإعلام الأمريكي: صنعاء قادرة على تعطيل القواعد الغربية الحامية لإسرائيلي في غرب آسيا
يمني برس || تقرير:
أكدت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الأحد 15 ربيع الأول: أن حكومة صنعاء لم تعد تدافع عن غزة فقط، بل تُعيد صياغة أسس الردع والسيادة الإقليمية..
وأضافت: لا يبدو أن هناك أحد قادر على إيقافها ولم يكن اغتيال إسرائيل لرئيس الوزراء اليمني أحمد غالب الرهوي ورفاقه الوزراء استثناءً، بل هو يندرج تمامًا ضمن المسار الذي اختارته صنعاء لنفسها.. مسار المواجهة المباشرة مع أسس النظام الأمني المفروض من الغرب في غرب آسيا، وهو نظام قائم بالأساس على حماية إسرائيل.
وأكد تقرير الصحيفة الأمريكية: أنه بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، شقت اليمن طريقها إلى قلب المواجهة الإقليمية كلاعب أساسي.. ومن خلال قيود الحصار، طوّرت نموذجًا قويًا للردع البحري والصاروخي غير المتكافئ.. أصبحت صنعاء نقطة اختناق جيوسياسية، تُعيد ضبط موازين القوى في البحر الأحمر وبحر العرب.. أن صعود اليمن لا يقاس بعدد الضربات أو السفن المستهدفة، بل بقدرته المتنامية على إملاء قواعد الاشتباك الإقليمية.. وهو الأمر الذي فشلت القوى الغربية الداعمة لإسرائيل في إيقافه.
وذكر: أنه منذ اليوم الأول للحرب على غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن حملتها البحرية ستكون مرتبطة بمصير القطاع الفلسطيني المحاصر.. هذا الموقف السياسي أكثر منه التكتيكي، سمح لصنعاء بالظهور، لأول مرة في التاريخ الحديث، كقوة عسكرية بارزة وذات تأثير في المنطقة..
وفي 22 أغسطس 2025، أطلقت القوات الجوية اليمنية صاروخاً على مطار بن غوريون ، وقال محققو القوات الجوية الإسرائيلية لاحقاً إنه كان يحمل رأساً عنقودياً ، وهو ما يمثل أول استخدام مؤكد لمثل هذه الحمولة من قبل اليمن ضد كيان الاحتلال.
وبإدخال هذه القدرة، أكدت صنعاء أن قدراتها الصاروخية قد تطورت إلى ما يتجاوز الردع.. فهي الآن قادرة على تعطيل القواعد الجوية والموانئ الإسرائيلية تمامًا..
ولم يعد التهديد لكيان الاحتلال يقتصر على كمية المقذوفات، بل يشمل الجودة والدقة والقدرة على الاختراق..
وأن اعتماد اليمن لهذه التقنية يحمل عواقب تتجاوز تل أبيب بكثير.. فهو يضرب جوهر البنية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة في غرب آسيا، كاشفًا عن نقاط ضعفها ومُعيدًا رسم حدود الردع.
وأفادت أن عمليات الاغتيال المستهدفة في صنعاء لم تكن تهدف إلى إيقاف تطوير الصواريخ – وهي مهمة مستحيلة – بل إلى إيقاف صناع القرار.. ولكن إذا كانت الصواريخ تُشكل محور مواجهة، فإن السياسة البحرية اليمنية الحازمة تُشكل المحور الآخر..
اليوم، يُمثل إغراق السفن التي تنتهك حصار صنعاء على البضائع المتجهة إلى إسرائيل تحديًا مباشرًا للهيمنة البحرية الغربية وأظهرت الضربات، التي نُفذت بعد أيام من الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل، قدرة اليمن المتنامية على خوض حرب بحرية معقدة.
وأكدت التقارير أن سلاح الجو اليمني استخدم مزيجًا من الصواريخ والطائرات المسيرة والقوارب والألغام في العمليات، التي لم تقتصر على فرض حصار صنعاء فقط، بل لتحذير الجهات الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أن أي هجوم على اليمن قد يُقابل برد بحري قاسي.. ومع ذلك، فشل الغرب، رغم تفوقه البحري والجوي الساحق، في تحييد التهديدات اليمنية..
ولا تعدو المهام التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر كونها استعراضًا للمواقف، دون أي تأثير استراتيجي حقيقي.
فقوة اليمن لا تنبع من مخزونات أسلحة هائلة أو تقنيات متطورة، بل ترتكز على معادلة متعددة الطبقات: براعة محلية، وبراغماتية تكتيكية، وتنسيق مع حلفاء المقاومة.. لقد مكّنت الطائرات المسيّرة، وصواريخ كروز، والجغرافيا البحرية، صنعاء من فرض تكاليف استراتيجية على إسرائيل دون حرب مباشرة.. هذا هو الردع الهجين في العمل – إعادة رسم قواعد الاشتباك دون انتظار الاعتراف العالمي.
وبعد توقف العمليات العسكرية الأمريكية، أصبحت ردود الفعل الغربية تجاه الضربات اليمنية متباينة وحذرة.. تُصدر الولايات المتحدة تحذيرات، بينما تُصدر المملكة المتحدة لفتات رمزية.. ومع ذلك، لا يستطيع أيٌّ منهما شنّ حرب جوية وبحرية وبرية في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.