بحشود غير مسبوقة.. احتفل أبناء مأرب بالربيع المحمدي
بحشود غير مسبوقة.. احتفل أبناء مأرب بالربيع المحمدي
يمني برس | تقرير/ عبدالله الشريف
أحيا أبناء محافظة مأرب ذكرى المولد النبوي الشريف في ساحتي الاحتفال المركزيتين بمديريتي الجوبة وصرواح، وسط حشود غفيرة ملأت المكان بهالة من الإيمان والحب المحمدي.
ففي ساحة الرسول الأعظم بمديرية صرواح، توافدت مواكب الأنصار من المديريات الغربية والشمالية، يحدوها الشوق والعشق لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لإحياء هذه المناسبة العظيمة، ذكرى مولد خاتم الأنبياء وأشرف الخلق.
وقد امتلأت الساحة بالأهازيج والزوامل الشعبية، والرقصات التراثية، والصلوات المحمدية التي صدحت بها حناجر القبائل المأربية الأصيلة، وهي ترفع الرايات الخضراء تجديداً للولاء والوفاء للرحمة المهداة للعالمين.
وفي حضرة الرسول الأعظم، اكتظت الساحة بالحشود المحمدية، وبدأ الشعراء بالتنافس في إلقاء قصائد المدح والثناء على خير خلق الله محمد في أجواء روحانية.
وبعد اكتمال المشهد واحتشاد ضيوف رسول الله، أطل عليهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عبر شاشة ضحمة نُصبت إلى يمين المنصة، ليعم الهدوء والإنصات في أوساط الحاضرين مستمعين إلى كلمته بالمناسبة مرددين شعار الصرخة .
وما إن أنهى السيد القائد كلمته حتى بدأت مواكب ضيوف رسول الله في مغادرة الساحة مرددين الزوامل وأناشيد الوداع على أمل اللقاء في ربيع متجدد بزخم انتصارات جديدة.
ولم يختلف المشهد كثيراً في ساحة الرسول الأعظم بالجوبة، حيث توافد أحفاد أويس القرني أبناء مديريات المربع الجنوبي، ليجددوا وفاء الأنصار الأوائل للمصطفى بوفائهم ونصرتهم لحفيد النبي المصطفى.
وامتلأت ساحة الجوبة بجموع الحشود فرسمت لوحة فريدة تجسّد صدق ولاء أبناء قبائل مراد وبني عبد وغيرها للرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وقد حمل هذا الحضور الجماهيري الكبير لأبناء محافظة مأرب في ساحتي الاحتفال، رغم بعد المسافات ووعورة الطرق، رسائل عديدة وواضحة، تؤكد صدق ولائهم ووفائهم للنبي الأكرم وآل بيته الأطهار، وجهوزيتهم العالية لمواجهة الأعداء وكل من تسول له نفسه خدمة الأجندة الصهيونية والأمريكية في اليمن.
وجسّد الخروج المهيب في مأرب شغفاً جماعياً وحباً خالداً للرسول الأعظم، وشكّل لوحة محمّدية ورسالة للعالم بأن النبي الكريم سيظل حاضراً في قلوب اليمنيين، نوراً يهديهم ونهجاً يوحدهم، وجزءاً أصيلاً من هويتهم الإيمانية.
وعكس علاقة اليمنيين الوثيقة بالنبي الكريم باعتبارهم الحاضنة الأولى للإسلام كونهم أحفاد الأوس والخزرج الذين كانوا أول من آمن به وآواه ونصره، في الوقت الذي تآمر عليه قومه.
وجددت الحشود المأربية موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في دعم وإسناد غزة، مهما كانت التضحيات، في وقت تخاذلت فيه أغلب شعوب الأمة العربية والإسلامية وظلت خلال أكثر من عامين صامتة أمام المجازر والجرائم الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وباركت الحشود الجماهيرية عمليات القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني، مؤيدة كافة الخيارات التي يتخذها قائد الثورة نصرة لفلسطين، ومعلنة الجهوزية القتالية الكاملة لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وعكس الاحتفال المحمدي في مأرب مستوى الوعي الإيماني الذي يتميز به أبناء المحافظة، وما يحملونه من معنويات عالية، وثبات منقطع النظير والتفاف كبير حول قيادتهم الحكيمة التي أعادت إلى اليمن أمجاده وعززت ارتباطه بهويته الإيمانية وكانت حاضرة بقوة في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.