المولد النبوي في اليمن.. ثورة حب لرسول الله وملحمة تنظيمية أبهرت العالم
المولد النبوي في اليمن.. ثورة حب لرسول الله وملحمة تنظيمية أبهرت العالم
يمني برس | تقارير
لم يكن مشهد المولد النبوي الشريف في اليمن هذا العام مجرد احتفال شعبي أو مناسبة دينية عابرة، بل كان حدثاً تاريخياً بحجم الرسالة التي بعث الله بها سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم. من ميادين صنعاء إلى كل المحافظات الحرة، توحدت الملايين في سيمفونية حب وولاء للنبي الأكرم، لتقدم للعالم صورة محمدية بهية، وتنظيم استثنائي أدهش الداخل والخارج، ورسالة واضحة بأن اليمن بعد ثورة 21 سبتمبر لم يعد أسيراً للوصاية الأمريكية والخليجية، بل بات سيد قراره، متجذراً في هويته، مرتبطاً برسول الله وآل بيته، وحاملاً لواء الدفاع عن المستضعفين في كل مكان.
نجاح تنظيمي وأمني وصحي غير مسبوق
لم تكن الحشود المليونية في ميدان السبعين وسائر الساحات لتتحقق بهذا الانسياب والسكينة لولا الجهود الجبارة التي بذلتها اللجان التنظيمية والأمنية والصحية والإعلامية.
انتشرت قوات الأمن واللجان الشعبية في المداخل والمخارج بانسجام عالٍ، وثُبتت لوحات إرشادية ضخمة لتيسير الحركة، في مشهد يعكس الوعي الجماهيري والتنظيم الميداني المتقن. المواطنون بدورهم أبدوا ارتياحاً عميقاً لهذه الإجراءات التي تحولت إلى تقليد سنوي متجدد، يعكس تطور التجربة الإدارية والأمنية للشعب اليمني.
أما في الجانب الصحي، فقد هيأ المستشفى الميداني التابع للخدمات الطبية العسكرية كل ما يلزم من أقسام عمليات ومختبرات وأجهزة إنعاش، مع طواقم طبية متخصصة على مدار الساعة، ليكون عوناً لكل من يحتاج رعاية وسط الحشود المليونية.
حضور إعلامي عالمي.. وصورة محمدية ناصعة
المشهد لم يكن يمنياً فقط، فقد نقله أكثر من 300 إعلامي من مختلف القنوات والمنصات إلى العالم، في تغطية احترافية أبرزت عظمة المناسبة وعمق دلالاتها السياسية والإيمانية. لم تعد اليمن محاصرة إعلامياً كما أراد لها الأعداء، بل باتت تبعث برسائلها إلى كل بيت، وتكسر الحجب عبر مشهدية محمدية هزّت وجدان الأمة وأربكت حسابات المستكبرين.
روح الشعب وقيادة الثورة.. لقاء المحبة والوفاء
في قلب هذه الفعالية المهيبة، التقت الروح الشعبية الجياشة بالقيادة القرآنية الملهمة. لم يكن الميدان مجرد ساحة جماهيرية، بل مقاماً نبوياً أعاد للأذهان مشهدية الأوس والخزرج في يثرب يوم استقبلوا رسول الله بالأنشودة الخالدة.
كان الإصغاء إلى خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لحظة بيعة متجددة، يعلن فيها الشعب اليمني ولاءه لرسول الله، وتجديد العهد بالسير في درب الحق والجهاد والبذل.
غزة وصنعاء.. وحدة الدم والشغف
لم تغب فلسطين عن أجواء المولد النبوي. كل هتاف وكل دعاء وكل دمعة في ميادين اليمن كانت تعانق صمود غزة، وتعلن وحدة الموقف والمصير. بدا المشهد وكأن الصواريخ التي تنطلق من غزة وصنعاء تُطلق من قلب واحد، وأن الشغف المحمدي الذي يجمع المستضعفين أكبر من كل المؤامرات.
بهذا، تحولت الفعالية من احتفال محلي إلى موقف أممي جامع، يربط اليمن المقاوم بفلسطين الجريحة، ويثبت أن الأمة المحمدية بخير وأنها قادرة على مقارعة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
ثورة 21 سبتمبر.. سرّ النجاح وروح المناسبة
النجاح الباهر لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة ثورة 21 سبتمبر التي أعادت القرار اليمني من براثن الوصاية الأمريكية والخليجية. لولا هذه الثورة لما أمكن لليمن أن يحيي المولد بهذه العظمة، ولظلّت فعالياته محاصرة وممنوعة كما أراد الوكلاء في الرياض وواشنطن.
لقد نفخت الثورة روح العزة والكرامة في هذا الشعب، وأعادت له وعيه وهويته الإيمانية، لتجعل من المولد النبوي محطة سنوية يتجدد فيها العهد مع النبي وآله، ويعلن فيها الشعب اليمني للعالم أنه أمة حية لا تركع إلا لله.
من ساحات المولد إلى ميادين الجهاد والبناء
حين غادرت الملايين ميدان السبعين، لم يكن الأمر مجرد انصراف جماهيري، بل كان إعلان بداية جديدة. خرجوا بزاد محمدي وتكليف نبوي، لينتشروا في الأرض عملاً وبناءً ورباطاً وجهاداً، وليثبتوا أن هذه الأمة لن تمل ولن تكل حتى يورثها الله الأرض ومن عليها.
إن المولد النبوي في اليمن هذا العام لم يكن مجرد إحياء لذكرى، بل كان ثورة متجددة للحب والوفاء، ورسالة مدوية للعالم: أن أمة محمد حاضرة، وأن اليمن – بفضل ثورة 21 سبتمبر المجيدة – عاد حراً، عزيزاً، سيداً لقراره، ووفياً لرسوله، وماضياً في طريق نصرة المظلومين ومواجهة قوى الاستكبار.
نقلا عن موقع 21 سبتمبر