تقارير ميدانية لخبرين عسكريين: أساليب يمنية متطورة تهدد خطوط إمداد وقيادة العدو
يمني برس |اعتبرت تحليلات عسكرية صادرة عن خبرين ميدانيين أن العمليات اليمنية الأخيرة ضد أهداف في عمق الاحتلال تمثل مرحلة جديدة في تطوير التكتيكات والقدرات، وأظهرت قدرة على استغلال ثغرات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية وتحقيق تأثير نفسي واستراتيجي كبير على الجبهة الداخلية للعدو.
تكتيكات وابتكارات:
الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد علي أبي رعد رأى أن المشهد الذي أظهرته وسائل الإعلام الصهيونية أخيرًا يؤكد أن “اليمن كانت البداية لمرحلة جديدة” بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية عن المشاركة في الحرب الإسنادية في غزة.
وقال العميد أبي رعد للمسيرة: إن القوات المسلحة اليمنية طورت أساليب وتكتيكات استُحدثت ردًّا على الغارات التي تعرّضت لها، ما أربك تقديرات العدو.
وأضاف أن “القدرات اليمنية كلما تعرضت لضربات ابتكرت تكتيكات جديدة”، مشيرًا إلى أن التحوّل في أساليب الهجوم شمل التنويع في التوقيت والوسائط: من ضربات ليلية متكررة إلى ضربات في أوقات غير متوقعة، ومن الاعتماد على نوع واحد من الطائرات المسيرة إلى مزجٍ بين صواريخ باليستية ومسيرات متنوعة، بعضها منخفض الارتفاع أو متحكَّم بها لبلوغ مسارات تهرب بها من رصد الدفاعات.
وذكر العميد أبي رعد أن الاستهداف لم يعد محصورًا بمناطق بعينها، بل توسَّع إلى أهداف أكثر حساسية وحيوية، مُشيرًا إلى محاولات استهداف مطارات ومراكز نقل وحركة، وصولًا إلى مناطق يُفترض أنها محمية مثل مواقع مرتبطة بمفاعلات أو منشآت حساسة، ما يقلب موازين الرصد ويزيد من إرهاق منظومات الدفاع.
فشل دفاعي أمام أنماط هجومية جديدة:
وفي سياق متصل، لفت العميد أبي رعد إلى أن ما يثير الاهتمام هو أن أنظمة الدفاع الجوية الصهيونية، التي تُعد من الأكثر تطورًا عالميًا، واجهت صعوبات أمام طرق استهداف اعتمدت على انخفاض الارتفاع وممرات طيران مخفية داخل حيز جغرافي معين (مثل مسارات عبر صحراء النقب شرق فلسطين المحتلة)، وهو ما سمح لبعض المسيرات والصواريخ بالوصول أو الاقتراب من أهداف حساسة للغاية.
ونوّه إلى أن “اليمن استطاعت اكتشاف ممرات داخل المنطقة جعلت أنظمة الدفاع عاجزة عن متابعة أو ملاحقة تلك الأهداف”، مشيرًا إلى نجاح ملحوظ في التمويه والتضليل عبر تنويع الوسائط والهجمات المتزامنة أو المتعاقبة.
الأثر النفسي والوظيفي: ضربات في توقيت حساس:
من جهته، ركّز الخبير العسكري العميد مجيب شمسان على البُعد النفسي والوظيفي لهذه الضربات، مُؤكدًا أن الاختيار المتعمّد للزمن والمكان (مثل مناطق سياحية أو مراكز حيوية) يصنع ضغطًا نفسيًا كبيرًا داخل المجتمعات المستهدفة ويضعف قدرات العدو على الاستجابة.
وقال شمسان إن “استخدام البعد الزمني في التكتيك — سواء ضربات ليلية متأخرة أو في ساعات الصباح — زاد من حالة الهلع والارتباك في الجبهة الداخلية للاحتلال”.
ولفت العميد شمسان كذلك إلى أن التنويع بين صواريخ باليستية فرط صوتية وطائرات مسيرة ومزيج من الوسائط أدى إلى صعوبة التكهن وتصنيف الأهداف لدى قادة العدو، ما انعكس في تصريحات متضاربة ومحاولات إعلامية لاحتواء التأثير أو التقليل من نتائجه.
وتطرق إلى أن أمثلة الضربات خلال الأسابيع الماضية – من استهداف مطارات مثل رامون وصولًا إلى هجمات على مناطق سياحية وفنادق – تُظهر قدرة فعلية على الوصول إلى أهداف بعيدة وحساسة رغم وجود منظومات اعتراض متقدمة.
وأكد أن بعض الضربات سبّبت خسائر مادية وإصابات، وأن الإعلام الصهيوني اضطر للاعتراف بموجات من الهلع وإخلاء ملايين المدنيين إلى الملاجئ بحسب تقارير محلية.
استنتاجات:
وبهذه المعطيات يتأكد أن القوات المسلحة اليمنية طورت منظومة تكتيكية قادرة على التنويع بين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، مع تركيز على التحكم في الارتفاع ومسارات الحركة لتجاوز رصد الدفاعات. كما أن الأنماط الهجومية الجديدة استهدفت توقيتات ومواقع حساسة لزيادة الضغط النفسي والوظيفي على العدو، وليس فقط لتحقيق إصابات مادية.
ومع التكرار والابتكار التكتيكي باتت مهمة منظومات الدفاع الصهيونية في وضع أكثر تعقيدًا، فيما الأثر الإعلامي والنفسي على الجبهة الداخلية للعدو قد يكون أهمّ من بعض النتائج المادية على المدى القصير، لما يُحدثه من اضطراب في حركة النقل والسياحة والحياة العامة.
كما تشير المؤشرات إلى دخول اليمن مرحلة استراتيجية جديدة في المواجهة ضد الكيان، تتسم بالابتكار التكتيكي والتركيز على استغلال نقاط الضعف في منظومات الدفاع المعادية، مع اهتمام واضح بتحقيق ضغط نفسي واستراتيجي يؤثر في حسابات العدو.