المنبر الاعلامي الحر

 “إنذار السلام الأخير”: صنعاء تضع الرياض أمام خيار “الاستحقاقات اليمنية” أو “الاشتعال الاقتصادي”

بعد أربع سنوات من “خفض التصعيد” الهش، الذي تخللته خروقات اقتصادية كادت أن تعيد المنطقة إلى مربع الحرب، وضعت صنعاء الرياض أمام مفترق طرق حاسم: إما الانتقال إلى سلام شامل يلبي “الاستحقاقات اليمنية”، أو مواجهة تداعيات اقتصادية وعسكرية لا تُبقي ولا تذر، خاصة في ظل الاستعداد لمعركة “المنظومة الصهيونية” القادمة.

يمني برس | صنعاء

جاءت دعوة رئيس المجلس السياسي الأعلى، الرئيس مهدي المشاط، للرياض بالانتقال إلى حالة السلام، عشية ذكرى 14 أكتوبر، لتكتسب أهمية استثنائية، فبعد ثماني سنوات من العدوان والحصار المستمر، وأربع سنوات من “اللا حرب واللا سلم”، تختلف هذه الدعوة عن سابقاتها، إذ باتت ركائز السلام واضحة منذ اجتماعات مسقط، كما أن “حرب غزة” فرضت على صنعاء تغيير أولوياتها.

 خروقات اقتصادية تهدد “صيام المدافع”

أن التزام صنعاء بخفض التصعيد قابله خروقات سعودية في الجانب الاقتصادي، وهي خروقات كادت في إحداها أن “تفسخ صيام المدافع”، هذا الإصرار السعودي على “استعباد كثير من اليمنيين وخنقهم اقتصادياً”، كما وصفه الأستاذ علي تيسير الباحث في الشؤون السياسية، يضع استمرار حالة “اللا حرب واللا سلم” على المحك.

ويؤكد الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي، على حجم الأزمة، مشيراً إلى أن الجمهورية اليمنية تحملت حصاراً اقتصادياً لأكثر من عشر سنوات، وأن مرتبات أبناء الشعب اليمني المنهوبة تتجاوز 32 مليار دولار، ووردت إلى البنك الأهلي السعودي.

من جهته أوضح أستاذ علم الاجتماع المساعد في جامعة صنعاء الدكتور عبدالملك عيسى، أن الأولوية كانت إسناد غزة وهو ما أكده سابقاً السيد عبدالملك الحوثي، واليوم، ومع انتهاء العدوان على قطاع غزة، لم يعد الموضوع غزة بل هناك “استحقاقات يمنية” ملحة.

ويشدد الدكتور عيسى على أن هذه الاستحقاقات “ملزمة” وتشمل: إعادة البناء، وصرف المرتبات، حل الوضع الاقتصادي، ورفع الحصار عن الشعب اليمني، مؤكدا بأن على السعودي “الإستجابة لهذه المطالب وإلا فسيسمع وسائل أخرى”.

 الرد السعودي يحدد “موقع الرياض” في المواجهة القادمة

تأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه صنعاء لمواجهة مرتقبة مع “العدو الإسرائيلي الذي لا يخفي نيته في الانتقام”، حيث باتت صنعاء “معنية بإحصاء أعدائها وأصدقائها”.

إن الرد السعودي المنتظر سيحدد “موقع الرياض في المواجهة القادمة مع المنظومة الصهيونية”، وهي معركة تستعد لها صنعاء “جيداً منذ اليوم الأول لاتفاق غزة”.

الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي حذر الرياض من تداعيات العودة إلى المواجهة، مشيراً إلى أن مشاريع محمد بن سلمان “الطموحة”، وأبرزها “رؤية 2030” ومدينة “نيوم” التي تكلفتها 500 مليار دولار وتوقفت اليوم، ستكون عرضة للخطر.

مضيفاً بأن “دولة تنتج في اليوم الواحد حوالي 12 مليون برميل من النفط ستتأثر ويتأثر اقتصادها لأنه اقتصاد سريع الاشتعال.”

لذا فإن إن دعوة رئيس المجلس السياس الأعلى مهدي المشاط الأخيرة ليست مجرد دعوة للسلام، بل هي “إنذار نهائي” يضع الرياض أمام مسؤوليتها التاريخية في تحديد مسار المنطقة: إما شراكة في سلام مستدام يلبي الحقوق، أو تحمل عواقب “الاشتعال الاقتصادي” و”المواجهة القادمة” التي لم تعد صنعاء تخفي استعدادها لها.

Comments are closed.