رئيس هيئة الأركان اللواء الغماري.. شهيدًا على طريق القدس
يمني برس |قدّم اليمن تضحيات كبيرة في إطار المساندة لغزة في معركة كبيرة خاضتها القوات المسلحة اليمنية بجدارة واقتدار، وبمعنويات تعانق السماء، وبإرادة لم تنكسر، وإصرار على الثبات في الموقف مهما كانت التحديات.
وزفّت القوات المسلحة اليمنية اليوم نبأ استشهاد رئيس هيئة الأركان اللواء الركن مجمد عبدالكريم الغُمَاري، لتودّع شخصية عسكرية قدّمت الكثير من العطاء للوطن، وتمكّنت بحنكة واقتدار من مواجهة الأخطار التي كانت تعصف باليمن، وفي مقدمة ذلك العدوان الأمريكي السعودي عام 2015م، ثم العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا بعد معركة طوفان الأقصى، والعدوان الأمريكي الثاني بقيادة ترامب في عام 2024م، وكذلك العدوان الصهيوني.
وتمكّن الشهيد القائد اللواء الغماري من خوض هذه المعركة بكل تحدّياتها، متجاوزًا الكثير من الصعاب، فهو الرائد الذي نقل القوات المسلحة اليمنية من التجربة البدائية التي لم تكن تمتلك سوى الأسلحة التقليدية والكلاشنكوف إلى مصافّ الدول المتقدّمة القادرة على صناعة الصواريخ الفرط صوتية والانشطارية، فكان مدرسةً للصمود والوعي والمثابرة والطموح والتحدي، ورحيله يُعدّ خسارة كبيرة على اليمن، الذي يواجه ألدّ الأعداء وفي مقدّمتهم الأمريكي والصهيوني.
ويُعدّ اختيار إعلان نبأ استشهاده موفقًا، فهو يتزامن مع الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المجاهد الكبير يحيى السنوار رئيس حركة حماس، ما يعني أن الدم اليمني والفلسطيني واحد، والقضية واحدة، والمصير واحد، وأعداء فلسطين هم أنفسهم أعداء اليمن، فنحن في مركب واحد، وفي معركة واحدة.
قد لا يعرف الكثيرون ما قدّمه الشهيد اللواء الغماري للوطن، لكن التجربة الرائدة، والنهضة غير المتوقعة للقوات المسلحة اليمنية، تدلّ على أهمية الشهيد –سلام الله عليه–، ويكفيه فخرًا وشرفًا أنه قدّم روحه وضحّى بنفسه في أقدس قضية وأعظم موقف، فهو شهيد على طريق القدس، ويحقّ لليمن أن يفخر بهذا العطاء المعمّد بالدم في مساندة إخواننا في فلسطين، وللتأكيد على مصداقية الموقف، وأنه صادق وحقيقي وبنّاء.
وعلى الرغم من فداحة المصاب، والحزن الكبير الذي يملأ قلوبنا، وهول الصدمة لرحيل الشهيد الكبير اللواء الغماري، إلا أن اليمن ولّادة، وهذا المكان قد شغله خيرُ خلفٍ لخير سلف، فاللواء الركن أبو حسين المداني رجل عسكري من الطراز الأول، وقائد انتصارات، ولديه القدرة على مواصلة المشوار بعطاء كبير، وهو الخبير بالميدان، والمؤمن بالقضية والمبدأ، وعلى الأعداء أن يدركوا أنهم لم ينتصروا، فالشهيد الغماري قد ارتاح، وروحه الطاهرة تسمو في جنات الخلد إلى جوار الشهداء والصديقين الذين قضوا على طريق القدس، ومنهم القائد الكبير إسماعيل هنية، وشهيد الإنسانية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهاشم صفي الدين، وغيرهم من الشهداء العظماء الذين قدّموا أرواحهم فداءً لفلسطين وقضيتها العادلة، فسلام الله عليهم وعلى ما قدّموه في سبيل هذه القضية، وعلى عطائهم الذي سيظل خالدًا في ضمير كل إنسان حرّ في هذا العالم
نقلا عن موقع المسيرة
Comments are closed.