طفولة عمياء.. جريمة صهيونية جديدة تلحق بأطفال غزة
طفولة عمياء.. جريمة صهيونية جديدة تلحق بأطفال غزة
يمني برس |
بين خيام النزوح المهترئة وتراب المنازل التي أحالها العدو الإسرائيلي ركاماً، تتجسد مأساة جديدة من فصول الإبادة التي يعيشها أطفال غزة .
تعيش الطفلة سجا أبو مغاصيب ذات الـ”4 أعوام” على أمل ضئيل ألا ينطفئ ما تبقى من بصرها.
أصيبت سجا بشظية في عينها جراء قصف العدو الذي استهدف منزل عائلتها، الأمر الذي قلّص قدرتها على الرؤية إلى 3 بالمئة فقط.
لم تقدم لها مستشفيات غزة إلاّ ما تستطيع أن تفعله فقامت بخياطة جرحها؛ لأنها لا تستطيع أن تقدم لها علاج متقدم بسبب انهيار المنظومة الصحية التي دمرها العدو الإسرائيلي، وبفعل الحصار الذي منع دخول كل الأدوية والمستلزمات الطبية ناهيك عن الغذاء والماء.
وبحسب معطيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن عدد حالات فقدان البصر في القطاع بلغ نحو 1200 حالة منذ اندلاع الحرب، فيما يواجه أكثر من 5200 طفل خطر الموت ما لم يتم إجلاؤهم طبيا بصورة عاجلة لتلقي العلاج المنقذ للحياة خارج القطاع.
ويؤكد المدير الإقليمي للمناصرة والإعلام في منظمة يونيسف للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عمار عمار، في تصريحات لـ”وكالة الأناضول”، أن القصف المستمر على غزة خلّف علاوة على القتل والإصابات، صدمات نفسية وعاطفية يصعب علاجها لدى نحو 1.1 مليون طفل، ما ألحق أضرارًا جسيمة بتطورهم النفسي.
وإلى جانب إصابتها، فقدت الطفلة والدها الذي ارتقى شهيداً خلال العدوان الصهيوني على غزة مثل الكثير من أطفال غزة.
تعيش سجا مع أمها التي تكافح وحدها لرعاية ستة أطفال وسط التجويع الذي يمارسه العدو ناهيك عن الموت والنزوح .
وتقول والدتها رضا والدموع تغالبها: “سجا لم تعد تلعب كبقية الأطفال، بل تواجه عزلة بسبب ضعف بصرها، وكل يوم تسألني عن مستقبل عينيها… لكنني عاجزة عن تقديم أي أمل لها”.
بين الدموع والحرمان، ترسم سجا صورة أخرى لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما يواصل العالم صمته المطبق أمام مأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد آخر.
وبتواطؤ وشراكة أمريكية غربية، ترتكب “إسرائيل” جرائم إبادة وتجويع جماعي في قطاع غزة أدت لاستشهاد أكثر من 64,522 شهيدًا وإصابة أكثر من 163 ألف فلسطيني من بينهم آلاف الشهداء من “طالبي المساعدات” و”المجوّعين”.