المنبر الاعلامي الحر

من المحويت إلى القدس… عهد متجدد في ذكرى مولد المصطفى

من المحويت إلى القدس… عهد متجدد في ذكرى مولد المصطفى

يمني برس : عبدالودود الغيلي
شهدت محافظة المحويت في الثاني عشر من ربيع الأول الجاري، واحدة من أضخم الفعاليات الجماهيرية التي نُظمت إحياءً لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام.

فكانت محافظة المحويت بتلك اللوحة الإيمانية، كما هي في كل عام، منبرًا شعبيًا لقول الكلمة الفصل أن خاتم الأنبياء والمرسلين هو قدوة أبنائها وأنه لا حياد في قضايا الأمة، ولا مساومة على فلسطين، ولا تخاذل أمام طغيان المعتدين.

ذكرى المولد النبوي الشريف في اليمن عامة، وفي المحويت خاصة، باتت مناسبة تتجاوز البعد الاحتفالي، لتتحول إلى محطة دينية وشعبية ذات دلالات استراتيجية، يجدد فيها أبناء اليمن خياراتهم ويعبرون عن انتمائهم، وتعيد تموضع اليمن في خندق المواجهة ضد أعداء الأمة.

في مشهدٍ إيماني مهيب احتشد أبناء المحافظة من مختلف المديريات، ليعبروا عن عمق الارتباط برسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعن وحدة الموقف الشعبي في نصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ذلك المشهد كان أشبه ما يكون بالاستفتاء الشعبي المتجدد على الولاء للرسالة المحمدية، والتمسك بالنهج الذي رسمه النبي الأعظم في مقارعة الظلم والطغيان، ورفض التبعية، والانحياز للمظلومين والمستضعفين، وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني الذي يواجه عدواناً مستمراً من قبل العدو الصهيوني.

خرجت الجموع من مختلف مناطق ومديريات المحويت، لتملأ ساحة الاحتفال المركزية، مرددة الهتافات التي تمجّد مقام النبي الكريم، وتحمل شعارات التمسك بهويّة الإيمان والانتماء للنهج النبوي المقاوم.

وقد أرسلت تلك الحشود رسائل واضحة، مفادها أن محافظة المحويت، كبقية المحافظات الحرة، ليست بمعزل عن قضايا الأمة، وأنها، رغم ما تواجهه من تحديات بفعل الحرب والحصار، ما تزال حاضرة في قلب المعركة، سياسياً وجماهيرياً.

وأبرزت الفعالية المركزية في المحويت مدى الالتفاف الشعبي حول القيادة الثورية، ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي كانت كلماته في هذه المناسبة مرجعًا تعبويًا وتوجيهيًا، أبرز فيها أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى السلام وضرورة الرجوع إلى نهج المصطفى وسيرته والاقتداء بمناقبه وجهاده كما تم التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية في وجدان اليمنيين، وعلى الموقف المبدئي والثابت في مناهضة قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.

وجسّدت الحشود الجماهيرية حجم التفاعل مع هذه المناسبة الدينية الجليلة ليصبح اليمن منصة لتجديد العهد في دعم المقاومة الفلسطينية، ورفض التطبيع، ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.

حشود أبناء المحويت أكدت وحدة صف اليمنيين والتفافهم حول قيادتهم الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي، كما جسدت بموقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية التناسق بين المكونين الشعبي والحكومي، وعبرت عن تأييدها لعمليات الردع العسكري للقوات المسلحة اليمنية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني الشقيق.

ويرى أبناء المحويت أن ما تنفذه القوات المسلحة اليمنية من عمليات ردع استراتيجية، سواء في البحر الأحمر أو البحر العربي أو عبر استهداف عمق الكيان الإسرائيلي أو من خلال الدعم غير المباشر للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية، ترجمة عملية لشعار “لبيك يا رسول الله”، وهو ما زاد من التلاحم الشعبي والعسكري في مواجهة قوى الهيمنة والاحتلال.

وأكدوا أن إحيائهم لذكرى المولد النبوي الشريف إنما هو انعكاس حقيقي لحالة الالتفاف الشعبي حول القيادة الثورية والسياسية، والذي تجلى بكل وضوح في التنظيم الجماهيري الواسع والروح العالية التي عبّر عنها أبناء المحافظة الذين حملوا على عاتقهم رسالة مفادها أن كل أبناء الشعب اليمني ثابتون في خندق المواجهة، وماضون في مسيرة الصمود حتى النصر.

وبذلك أجمعت الفعالية المركزية في مضمونها ورسائلها على أن الحشود التي خرجت ليست حشودًا مناسباتية، بل تعبيراً عن وعي متقدم بطبيعة الصراع، وعن استعداد شعبي مستمر للتضحية في سبيل القضية الفلسطينية، وفي سبيل عزة وكرامة وسيادة واستقلال اليمن.

ولعل أبرز ما ركز عليه أبناء محافظة المحويت من خلال احيائهم لذكرى المولد النبوي الشريف هو أن يكون حشدهم وخروجهم بمثابة رسالة للقيادة الثورية وللمجلس السياسي الأعلى كما هي للأعداء.

وكان ضمن رسالتهم تلك تجديد العهد والولاء للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله، والتمسك بنهجه في مقاومة الطغيان والاستكبار، والتفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وكذا الدعم الكامل للقيادة السياسية وللقوات المسلحة اليمنية في كل خطواتها الدفاعية والهجومية.

إلى جانب تأكيد الالتزام الشعبي تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة المركزية والرفض القاطع لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ولأي مساعٍ لتصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد أيضا على صمود أبناء المحويت وثباتهم في وجه الحصار والعدوان، وأن الشعب اليمني عصيٌّ على الانكسار، ولا يمكن أن تفتّ من عضده التحديات مهما عظمت.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com