هجوم إسرائيل على الدوحة يثير مخاوف خليجية من تهديد إقليمي جديد
هجوم إسرائيل على الدوحة يثير مخاوف خليجية من تهديد إقليمي جديد
يمني برس |
رأت باحثة بريطانية بارزة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة يمثل تحولا استراتيجيا في نظرة دول الخليج لإسرائيل، معتبرة أن هذه الضربة فتحت مرحلة جديدة من التوتر في المنطقة، وفق ما جاء في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” اللندنية السبت.
وقالت سنام وكيل مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مركز “تشاتام هاوس” للأبحاث في لندن، إن محاولة اغتيال قادة من حركة حماس في قطر خرقت خطا احمر لا يمكن تجاهله حتى من أقرب الشركاء العرب لتل أبيب.
وأضافت أن إسرائيل تبرر هجماتها الخارجة عن حدودها بذريعة حماية أمنها، مشيرة إلى أنها خلال العامين الماضيين استهدفت ست دول في المنطقة تحت مبدأ القضاء على التهديدات.
وأكدت وكيل أن الضربة في الدوحة، التي تعد شريكا أمنيا رئيسيا للولايات المتحدة وتستضيف مفاوضات حول غزة بطلب أمريكي، لم تكن مجرد عملية تصفية أخرى، بل رسالة تعكس استهتارا بالسيادة الإقليمية، وتشكيكا في قدرة واشنطن على حماية حلفائها.
واعتبرت أن هذه الحادثة دفعت قادة الخليج إلى إعادة النظر في تصورهم حول من يشكل الخطر الحقيقي على استقرار المنطقة، حيث لم تعد إيران وحدها في هذا الموقع، بل باتت إسرائيل نفسها تُرى كعامل رئيسي لزعزعة الاستقرار.
وحذر المقال من أن التراخي الأمريكي في كبح الهجمات الإسرائيلية أدى إلى تآكل الثقة الخليجية في الضمانات الأمنية التقليدية، ورسخ شعورا بأن السيادة يتم التضحية بها تحت مسمى الأمن.
وأشارت الباحثة إلى أن دول الخليج باتت أكثر تصميما على تحقيق استقلالية استراتيجية، عبر تعزيز التعاون الإقليمي، وتنويع الشراكات الاقتصادية والأمنية مع قوى صاعدة مثل الصين.
واختتمت وكيل بالقول إن التطبيع مع إسرائيل لم يعد خيارا واقعيا في ظل هذه التحولات، وإن الوقت قد حان لإعادة تقييم المسارات والتحالفات بناء على الوقائع الجديدة.