خبير اقتصادي لبناني: واشنطن في مواجهة غير متوقعة

يمني برس | اعتبر الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور عماد عكوش أن العقوبات الأمريكية الجديدة، إلى جانب تأثير العمليات اليمنية، ستترك انعكاسات خطيرة على تجارة النفط والغاز الأمريكية، مشيرًا إلى أن الأرقام الاقتصادية تكشف بوضوح حجم المخاطر التي تنتظر واشنطن.

وأوضح عكوش، في مداخلة على قناة المسيرة الفضائية ، أن الولايات المتحدة تصدر يوميًا ما يقارب 4 ملايين برميل من النفط الخام والمشتقات، إضافةً إلى نحو 7 ملايين طن من الغاز الطبيعي، وهي كميات تمثل ربع إنتاجها اليومي المقدر بـ13 مليون برميل. غير أن هذه الصادرات، خصوصًا المارة عبر البحر الأحمر، أصبحت تحت مرمى القوات المسلحة اليمنية، ما يجعل عملية التصدير محفوفة بمخاطر جسيمة ويدفع الشركات لإعادة حساباتها.

وتابع أن الشركات الأمريكية ستواجه أعباء إضافية مع ارتفاع متوقع في أقساط التأمين على السفن العابرة لمناطق الخطر، الأمر الذي يضاعف الكلفة الإجمالية ويجعل أي خطط تصديرية طويلة الأمد أكثر كلفة وإيلامًا. وبحسبه، فإن التهديد القريب من البحر الأحمر يشكل ضغطًا مباشرًا على شركات الطاقة الأمريكية ويجبرها على مراجعة خياراتها، بما في ذلك الاعتماد على مناقصات دولية لتأمين إمدادات بديلة.

كما لفت إلى أن روسيا، رغم العقوبات المفروضة عليها، ما تزال قادرة على عرض كميات كبيرة من النفط والغاز بأسعار أقل، وهو ما يمنحها فرصة لتعويض أي فراغ قد ينشأ في السوق نتيجة تعثر الصادرات الأمريكية. وهذا بدوره يفتح المجال أمام دول مستوردة كبرى، وعلى رأسها الصين والدول الآسيوية، للاستفادة من الوضع وإعادة رسم خريطة الطاقة العالمية.

إلى جانب ذلك، شدد عكوش على أن الولايات المتحدة تعيش أزمة اقتصادية متشابكة تتمثل في إغلاق حكومي جزئي، وتضخم متصاعد يرهق المستهلك، وانخفاض قيمة الدولار، فضلًا عن الرسوم الجمركية المرتفعة التي رفعت أسعار النفط والسلع النهائية. وبرأيه، فإن العقوبات الجديدة والعمليات اليمنية لن تزيد إلا من حدة هذه الأزمات وتضعف قدرة واشنطن على ضبط سياساتها الاقتصادية المرتبطة بالطاقة والتجارة الدولية.

وختم الخبير الاقتصادي بالإشارة إلى أن تداعيات هذه الإجراءات لن تقتصر على المدى القصير، بل ستترك أثرًا بالغًا على الاقتصاد الأمريكي في المديين المتوسط والبعيد، الأمر الذي قد يجبر إدارة ترامب على إعادة النظر في نهجها الاقتصادي تجاه اليمن.