المنبر الاعلامي الحر

خبير لبناني… اليمن بات لاعبًا اقتصاديا مؤثرًا في المعادلة الإقليمية

يمني برس | أكد الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور حسن مقلد أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة اقتصادية عميقة وغير مسبوقة نتيجة تداعيات الحرب المستمرة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن هذه التداعيات مرشحة للاستمرار مدى الحياة، بالنظر إلى حجم الخسائر البنيوية في البنية التحتية، والقطاع التكنولوجي، والقدرة على استعادة التوازن المالي والاجتماعي.

 

وفي لقاء خاص بثته قناة المسيرة تزامنا مع مرور عامان من الطوفان ، أوضح مقلد أن “الكثير من التقارير العبرية لم تعد تركز فقط على الخسائر اللحظية، بل تتحدث بوضوح عن مؤشرات وتحذيرات مرعبة تتعلق بالانهيارات المستقبلية”، مشيراً إلى أن الحرب تسببت في أزمات اجتماعية ونفسية واقتصادية متراكمة، من بينها اضطرابات ما بعد الصدمة التي ستُكلّف اقتصاد الكيان ما بين 1.8 إلى 2.2 مليون شيكل لكل حالة، مدى الحياة.

 

ولفت إلى أن التقديرات الاقتصادية تشير إلى أن مجمل تكلفة الحرب خلال عامان تجاوز 50 مليار دولار، في وقت يعيش فيه الكيان لحظة تعثر في استعادة الاستقرار، ما يفتح الباب أمام تصاعد الأعباء الاقتصادية بشكل متسارع”.

 

وفي السياق ذاته، اعتبر مقلد أن الضربات اليمنية الدقيقة التي استهدفت ميناء إيلات ومواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة، شكّلت ضربة مباشرة لقطاع التكنولوجيا الذي يُعدّ العمود الفقري للاقتصاد الصهيوني، موضحًا أن هذه الهجمات عطّلت سلاسل الإمداد، وأحدثت شللاً في البنية التقنية، ما أدى إلى تقليص الاحتياطي التكنولوجي بنسبة تقارب 20% خلال أيام.

 

وقال: “ما يجري ليس مجرد خسائر اقتصادية عابرة، بل انهيار هيكلي متواصل لقطاع كان يُسوّق على أنه عقل الكيان ومصدر قوته الناعمة، واليوم لم يعد قادرًا على لعب أي دور إقليمي، بل فَقَد ثقة الأسواق الدولية، لا سيما بعد استهدافه من قِبل قوة صاعدة في الإقليم كاليمن”.

 

ولم يغفل مقلد الربط بين هذا الانهيار وبين التحولات البنيوية السابقة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الحقبة الممتدة من 1975 إلى 1985 شهدت محاولة منظمة لإعادة تشكيل هوية دول المشرق العربي خدمةً للمشروع الصهيوني، عبر تفكيك الاقتصاد اللبناني الذي كان يتجاوز الاقتصاد الإسرائيلي حينها بمرتين ونصف.

 

وأضاف أن الحرب الأهلية في لبنان، وتفكك الاتحاد السوفيتي، ثم تدفق أكثر من 900 ألف مهاجر إلى الكيان، جميعها استُثمرت دوليًا لتعزيز المشروع الصهيوني، عبر دعم تكنولوجي، ومالي، وديمغرافي، جعل من الكيان مركزًا لتدفق الأموال غير المشروعة، و”وادي سيليكون” صناعيًا واقتصاديًا في المنطقة.

 

 

وختم الخبير الاقتصادي حديثه بالقول: “اليوم، وبعد عامين على طوفان الأقصى، ومع التصعيد اليمني المتواصل، تتآكل كل تلك المكاسب التاريخية، ويتجه الكيان نحو مرحلة من التفكك البنيوي في منظومته الاقتصادية والأمنية، وإذا لم يحقق استقرارًا سريعًا، فالمؤشرات تُنذر بخسائر قد تتجاوز 20 مليار دولار أخرى، مع تحوّلات جذرية تلوح في أفق المنطقة بأكملها”.

Comments are closed.